تحليل: ما حقيقة وخلفية خبر إطلاق صواريخ حوثية ضد إسرائيل؟!

ما حقيقة وخلفية خبر إطلاق صواريخ حوثية ضد إسرائيل؟!

العميد الركن ثابت حسين صالح*

أثار خبر إسقاط الدفاعات الجوية الأمريكية لصواريح ومسيرات حوثية في البحر الأحمر يوم الخميس الماضي، حالة من التأويلات والتوظيفات والاجتهادات العديدة.

لكن هذا الخبر لم يؤكده لا الحوثيون ولا إيران...بل حتى الناطق العسكري الأمريكي جعل الخبر قابلا للنفي حينما أشار إلى أن هذه الصواريخ يعتقد أنها كانت موجهة ضد إسرائيل.

وفوق هذا وذلك فإن تاريخ حركة الحوثيين مثلها مثل تنظيم الإخوان المسلمين وكل التنظيمات والجماعات التي تتستر برداء الدين الإسلامي الحنيف...يؤكد بالدلائل القاطعة أنها تعمل عكس ما تقول أو تدعي.

ففي الوقت الذي ترفع شعارات الحرب على أمريكا واسرائيل...نجد كل هجماتها واعتداءاتها كانت موجهة ضد خصومها السياسيين ومعارضيها.

ورغم محاولاتها اظهار الاختلافات المذهبية إلا أنها لا تعدو عن توزيع أدوار فيما بينها.

الدعم الأمريكي للحوثيين لا يخفى على لبيب رغم نفي الحوثيون هذه العلاقة، مع انها مثبتة في ظل وفرة الأدلة التي تشير إلى وجود علاقة كبيرة بين طهران والحوثيين بل أن الحوثيين جزء لا يتجزأ من منظومة الحكم والقرار الإيرانيين ، وأنها تأتي في إطار التعاون الأميركي الإيراني كجزء من صناعة السياسة الأميركية تجاه الدول العربية لإحداث توازن قوى وتبادل المصالح.

تمكين الحوثيين من السيطرة على صنعاء مع أواخر عام 2014م وبروز جماعتهم سلطة أمر واقع بعد الانقلاب على الرئيس هادي ووضعه تحت الجبرية في يناير 2015م، كان يجري التفاوض معها إلى جانب السلطات الرسمية، كنتيجة حتمية للتقارب والتنسيق الإيراني-الأميركي.

حتى اللقاءات والحوارات بين الجانبين التي بدأت في نوفمبر من عام 2014م وبرعاية أمريكية ، وكان يمثل الحكومة اليمنية فيها د. عبد الكريم الأرياني، مستشار رئيس الجمهورية، وعن الجانب الحوثي عضو المكتب السياسي للجماعة علي العماد.
هذه الحوارات لم تبق سرية،منذ جرى تقديم الحوثيين بديلا يمكن الاعتماد عليه في حماية المصالح الغربية والأميركية في البلاد.

وعودة إلى خبر اطلاق صواريخ ومسيرات حوثية قيل أنه تم اعتراضها من بارجة حربية امريكية مرابطة في جنوب البحر الأحمر...يمكن وضع الخلاصة التالية:
صيغة الخبر كانت قابلة للتأويل والتوظيف لأكثر من غرض ومعنى.

الحوثيون المعروف عنهم كتنظيم القاعدة سرعة إعلان مسؤوليتهم عن أي حادث...لم يتبتوا مثل هذا الهجوم.

المؤكد أن المستفيد الأكبر من إذاعة أو إشاعة خبر كهذا هي الإدارة الأمريكية واسرائيل لحشد الدعم العسكري والمالي والاعلامي للحكومة الإسرائيلية لاجتياح غزة واستخدام كافة أنواع الأسلحة والوسائل.

الهدف الآخر هو تصوير إسرائيل بالضحية التي لا تواجه حماس فحسب، بل والحركات الشيعية التي يقف وراءها ايران.

الهدف الثالث حشر الحوثيين في زاوية إيران ومحاولة خلخلة حالة التضامن الشعبي العالمي مع الفلسطينيين ودعوات وقف الحرب.

أما الحوثيون فقد حاولوا استغلال الخبر الأمريكي لكسب تأييد شعبي ولإيهام انصارهم" أن اليمن وإيران تساندان غزة وتقاتلان إسرائيل وامريكا.، كما تقاتل دول العدوان ومرتزقتها في الجنوب"

المؤكد أن الصواريخ والمسيرات أطلقت فعلا ، واعترضتها واسقطتها فعلا البحرية الامريكية... ولكن هدف الصواريخ لم يكن باتجاه إسرائيل بل باتجاه أهداف عسكرية داخل اليمن من المرجح أن الهدف كان اجتماعا للقادة العسكريين في حجة برئاسة رئيس هيئة أركان جيش الشرعية الفريق صغير عزيز الذي عاد للتو من زيارة للولايات المتحدة، وتعرض لهجوم اعلامي تخويني من قبل وسائل إعلام الحوثيين.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري