القصة الكاملة.. كيف انتشرت الظاهرة الحوثية الإرهابية؟
كشف السياسي اليمني، رعد الريمي، كيفية انتشار "الظاهرة الحوثية" الإرهابية، في البلاد.
وأشار إلى أن منذ أن برزت إلى السطح «الظاهرة الحوثية» الإرهابية من رحم الزيدية في تسعينيات القرن الماضي وتحولها إلى حركة عسكرية ـ سياسية في العقد الأول من هذا القرن، بدأ المشهد اليمني يتغير، وبرزت ملامح صراع كان في الأساس صراعاً داخل الطائفة الزيدية نفسها، حيث وكما هو معروف انبثقت الحوثية عن الزيدية.
.
أكد أن الحوثيين لهم طموحات أكبر من حجمهم الفعلي في البلاد، وهي طموحات مرتبطة بأمجاد إمامية قديمة حكم فيها أجدادهم أجزاء من اليمن لمئات السنين، وكذلك قناعتهم -مثل نظام الملالي في إيران- بأن الإمام هو أعلى سلطة من رئيس الدولة، وهو الذي يملك حق الفصل في القرارات السيادية.
وتابع: أفعال الحركة الحوثية تهدد تقويض حلم الدولة الديمقراطية المدنية الحاضنة لكل مواطنيها بجميع مذاهبهم الدينية وتوجهاتهم السياسية، ومما ساعد ذلك هو ما تتلقاه الجماعة من دعم طائفي خارجي إيراني بالدرجة الرئيسة.
ولفت إلى أن صعدة مركز أهل الكهف في إشارة إلى جماعة الحوثي، متابعا: وبالعودة للخلفية التاريخية لجماعة الحوثي، فتعتبر مدينة صعدة هي معقل الزيدية ومركز الإمامة لمدة تزيد على ألف عام منذ سكنها الإمام الهادي يحيى بن الحسين عام 896. وعندما انتهت الحرب الأهلية بعد إعلان النظام الجمهوري وإسقاط الإمامة في عام 1969 تم تسليم صعده للنظام الجمهوري.
وأضاف أنه اعتاد اليمنيون تسمية الحوثيين بأهل الكهف في كناية ذات دلالة كثيفة على طبيعة الجماعة وكيفية نشوئها، فمن رحم صعدة وجبالها مران وضحيان التي تعد أكثر معاقل الزيدية تشدداً وعزلة، ظهرت جماعة الحوثي كحركة إحيائية للمذهب الزيدي ممثلة بمخيمات منتدى الشباب المؤمن التي تأسست عام 1990.
وتابع: تحوّلت الفكرة من مجرد محاولة لتدريس مناهج تبسيطية للمذهب الزيدي إلى نشوء جماعة ذات طابع سياسي بسبب الطموح الشخصي لحسين الحوثي ابن العلامة الزيدي المتشدد بدر الدين الحوثي الذي كان يمنح اعتماده لمناهج منتديات الشباب المؤمن. كان حسين الحوثي قد زار إيران في ثمانينيات القرن الماضي، ثم السودان، ليعود إلى اليمن عام 1993 متأثراً بشعارات الثورة الإيرانية وأدبياتها السياسية، وكان يمتلك شخصية كاريزمية مؤثرة وقدرة خطابية متميزة.
وبدأ حسين الحوثي بإلقاء خطبه في المساجد، وهي خطب سياسية عن المسلمين الذين تشتتوا وتدهور بهم الحال حتى أصبحوا عرضةً للعدوان الأميركي ــ الإسرائيلي. تتسم هذه الخطب بالطابع العاطفي وتصوّراتها السياسية السطحية والساذجة، حيث تدعو إلى العودة للماضي، وترفض جميع المفاهيم الحديثة بحجة أنها دسائس غربية لإفساد المسلمين، مثل الديمقراطية القائمة على فكرة المواطنة، أو الهجوم على فكرة الهوية الوطنية التي تتباهى بتاريخ ما قبل الإسلام.