هلال الإمارات.. طاقة نور
رأي المشهد العربي
في ظل الحرب والمعاناة التي يتعرض لها أبناء اليمن بسبب المليشيات الإيرانية كانت جهود دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الهلال الأحمر بمثابة طاقة النور التي أضاءت الطريق لشعب دخل في نفق الحرب المظلم، وخففت عنه معاناة رسمتها قوى الظلام ونفذها أتباعها بالداخل اليمني.
ولم تتوقف دولة الإمارات العربية المتحدة، عن مد يد العون وجسور المساعدات لليمن حيث ظروف الحرب القاسية التي يعيش تحت وطأتها الشعب اليمني، وانعدام أغلب الخدمات الصحية والتعليمية ما احتاج وبشكل عاجل توفير مساعدات الخير بالمليارات للتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية التي عايشها المواطن اليمني في كل لحظة.
وقد تجلى الدور الكبير لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تلك المحنة، برفع مستوى عمليات الإغاثة التي يقدمها لليمن، ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، قامت عدة جهات خيرية إماراتية بتقديم المساعدات، على رأسها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة سقيا الإمارات ومؤسسة الرحمة للأعمال الخيرية، وبيت الشارقة الخيري.
وخلال عيد الأضحى المبارك كثفت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من جهودها الإغاثية والإنسانية لمساعدة أهالي وسكان وأبناء المناطق المحررة من مليشيات الحوثي الانقلابية.
ولم تعد الحرب التي اشتعلت نيرانها منذ عام 2015، هي ما يعكّر على الناس صفوهم فقط ويُفسد فرحتهم بالعيد، إذ إن إفرازاتها وتأثيراتها السلبية في معيشتهم تزداد يوماً بعد يوم، لكن الجهود الإنسانية الإماراتية خففت كثيرا على الناس في هذا العيد.
بلغ حجم المساعدات إلى اليمن، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، منذ إبريل 2015 وحتى نوفمبر 2017، حوالي 9 مليارات و400 مليون درهم، أي ما يعادل نحو مليارين و560 مليون دولار، استفاد منها 10 ملايين يمني منهم 4 ملايين طفل ، ما يعكس جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وإنجازاتها وحرص دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة على مستقبل الشعب اليمني والتخفيف من معاناته جراء السياسة التدميرية لميليشيات الحوثي.
حرصت الإمارات على إعادة تأهيل وتطوير العديد من المستشفيات التي تضررت من جراء المواجهات العسكرية، وتعهدت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بصيانة وتأهيل حوالي 14 مؤسسة صحية منها 5 مستشفيات كبيرة و9 عيادات في مختلف مناطق محافظة عدن، بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليوناً و500 ألف درهم.
ونال القطاع الطبي في اليمن أولوية في العلميات الإغاثية تمثل في وصول لجنة طبية إماراتية خاصة للاطلاع على احتياجات المستشفيات الحكومية بحضرموت؛ وذلك بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ونفذت اللجنة بالمشاركة مع الهلال الأحمر زيارات ميدانية اطلعت خلالها على خدمات واحتياجات مستشفى «الشحر العام» ومستشفى «غيل باوزير» ومستشفى «غيل بن يمين» ومستشفى ابن سيناء المركزي التعليمي والمبنى الجديد لمستشفى الأمومة والطفولة بمنطقة 40 شقة.
كما وزعت هيئة الهلال الأحمر أدوية نوعية على مركز «ربوة خلف» الصحي في المكلا بساحل حضرموت، كما زودت المستشفى العام بمديرية حبان في محافظة شبوة ومركز بئر علي الصحي برضوم بكميات من الأدوية والمستلزمات الطبية.
وبدعم مقدم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدأت منظمة الصحة العالمية من العاصمة عدن، توزيع مساعدات ومستلزمات طبية على عشرين مركزاً صحياً في عشر محافظات يمنية بحضور الدكتور علي الوليدي وكيل وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، وتم إرسال دفعة من تلك المستلزمات الطبية إلى مراكز الشحر وتريم بحضرموت، ومستشفى مأرب العام، ومركز الخبر والمحفد ولودر بمحافظة أبين، ومستشفى المخا العام بمحافظة تعز.
وكانت دولة الإمارات، وقعت اتفاقية شراكة مع منظمة الصحة العالمية بقيمة 55 مليون درهم تتضمن ترميم 20 مستشفى ومركزاً صحياً في 9 محافظات، إضافة إلى تنفيذ برامج الأنشطة الإيصالية التكاملية ضد شلل الأطفال والحصبة وغيرها في 11 محافظة بقيمة مليون و752 ألف دولار
فيما دعمت الإمارات مكافحة وباء الكوليرا في 23 محافظة يمنية، كما وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بمدينة المكلا، اتفاقية عمل لتجهيز صالة الاستقبال والانتظار الرئيسية بمركز الربوة الصحي بالمدينة، إضافة إلى تسليمه جهازي سونار و«سي بي سي» لتقديم مستوى أفضل من الخدمات الصحية لليمنيين مجاناً.
وبالتوازي مع الدعم الطبي تابعت الهيئة جهودها الحثيثة في قطاع البنية التحتية ودعم مشاريع إعادة الإعمار وتطوير واستحداث مشاريع البنى التحتية الأساسية في اليمن التي تدمرت بفعل الحرب؛ حيث وقعت هيئة الهلال اتفاقية تمويل مشروع استكمال شق طريق «العمري - تنحرة - العسكرية» في يافع رصد بطول 6 كيلومترات لخدمة ما يزيد على 10 آلاف أسرة بشكل مباشر.
كما واصلت الهيئة جهودها في دعم القطاع التعليمي من خلال إبرام اتفاقية تمويل مشاريع تعليمية في محافظة الضالع تشمل تنفيذ مدارس «معشق» و «الجليلة» و«ذي حران المشب» و«عائشة»، واتفاقية لتشييد وتأثيث قاعات محاضرات جامعية في كلية النفط والمعادن بعتق عاصمة محافظة شبوة.
ووقعت الهيئة اتفاقية مع مكتب التربية والتعليم في محافظة شبوة لبناء وصيانة عدد من الفصول الدراسية بمدرسة «العوشة» في مديرية «نصاب»، كما وزعت مساعدات غذائية على عدد من السكنات الطلابية بمعهد العلوم الصحية وثانويتي «تريم» و«السوم للبنين» والمعهد المهني بوادي حضرموت.
وكانت الإمارات في صدارة الدول الداعمة، وتبوأت المرتبة الأولى كأكبر مانح مساعدات لليمن بدأت بحصولها على المركز الأول عالمياً كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن في عام 2015 بمساعدات بلغ إجماليها وقتئذ ما قيمته 508.7 مليون درهم، أي ما يعادل 138.5 مليون دولار، من إجمالي قيمة مساعدات دول العالم خلال تلك الفترة والبالغة 1.650 مليار درهم ما يعادل 449.5 مليون دولار.