باستغلال الحوثي للأطفال.. أزهار اليمن تتساقط
رأي المشهد العربي
أحياءا وأمواتا تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية انتهاكاتها بحق الطفولة من خلال استغلال الأطفال في اليمن واستخدامهم كدروع بشرية والزج بهم وتجنيدهم إجباريا في الحرب الدائرة رحاها منذ حوالي 4 سنوات.
وتختطف الميليشيات الانقلابية الأطفال في عمر الزهور دون علم أسرهم، وتعمل على استغلال أوضاع العائلات الاقتصادية وجهلها منتهكة بذلك طفولة أبنائهم الذين حولتهم إلى بيادق محاربة في الصفوف الأمامية.
وتصنف الحرب في اليمن اليوم على أنها أسوأ كارثة في العصر الحديث، حيث يعيش شعبه وسط أزيز الرصاص ورائحة النعوش في بلد مضطرب يعاني من الانفلات الأمني والفوضى السياسية العارمة بسبب الانقلاب الحوثي الذي تدعمه قوة إقليمية على رأسهم إيران وقطر من أجل أجندات لا تخفي على أحد وسط صمت دولي.
بينما تكتفي منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان والطفل بإصدار احصاءات لعدد الضحايا قتلا واغتصابا وغيرها من الانتهاكات وتحديث هذه الاحصاءات بين حين وآخر، دون أن تحرك ساكناً، لانشغالها بأجندة سياسية أبعد ما تكون عن الأهداف الإنسانية.
فهذه المنظمات لا ترى ولا تسمع إلا الأبواق الإعلامية للإرهابيين، وعلى سبيل المثال حادثة حافلة الأطفال التي يظهر بوضوح من المسؤول عنها وعن تدبيرها واستخدام الأطفال كدروع بشرية لمجرد تصويرهم وعرضهم على هذه المنظمات لتحكم من خلال الصور دون أن تتحقق من معرفة من يتجني على أطفال اليمن ويسلبهم طفولتهم.
ومنذ بداية تأسيس حركة الحوثيين في الثمانينات وهي تعتمد بشكل أساسي على فئة الأطفال في التجنيد والتحريض والزج بهم في المعارك والمواجهات القتالية.
وحسب المصادر الخاصة في مدينة صعدة، معقل الحوثيين، فإن الجماعة تقوم بزيارة المدارس وتختار الأطفال من داخل فصول الدراسة وتقوم بتجنيدهم وتدريبهم وتضمهم إلى قواتها العسكرية.
وباتت صور الأطفال تتصدر المشهد في صفحات الإعلام وهم يرتدون البزات العسكرية والسلاح على أكتافهم ويعتلون الأطقم العسكرية وقد خلعوا البراءة واستبدلوها بوحشية السلاح، في مشهد مرعب ينم عن استغلال فاضح لبراءة الطفولة من قبل جماعة الحوثي.
وتقول تقارير محلية إن جماعة الحوثي جندت ألاف من الضحايا الأطفال الذين تم استخدامهم في النزاعات المسلحة في مناطق التوتر، معظمهم ضحايا لعائلاتهم وكثير منهم تم اختطافه أو ضربه أو تغريره وحتى شراؤه لاستغلاله لاحقاً في عمليات قتالية لا ناقة له فيها ولا جمل، سوى أنه وقود لأزمات أكبر منهم يتقدمها الأمن والبلد المنقسم، وليس آخرها الفاقة والفقر اللذين يدفعان أطفال الرصاص إلى خيار مربع العنف.
وقتل المئات من الأطفال الذين كانوا يقاتلون في صفوف الحوثيين بمدينة عمران شمال العاصمة صنعاء، وأثناء المواجهات التي جرت وسط اليمن، والمواجهات الجارية في بعض المدن.
وانتشرت مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيها أطفال صغار يرددون الشعار الحوثي المعروف (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) في ظل الصراع المتصاعد بين الانقلابيين الحوثيين والسلطات الشرعية بقيادة الرئيس هادي.
وحسب معهد أبحاث الشرق الأوسط الإعلامي الذي علق على الفيديو بقوله “إن الأطفال أكدوا خلال مقطع الفيديو تطلعهم لنيل الشهادة باعتبارها نعمة من الله، وأنهم معتادون على القتل وهو ما أفهمه لهم قادة الجماعة المتمردة بشأن محاربتهم للرئيس اليمني”
وتقول منظمة سياج لحماية الطفولة في اليمن، إن مئات الأطفال الأبرياء قتلوا بسبب الأعمال الإجرامية التي استهدفت مساجد ومنازل وأماكن عامة في أكثر من محافظة من قبل الحوثيين.
وحذرت المنظمة في وقت سابق من خطورة استغلال الأطفال لتنفيذ أعمال شغب وتخريب تهدد حياتهم وأمنهم وطفولتهم.
وقالت إنها رصدت مئات الأطفال الأبرياء- أعمارهم بين 5-15سنة غالباً- تم تجنيدهم واستغلالهم من قبل أشخاص بالغين لقطع الشوارع الرئيسية والفرعية وإحراق الإطارات والتعرض للمارة ورفع شعارات وصور لرموز ذات صلة بالصراع السياسي بذريعة الاحتجاج على انعدام بعض الخدمات الأساسية كالكهرباء والمشتقات النفطية، في إشارة إلى ثورة الحوثيين التي أطلقوها في أغسطس 2014م لإسقاط الحكومة بسبب رفع المشتقات النفطية.
بدوره أدان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن تجنيد ميليشيا الحوثي الإيرانية للأطفال وتعريضهم للهلاك وأضاف التحالف عبر بيان أنه بدأ إجراءات إعادة 7 أطفال جندتهم الميليشيا الإرهابية كمقاتلين، بتسليمهم للحكومة الشرعية بحضور لجنة الصليب الأحمر الدولي.
وأوضح أن قواته أنقذت 86 طفلاً من الموت وسلمتهم لأهاليهم خلال الأشهر الماضية، مشدداً على أن الحفاظ على سلامة الأطفال وعدم الزج بهم في الحروب وتأثرهم بها من اهتماماته.
وفي يوليو الماضي، قال الناطق باسم التحالف إن أكثر من 100 طفل فقدوا أرواحهم في أرض المعركة، بعد أن جندهم المتمردون الحوثيون.
أكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية العقيد الركن تركي المالكي، إن ميليشيا الحوثي جندت آلاف الأطفال في المعارك، وتستغلهم «أحياءً وأمواتاً» في الحرب.
وأضاف المالكي، أن الانقلابيين يستغلون الظروف المعيشية الصعبة للأطفال وعائلاتهم، لإجبارهم على القتال في صفوفهم، أو يغررون بهم أو يجبروهم بالقوة، موضحاً أن الميليشيا تحاول حتى بعد تقديمهم للموت استغلالهم أمام الرأي العام المدني والعالم بتقديمهم كضحايا للعمليات العسكرية.
يذكر أن القوانين الدولية كافة، تجرم استهداف الأطفال في الصراعات والنزاعات والحروب وتطالب بضرورة تحييد الأطفال وعدم استخدامهم في التجنيد وإعادتهم إلى المدارس لتلقي تعليمهم، إلا أن ميليشيات الحوثي انتهكت هذه القوانين الخاصة بحقوق الأطفال، وتسببت بمقتل الآلاف منهم، إضافة إلى فرض التجنيد الإجباري عليهم.