أحمد بن بريك: ماضون بثقة نحو تحقيق طموحات شعبنا ولن نتعاطى مع أي حلول منقوصة (مقابلة)
قال اللواء أحمد سعيد بن بريك، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي رئيس الجمعية الوطنية للمجلس، أن المجلس الانتقالي مع أي جهود تبذل في سبيل إيقاف الحرب وإحلال السلام المستدام، لكنه بيّن أن المجلس لن يقبل إلا بالسلام المنصف والعادل تجاه القضية الجنوبية، وأن أي سلام منقوص لا يلبي طموحات شعبنا مرفوض،ولن نتعاطى معه .
وأشار اللواء بن بريك، في مقابلة نشرها الموقع الرسمي للمجلس، أن الجمعية الوطنية الجنوبية نجحت في دورتها الاستثنائية في توصيل رسائل عدة للداخل والخارج ، داعيا الجميع لالتقاطها، منها أن المجلس قد نجح في استكمال مؤسساته السياسية وهو جاهز كمشروع دولة كما هو جاهز وبمسؤولية للتعاطي مع العالم بعقلية منفتحة على السلام وقبول الآخر.
ما أهمية انعقاد الدورة الاستثنائية للجمعية في إطار البناء التنظيمي المؤسسي والممارسة الديمقراطية والشراكة في اتخاذ القرارات المصيرية والمهمة ؟
هذه الدورة اكتسبت أهميتها،لانعقادها في ظرف سياسي ، وعسكري ،حساس واستثنائي ، يمر به جنوبنا الحبيب، ويضع أمام شعبنا ومجلسه الانتقالي، تحديات أقل ما يمكن وصفها به بالتاريخية بل هي تاريخية فعلا، كونها تمثل لحظة فارقة يترتب عليها مستقبل الجنوب، والمنطقة، وعلينا أن نغتنمها بشكل مثالي، فإما أن نكون، أو لا نكون، وينبغي أن نكون لأن هذه أرضنا وهذا شعبنا ومستقبل أبناءنا.
ومن خلال هذه الدورة وما صدر عنها من بيان فقد أكد رغبة ودعم الجمعية لمشاركة المجلس في المفاوضات القادمة فإن ذلك وضع لبنة متينة في إطار التأسيس للتقاليد الديمقراطية، ومشاركة كل مؤسسات المجلس في اتخاذ القرارات المهمة المرتبطة بمستقبل الجنوب، وبما يضمن الانتصار لقضيته السياسية العادلة.
ما شاهدناه كان مثلجاً للصدر، وباعثاً على الطمأنينة، إن قضيتنا الجنوبية في أيادٍ أمينة، حيث أظهر الأعضاء إنموذجاً مميزاً في الممارسة الديمقراطية، كما تحلوا بمستوى عالٍ من الشعور بالمسؤولية الوطنية، والتعاطي مع القضايا المهمة والحساسة بعقل منفتح يستوعب تحديات الحاضر ويستجيب لاستحقاقات المستقبل.
رسائل متعددة
ما الرسائل التي حملها بيان الدورة الاستثنائية للجمعية، وما الخطوة اللاحقة بالنسبة للجمعية ولقيادة المجلس؟
الرسائل التي حملها بيان الدورة الاستثنائية، كانت عديدة ومهمة، وأهمها أن المجلس الانتقالي الجنوبي كان وسيظل، داعماً لكل جهود صنع السلام، ومنها جهود المبعوث الأممي إلى اليمن السيد مارتن جريفتش، الذي يبذل جهوداً يشكر عليها، في سبيل التوصل إلى حل دائم ومستدام ،للصراع القائم في اليمن ، ومن ضمنها القضية الجنوبية ، كمرتكز لا يمكن تجاوزه ،ومن ضمن هذه الرسائل، أيضاً أن تمسك بالمجلس بالسلام، مرتبط بتمسكه بهدف شعبنا في التحرير والاستقلال، وبناء الدولة الجنوبية في حدود ٢١مايو ١٩٩٠م، وأن السلام المنشود هو السلام العادل والمنصف الذي لا ينتقص من حقوق شعبنا وعدا ذلك فلسنا معنيين بأي جهد ولن نتعاطىى معه على حساب مصالح شعبنا ومستقبل أمتنا .
نحن في الجمعية الوطنية الجنوبية وجهنا رسائل عدة للداخل والخارج نأمل من الجميع أن يلتقطها منها أن المجلس قد نجح في استكمال مؤسساته السياسية وهو جاهز كمشروع دولة ، كما هو جاهز للتعاطي مع العالم بعقلية منفتحة على السلام وقبول الآخر.
عودة الجنوب هي الحل
ماهي رؤية المجلس الانتقالي للحل القادم وكيف سيتعامل مع المواقف المستجدة؟
رؤية المجلس واضحة وعبر عنها بوضوح وفي أكثر من مناسبة منذ قيامه في ١١مايو ٢٠١٧م ، وهي ألا حل، ولا سلام، ولا أمن ، ولا استقرار ، في اليمن والمنطقة ، إلا باستعادة دولة الجنوب، وإنهاء الظلم الواقع على شعبنا والمستمر منذ حرب صيف ٩٤م ، التي انتهت باجتياح واحتلال الجنوب، ونهب أراضيه ومقدراته، ومازال هذا الظلم وهذا النهب واقعين حتى اللحظة.
ونحن في المجلس الانتقالي ووفقا لما شاهدناه في نقاشات الجمعية الوطنية في دورتها الاستثنائية ، جاهزون للسلام وراغبون فيه ،لكننا لن نقبل سلاما منقوصا، ينتقص من حقوق شعبنا ولا يحقق أهدافه المتوخاة في استعادة دولته وهذا ما عاهدنا عليه شعبنا وسنظل عند العهد لشعبنا وشهدائنا وجرحانا ولن نحيد عن ذلك .
قراراتنا من شعبنا
ماذا لو وجد المجلس أن مشاركته غير مجدية في المفاوضات القادمة ويمكن أن تعود سلبا على القضية؟
نحن ذاهبون للسلام بقلوب وعقول مفتوحة ، باحثين عن حل منصف ، وعادل لنا وللأشقّاء في الشمال ، وكما أننا لا نقبل أن نظلم الآخرين ، فإننا لن نقبل ولن نتنازل عن حقوقنا، وبالتالي لن نقبل ولن تمر علينا أي محاولات للالتفاف على إرادة شعبنا أو الإضرار به ،فهدفنا استعادة وقيام الدولة الجنوبية وليس اقل من ذلك.
ندرك أن الأوضاع صعبة والتحديات كبيرة لكننا في المجلس الانتقالي وطالما قبلنا التصدي لهذه المهمة التاريخية فنحن في مستواها وسنكون بإذن الله عند حسن ظن شعبنا وسنعود إليه، ليكون خيارنا هو خياره ولن نرتضي إلا ما يرتضيه.
الفساد أنتج الفشل
يعيش أبناء الجنوب ،وضعاً اقتصادياً ومعيشيا، صعباً ، خاصة مع استمرار انهيار العملة، وارتفاع الأسعار ،وهم يتوقعون من المجلس موقفاً أشد حزماً في مواجهة هذه الأوضاع والمتسببين بها،كيف تنظرون إلى هذا التردي المخيف في معيشة الناس وما موقفكم منها؟
لا شك إن السياسات الخاطئة لمنظومة الحكم والفساد المستشري في مفاصل الحكومة والمؤسسات التابعة لها قد أوصل البلاد إلى ما وصلت إليه ،من فشل شامل وتردٍ مخيف في الأوضاع، والمؤشرات وبكل أسف، تشير إلى أن القادم أسوأ ، إذا لم يتم معالجة كل الاختلالات القائمة، وهي اختلالات عميقة وتحتاج إلى إجراءات مؤلمة ليس اقلها اقتلاع منظومة الفساد التي ترعاها الحكومة.
بالنسبة للمجلس الانتقالي، كان ولا زال يستشعر هموم ومعاناة الناس ،وسبق ان قدم تحذيرات ومناشدات للرئاسة، وطالبها بإصلاح الأوضاع والبدء بتغيير الحكومة بحكومة كفاءات، لكن لم تتم الاستجابة، وتحركنا ميدانيا، وكنا قاب قوسين أو أدنى من إقالتها لولا تدخل الأشقاء في التحالف ومطالبتهم بالتهدئة، وإفساح المجال لجهودهم، للوصول إلى ما يحقق هذه المطالب، بأقل التكاليف والخسائر ،لكن إلى الآن لم يستجد جديد ونحن جاهزون مجدداً للدفاع عن مصالح شعبنا وإنقاذه من سياسات التجويع والتركيع، والإذلال، ولدينا وبدعم من شعبنا من عوامل القوة، ما يمكننا من فرض واقع جديد يستجيب لمطالب شعبنا ويحقق طموحه.
انتصارات رغم التحديات
كيف تقرؤون الموقف الدولي تجاه قضية شعب الجنوب، ومدى تفاعله مع المجلس ككيان مفوض لحمل هذه القضية؟
خلال عام وثلاثة وأشهر من عمره استطاع المجلس مستفيداً من الانتصارات المحققة على الأرض أن يصل بالقضية الجنوبية إلى مختلف المحافل الدولية ،وان يطرق وتفتح له الكثير من الأبواب التي كانت موصده إلى عهد قريب ،لكننا نعتقد بل وندرك أن هناك الكثير من التعقيدات، والعراقيل وهناك الكثير من القوى المحلية والإقليمية التي تعتقد خطأً انه يمكن أن يكون هناك حل أو سلام في ظل حلول منقوصة للقضية الجنوبية ،وهذا وهم سيدرك من يعلق به انه قد أضاع وقتا ثمينا دون جدوى.
نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي قلناها مراراً وسنظل نكررها، أن أي حلول تتجاوز المجلس ولا تنصف شعب الجنوب ، هي حلول غير مقبولة، وكل جهد يبذل فيها سيذهب هباء، وننصح الجميع أن يختصروا طريق الحل ، بالبحث عنه لدى من يملك مفاتيحه ، ممن يستطيع صناعة السلام وحمايته، وليس ممن يبيعون الوهم ، ولا يصنعون سوى الخديعة لأنفسهم وللآخرين.
سنستأصل الأورام الخبيثة
تثير الأوضاع في سيئون وبيحان ومكيراس قلقا جنوبيا متزايداً وهناك أصوات تتعالى تطالب المجلس والقوات الموالية له باستكمال تحرير هذه المناطق التي تتمتع بأهمية جغرافية واقتصادية كبيرة ،ما موقفكم من استمرار التواجد الشمالي في هذه المناطق؟
جميعنا يستشعر القلق ازاء هذا التواجد غير المبرر لقوات شمالية ضخمة يفترض ان تكون في الجبهات الشمالية في مواجهة المليشيات ، ونحن نعدها في الواقع ورماً خبيثاً في الجسد الجنوبي سعينا لعلاجه سابقا ً عبر الأشقاء في التحالف وخاطبنا منظومة الشرعية ، ويبدو اننا سنضطر ان لزم الأمر لاستئصال هذا الورم بالقوة ودون حتى الحاجة للتخدير ولدينا المشارط والعدة والعتاد اللازم لذلك.
أوراق ضغط
وماذا عن تواجد قوات المقاومة الجنوبية في عمق الأراضي الشمالية وتحديداً الحديدة ، وما ثمن كل تلك التضحيات الكبيرة التي تقدمونها هناك؟
تواجدنا في الحديدة جاء ضمن شراكتنا الصادقة مع الأشقاء في التحالف العربي وانطلاقاً من قاعدة الوفاء لمن كانوا أوفياء معنا ، ناهيك عن خطة إستراتيجية هدفها تأمين حدود الجنوب بالتوغل إلى ما وراء هذه الحدود.
وإضافة إلى ذلك ، فوجودنا في مناطق شمالية حساسة سيكون بالنسبة لنا ورقة ضغط مهمة وفاعلة لإجبار القوات والمليشيات الشمالية على الانسحاب من أي مناطق جنوبية واقعة تحت سيطرتها .
تحرير الأراضي الواقعة في العمق الشمالي كلف قوات المقاومة الجنوبية ، ثمناً باهظا، تمثل بآلاف الشهداء والجرحى ، وبالتالي فلن يكون العائد لنا إلا بحجم ومستوى هذه التضحيات الغالية ، وان كنا نؤمن ان لاشيء في الدنيا ، يعدل قطرة دم جنوبية سالت في أرض المعركة في أي مكان كان.
تعيش عدن على صفيح ساخن وهناك احتجاجات شعبية متواصلة من أسابيع ضد الحكومة وسياسيتها التجويعية التي تستهدف تركيع الشعب، أين أنتم مما يجري في عدن؟
نحن مع شعبنا وندرك حجم معاناته ،وما يلحق به من ضيم، وأكدنا إننا سنسعى وساعون في سبيل تغيير هذه الوضع والوقوف مع شعبنا وحمايته من أي محاولات تستهدف احتجاجاته والانتصار لمطالبه ولن نخذله وهذا ما أكدنا عليه مراراً.