الريال وجدتي !!
رمزي الجعفري
المزيدما أعظمك يا جدتي وأنتِ تثورين غضباً على ريالنا الذي ينهار يومياً.. شعرت وأنتِ تتحدثين إليّ عبر الجوال بأنك حكومة وتحالف ومجتمع دولي، وأنتِ تحذرين من واقع كارثي..
لقد صرخت جدتي في وجهي قائلة: «ليش يا ولدي الريال ما عاد له قيمة».. وتقول: «هل يا ولدي الريال عندكم مثل عندنا أصبح بلا قيمة؟».
وتواصل: «يا ولدي فلوسك التي تحولها لنا بالكاد تغطي قيمة القمح».
رددت عليها: «يا جدتي لست أنا المسؤول عن تدهور الريال، أنا مواطن لا حول لي ولا قوة، ثمة سيل من البشر مسؤولون عمّا يحدث، ثمة محافظ للبنك المركزي، وثمة تحالف عربي، وثمة أشقاء وأصدقاء ومجتمع دولي».
لكن جدتي لم تقتنع وقالت: «أين دوركم في إيقاف هذه المهزلة؟، ولماذا لا تقفوا في وجه من يبحث عن تجويعنا».
صدقتي يا جدتي.. يجب أن نقف في وجه من منحناهم آلاف الفرص والتمسنا لهم ملايين الأعذار.. لذا فالتحالف الذي نبهناه وطرحنا أمامه الحلول والمعالجات هو المسؤول، ويجب أن يكف عن التلذذ بتجويعنا، وأن يقف إلى جانب أهل اليمن.. نعلم جيدا بأن التحالف قدم الكثير، ولكن المال لا يكفي، عليه مساعدة الحكومة على إعادة تصدير النفط والغاز، ورفع الحصار المطبق عليها، وأن يساعدها على ترتيب الوضع الاقتصادي أسوة بدوره في مساعدتها على الوضع العسكري، وعليه أن يثبت أنه سند وعون للشعب اليمني.. يجب أن يعمل من أجل الاقتصاد اليمني، وأن يمد يد الحياة.
لقد أغمضنا أعيننا كثيراً، لكن لن يرحمنا التاريخ ونحن ننظر لأهالينا يموتون جوعاً وبفعل فاعل.
حذاري حذاري من تدهور الأوضاع في اليمن.. حذاري من كارثة إنسانية ستخلق الكثير من الأوجاع، وسيجبر الجوع ملايين الناس على التهام كل ما حولهم، ولن يكون لنا طوق نجاة، فالجوع كافر!
حذاري من التساهل والتهاون.. حذاري من التنصل عن مسؤولياتكم..
حذاري من النظر إلى الناس بأنهم ضعفاء لا يقوون على الوقوف أمام حياتهم، سيكشر هذا المارد النائم عن أنيابه يوماً وسيجرفنا كلنا.
الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة السعودية الشقيقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن تتحرك ضمائركم الإنسانية.. وأن تتحرك قواسم الدين والنسب والجوار للوقوف بجانب أصل العرب الذي يواجه مؤامرة من الداخل والخارج للنيل من كرامته.. سيظل هذا الشعب عزيزاً شامخاً، وسيبقى مهما تكالبت عليه المصائب المصطنعة.
عليكم العمل من أجل أهداف الحزم والأمل، ومن أجل نصرة الشعب اليمني.. عليكم مساعدته على التخلص من الظلم والذل والهوان.