بالعودة للعنف.. طعنات الإصلاح لتعز مستمرة

الخميس 23 أغسطس 2018 21:00:04
 بالعودة للعنف.. طعنات الإصلاح لتعز مستمرة

رأي المشهد العربي

يبدو أن حزب الإصلاح التابع لجماعة الإخوان في اليمن، مصر على إشعال النيران وتغذية الصراعات في تعز وفق مخطط خبيث ومرسوم بدقة حتى يصدر تعز للخارج على أنها قطعة من جهنم رغم تحرير أجزاء كبيرة منها إلا أن هذا لا يراه الإصلاح وقطر.

وشن مسلحو حزب الإصلاح، الأربعاء حملة مداهمات لمنازل أفراد كتائب القيادي السلفي أبي العباس، ونهب محتوياتها، بمدينة تعز، بذريعة ملاحقة المطلوبين أميناً.

وقالت مصادر محلية إن مسلحي الإصلاح عاودوا، خلال الساعات الماضية، مداهماتهم لمنازل جنود من كتائب أبي العباس في حي الجمهوري شرق تعز.

وبحسب المصدر، فقد تصدت كتائب أبي العباس لمسلحي الإصلاح في حي الجمهوري، وطالبوهم بأوامر أمنية وقضائية للقبض على المطلوبين بعيداً عن الانتقام، مستغلين انسحابهم من أحياء شرق المدينة.

في حين وجهت عمليات كتائب أبي العباس المنضوية باللواء 35 مدرع بلاغاً لمحافظ تعز واللجنة الأمنية ولجنة التهدئة حول المداهمات في حي الجمهوري.

وبحسب البلاغ فإن طقمين من اللواء 22 ميكا المحسوب على الإصلاح عليهما أفراد، جميعهم ملثمون، هاجموا بيوت أفراد تابعين للكتائب، وقالوا إن الهدف تفجير المعركة مجدداً.

ويسعى حزب الإصلاح للسيطرة على مدينة تعز الاستراتيجية جنوب غرب اليمن عبر اجنحته العسكرية والسياسية في مسارين متوازيين من خلال تسييره لمظاهرات حزبية للضغط على محافظ تعز أمين أحمد محمود للاستحواذ على اكبر عدد من مقاعد وادارات السلطة المحلية فيما تنشر مسلحيها في المدينة في تصعيدات عسكرية متكررة.

ويعبث مسلحو حزب الإصلاح بأمن تعز في محاولات لتحويل مسار المعركة مع مليشيات الانقلاب الحوثية إلى صراع بين فصائل المقاومة الشعبية في المحافظة وذلك من خلال ما يحدث يوميا من اغتيالات واشتباكات على أيادي مليشيات حزب الإصلاح.

ويؤكد المراقبون أن حزب الإصلاح أوجد صراع وسباق من اجل النفوذ في تعز التي يعتبرها معلقا رئيسيا له في حين يعمل على عرقلة كل الجهود الرامية لإستعادة مؤسسات الدولة ويصارع من أجل الاستحواذ على مفاصل تلك المؤسسات ولو بالقوة واستخدام القتل والنهب والفوضى الأمنية.  

أظهرت السعودية والإمارات، تلاحماً وإصراراً أكثر تجاه مكافحة الإرهاب، واتضح أنه من غير الممكن ضرب هذه العلاقة، التي أصبحت تعبر عن مصير مشترك في مواجهة الحملات الإرهابية التي تقودها جماعة الإخوان، وبات من الواضح عزم السعودية والإمارات للذهاب إلى أبعد ما يمكن في مواجهة تمويل قطر للإرهاب، وهذا يعني بالتأكيد، التضييق على الجماعات المرتبطة بقطر، وعلى رأسها إخوان اليمن.

ومع تواصل المعارك في اليمن، باتت كل المؤشرات تؤكد أن الأجندة الحزبية هي الممانعة لذلك، فالعمليات ما زالت مستمرة على جبهات عدة لكن حالة الجمود العسكرية تبقى هي السائدة.

كما أن ما فعله حزب الإصلاح في تعز، كان ابتزاز للتحالف العربي، ظهرت حقيقته في أكتوبر 2017 م، بحشد الحوثيين لأبناء تعز في احتفالات جماهيرية، كشفت وجهاً خائباً لتَكسُب حزب الإصلاح من معاناة السكان والمتاجرة الرخيصة بأرواح المدنيين، الذين لا حول لهم ولا قوة، في ظل تسلط جماعتي الحوثي والإصلاح.

ولم يتوقف خذلان حزب الإصلاح للتحالف العربي عند هذا الحد، فيكفي إعادة الذاكرة إلى الأسبوع الأول من انطلاق عاصفة الحزم، عندما سلم حزب الإصلاح مدينة المُكلا لتنظيم القاعدة الإرهابي من دون مقاومة تذكر آنذاك.

كما أن ما ثبت خلال السنوات الثلاث الماضية من انتماء عدد من الانتحاريين إلى جامعة الإيمان في صنعاء، تؤكد أن هذا الحزب يجند الأفراد للقيام بالعمليات الإرهابية، كما أن ما تم كشفه من مخازن للذخيرة في الجامعة 2014 م، تؤكد المخططات الإجرامية الواسعة التي تدعمها قطر.

وذكرت تقارير إعلامية أن قطر تسعى من خلال ما يسمى بتنظيم الحمدين لتشويه جهود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من خلال تنفيذ عمليات إرهابية بواسطة عملائها في الداخل من الجماعات الإرهابية.

ويظهر ذلك جليا من خطط قطر الشيطانية لعرقلة اجراءات فرض الأمن في المناطق المحررة بعاصمة الجنوب اليمني لبث الرعب في قلوب الناس، وذلك لزعزعة السكان في قدرات الأمن الذي تقوم عناصره بأدوار بطولية.

ولم تسلم دول التحالف وعلى رأسهم دولة الإمارات العربية المتحدة من الأكاذيب القطرية على لسان أبواقها الإعلامية وأذرعها المسلحة من أعضاء حزب الإصلاح الإخواني، وذلك بالتشكيك في جهود إعادة إعمار اليمن.

وقدمت دولة الإمارات الكثير من المساعدات للشعب اليمني الذي خسر الكثير من الانتهاكات وأعمال العنف والتدمير التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، التي خرقت بشكل فاضح القوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وعرقلت استئناف العملية السياسية وإنهاء الأزمة المستمرة منذ 2014.

يُذكر أن دولة الإمارات كانت قد قدمت 465 مليون دولار لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018، فيما بلغ مجموع قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة لليمن منذ أبريل 2015 حتى يونيو 2018 أكثر من 13.9 مليار درهم.