كرة القدم بوابة فيسبوك للتوسع وتعويض خسائرها
وضعت شركة فيسبوك رهانها على كرة القدم لجذب شريحة واسعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبر نيل حقوق بث العديد من المسابقات والبطولات في الدول النامية بشكل مجاني.
ويمكن لفيسبوك إطلاق مرحلة اختبار على نطاق واسع لكن بتكلفة أقل مع الدوري الإسباني في جنوب آسيا وتحديدا في الهند، إضافة إلى دوري أبطال أوروبا ومسابقة الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” في أميركا الجنوبية، وستسمح هذه التجربة للشبكة العملاقة بتكوين فكرة عن قدرتها على حشد مستخدميها، لا سيما مع إطلاقها خدمة فيديو جديدة تعرف باسم “ووتش” (شاهِد).
ويقول ديسكتر تيليان المحلل لدى مجموعة “فيتش” “يتعلق الأمر بأسواق نامية بالنسبة إلى فيسبوك، وكبيرة بما يكفي لإجراء هذا النوع من الاختبارات، مع العديد من الزبائن المحتملين وفي الوقت عينه مع حقوق أقل كلفة مما كانت لتكون عليه في أوروبا”.
ويرى الاختصاصي في الاقتصاد الرياضي لدى مجموعة “وايفستون” الفرنسية فنسان شوديل أنه “لا يوجد الكثير من المخاطر بالنسبة إليها (فيسبوك) ويمكنها الإفادة من استقطاب الجمهور. في الهند، كرة القدم ليست في الثقافة المحلية ولكنها صارت تستحوذ على الاهتمام أكثر فأكثر”. ويضيف “عندما يكون المحتوى مجانيا، فإنه يزيل التردد لدى الأشخاص”.
ويمكن أن تتصاعد آمال جمهور كرة القدم في بقاع أخرى من العالم بإبرام اتفاقات مماثلة وخاصة دول منطقة الشرق الأوسط، حيث يشكو الجمهور من عقود الاحتكار التي تحرمهم من متابعة المباريات.
ويحظى الدوري الإسباني والإنكليزي والبطولات الأوروبية بمتابعة واسعة في الشرق الأوسط، لكن معظم الجمهور يجد صعوبة في متابعة المباريات مثلما حدث في بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا.
يتمثل الاهتمام الرئيسي بالنسبة إلى أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، في إبقاء اتصال مستخدميها بالإنترنت وتشجيع التفاعل معهم، وتبدو الرياضة أبرز مجال للنمو في هذا السياق.
وأوضحت الشركة في بيان صادر عنها “لقد شهدنا معدل مشاركة قويا خصوصا من قبل مستخدمينا خلال كأس العالم الأخيرة لكرة القدم” في روسيا خلال يونيو ويوليو الماضيين.
ويرى شوديل أن “فيسبوك تمتلك كل الوسائل الكفيلة بالتواصل بين المستخدمين والعلامات التجارية. وكل ما تحتاج إليه هو محتوى يجذب ويبقي هؤلاء المستخدمين على الشبكة، والرياضة تتيح ذلك”.
ويمكن لتلك الصفقات أن تنعش نشاط الموقع وإيرادات الإعلانات بعد ركود النمو في أعداد المستخدمين إثر سلسلة فضائح بشأن إساءة استخدام البيانات الشخصية وتشديد ضغوط الحكومات الغربية.
وكانت مجموعة فيسبوك قد تكبدت خسارة تاريخية هي الأكبر في تاريخ الأسواق، بعد ظهور تداعيات مقلقة لفضيحة تسريب البيانات وظهور حملات مناهضة لإدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وأدى قلق المستثمرين وبيعهم لأسهم الشركة إلى هبوط قياسي تسبب في شطب 119 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة في يوم واحد بعد إعلان نتائج مخيبة للربع الثاني من العام وإصدار فيسبوك توقعات متشائمة لبقية العام.
وجاءت إعلانات فيسبوك عن بث مسابقات كروية في سياق سلسلة من الإقبال المتزايد من قبل شركات عملاقة في مجال الإنترنت، على بث الأحداث الرياضية، لا سيما مع زيادة استخدام الهواتف الذكية والاتصال بالشبكة.
وكان “إيليفن سبورتس”، مالكو حقوق النقل في المملكة المتحدة، قد أعلنوا مؤخرا أنهم توصلوا إلى اتفاق مع فيسبوك يقضي ببث مباراة واحدة على الأقل أسبوعيا بشكل مباشر من بطولتي إسبانيا وإيطاليا. كما سبق لمجموعة “أمازون” الأميركية أن حصلت على حقوق بث 20 مباراة من الدوري الإنكليزي الممتاز لثلاث سنوات في بريطانيا بدءا من موسم 2019-2020.
وترى أمازون في كرة القدم فرصة لجذب الزبائن إلى خدمتها “برايم”، حيث تجمع بين المحتوى الرقمي والشروط المفضلة لتسليم المنتجات التي يتم شراؤها من متجرها عبر الإنترنت. وقبل بدء بث مباريات الدوري الإنكليزي، تقدم المجموعة العديد من بطولات كرة المضرب الحصرية.
وبحسب ديسكتر تيليان “استراتيجية أمازون مختلفة عن استراتيجية فيسبوك؛ ففي حين أن عائدات الإعلانات هي أيضا في قلب الاستراتيجية إلا أنها تسمح قبل كل شيء بأن يكون لها عرض غني لتقديم المزيد من الخدمات عبر خدمة خاصة مدفوعة (برايم)، الأمر الذي يقود المشتركين إلى المزيد من الشراء عبر الإنترنت من مجموعة أمازون”.
من جانبه، يبث موقع تويتر في الولايات المتحدة مباراة من البطولة المحترفة في دوري البيسبول أسبوعيا، قبل احتمال التوسع في اتجاه السوق الأوروبية.
ويرى شوديل أنه “بالنسبة لأصحاب الحقوق، يمكن أن يكون هذا بمثابة اختبار لمعرفة ما يمكن لهذه المنصات تقديمه على الفيديو حسب الطلب في مجال الرياضة”.