من أجل القات.. الإصلاح يأكل نفسه !

الخميس 30 أغسطس 2018 21:16:18
من أجل القات.. الإصلاح يأكل نفسه !

رأي المشهد العربي
لم يتردد حزب التجمع الوطني للإصلاح الذراع السياسية لجماعة الإخوان في اليمن من الاشتباك مع فصيل تابع له من أجل القات، --فهذه طبيعة هذا الحزب الذي تأسس على الانتهازية وها هو الآن يأكل نفسه بنفسه لجمع المال بشتى الطرق الغير مشروعة.
وبعيداً عن التناقض من أن حزب ذات مرجعية إسلامية يعتبر أشياء كثيرة من المحرمات يقوم بالاشتباك المسلح في تعز مع عناصر تابعة لقيادات عسكرية له من أجل القات!
وكان قد أصيب أمس الأول تسعة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين، في اشتباكات عنيفة ومتواصلة بين عصابتين مسلحتين تابعتين لقيادات عسكرية محسوبة على حزب الإصلاح في مدينة تعز.
وجاءت هذه الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين أفراد عصابتين يقود إحداهما صهيب المخلافي والثانية غدر الشرعبي، في شارع التحرير الأسفل وسط مدينة تعز، على خلفية محاولة صهيب المخلافي نقل بائعي القات من سوق المجاهد، الواقع تحت سيطرة غدر الشرعبي، إلى سوق التحرير الخاضع لسيطرته، وجمع الضرائب للعميد عبده فرحان المخلافي بحسب مصادر.
وتقدر ضرائب أسواق القات في مدينة تعز بأكثر من عشرة ملايين ريال يوميا، وتذهب إلى حسابات قيادات عسكرية، من أبرزهم، اللواء خالد فاضل قائد محور تعز، والعميد عبده فرحان المخلافي مستشار المحور، والعميد صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا.
والقات هو أحد النباتات المخدرة التي تنبت في شرق أفريقيا واليمن، تحتوي نبتة القات على مينوامين شبه قلوي يدعى الكاثينون وهو شبيه بأمفيتامين منشط، وهو مسبب لانعدام الشهية وحالة النشاط الزائد صنفته منظمة الصحة العالمية كعقار ضار.
أن قيادات الحزب ترتبط بالمصلحة والتكسب السياسي، وجني المال، بالاعتماد على عائلة "حميد الأحمر" التي بنت مجدها من النهب والاستيلاء، باتفاقيات مع "علي عبدالله صالح"، كان أهمها تقاسم ثروات الجنوب وأراضيه والبسط والسطو على أملاك الناس وحقوقهم.
وكان أول عمل مشبوه لهم مع صالح، أن استخدمهم الرجل لتنفيذ عمليات تصفية واغتيالات بحق قيادات وكوادر، وهو العمل الذي اعتبره كثيرون بأنه يأتي ضمن منهج الحزب الأمني، وقيادته العاجزين عن الخروج من مربع عملهم كـمخبرين ومنهجين لتصفيات الخصوم، وتغذية الصراعات، والابتزاز السياسي إضافة إلى الانتهازية.
ولطالما ظهر الإصلاح بالتدين الظاهري الذي يستخدمه لأغراض سياسية في الوقت المحدد له، دون النظر إلى مشروعية ذلك من عدمه، وكذلك دون النظر إلى اقطاعية قياداته التي تتخذ هذا الحزب أو غيره غطاء لفسادها المالي والإداري.
كما أن الحزب لابد وأن يستفيد من كل شئ فهو سيس الفتاوى الدينية لصالحه، ووفر الدعم المباشر وغير المباشر، للحركات الإرهابية وأعمال الابتزاز السياسي والاقتصادي، وغيرها من الأمور الكثيرة، التي ظهر فيها حزب الاصلاح متناقضا ومتخبطاً.
ولم تكن دعوة القيادية الإصلاحية توكل كرمان للعلمانية رغم خلفيتها الإسلامية إلا أن ذلك نموذج للتناقضات التي يعيشها قيادات هذا الحزب الذي يزعم أنه إسلامي.
وعلى الرغم من تعدد محطات التاريخ بكل مراحله، إلا أن هذا الحزب لم يجني في اليمن إلا كره قطاع كبير من الشعب اليمني الذي يرى تناقضات هذا الحزب كالشمس في كبد السماء.

وعجز الحزب عن حكم اليمن لكنه تشعب من خلال عناصره في كل مناحي الحياة وفي كل المصالح الحكومية ورغم ذلك غير مرعوب فيه لأنه لا ينفذ ما يقول وفشل حتى في الحياة السياسية، وهو الأمر الذي يعزوه المراقبين عن كثب إلى الغياب الكامل للرؤية وفقدان للقيادة السياسية المدنية المؤهلة، والمرنة والقادرة على الخروج من الظلام إلى النور.
وحصل هذا الحزب على فرص كبيرة كان يستطيع من خلالها تحقيق ما يتمنى لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فعلى الرغم من التقاطه تلك الفرص إلا أنه يتوه طويلا حولها، حتى تذهب منهم الفرصة، ليتحول إلى عمله الأمني السري، واللجوء إلى الأعمال المشبوهة وحالة الفوضى الأمنية، وربما الاغتيالات للخصوم بطريقة أو بأخرى.
وعجز حزب الإصلاح فعلياً في غياب أي انجازات عسكرية له على الأرض، أو في مواقع ومناطق الشمال، بسبب سيطرة مليشيات الحوثي، رغم الدعم السياسي والعسكري والمالي، الكبير والخيالي الى الإصلاح من دول التحالف العربي.
ومع كل مره يفشل فيها الإصلاح في تحقيق أي انتصارات سواء سياسية أي عسكرية يقوم بقصف كل منتقديه من خلال أبواقه الإعلامية التي تتحول لراجمة نارية على كل من تسول له نفسه بانتقاد أفعال الحزب أو حتى تقديم النصيحة له.
وبالتأكيد يكون واضح هجومهم على مما يسموهم أعدائهم فهذا يأتي لملئ الفراغ ولإخفاء الفشل من خلال الهجوم الإعلامي وعمليات غسيل المخ الذي تقوم به عناصرهم الإعلامية لكن هذا لم يعد يجدي مع الشعب اليمني الذي عرفهم على حقيقتهم.