مشاورات جنيف تُعري المليشيا.. انقسامات داخل الجماعة تفضح تواطؤ الأمم المتحدة مع الحوثيين

السبت 8 سبتمبر 2018 00:07:04
مشاورات جنيف تُعري المليشيا.. انقسامات داخل الجماعة تفضح تواطؤ الأمم المتحدة مع الحوثيين
شروط مجحفة.. غياب عن المفوضات.. انقسامات داخل الحوثي".. تلك العبارات تلخص نوايا مليشيا الحوثي من عرقلة عملية السلام في اليمن، وسط صمت أممي غير مبرر على تلك التجاوزات.

غياب متوقع

غياب الوفد الانقلابي لم يفاجئ الكثير ممن كانوا يتوقعون أن تجهض المليشيات مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتباركها دول التحالف العربي.

فتخلّف وفد مليشيا الحوثي الإرهابية عن الوصول إلى مدينة جنيف السويسرية، لحضور المشاورات اليمنية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة، كان متوقعا منذ زيارة المبعوث الأممي لصنعاء مؤخرا.

صراعات على المناصب

تحاول المليشيا الانقلابية، التكتم على الانقسامات التي تشق صفوف قياداتها، إلا أن احتدام الخلافات الداخلية كسر محاولات التعتيم، لتطفو إلى السطح.

صراعات على المناصب كانت من بين أسباب تخلف وفد المليشيا المفاوض، عن المشاورات التي كان من المفترض أن تبدأ، الخميس، برعاية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، مارت جريفيث.

خالد اليماني، وزير الخارجية اليمني رئيس وفد الحكومة المفاوض، أشار إلى وجود "خلافات بين الحوثيين على من سيمثل وفدهم في مشاورات جنيف".

وبذلك، فنّد وزير الخارجية اليمني ما يروج له الانقلابيون حول أسباب عدم ذهابهم إلى جنيف، من أن الطائرة التي كان من المفترض أن تقلهم، لم تحصل على تصريح من التحالف العربي.

وأكد اليماني أن "طائرة الأمم المتحدة الخاصة بإحضار وفد الانقلابيين لمشاورات جنيف موجودة منذ، الأربعاء، في جيبوتي"، ما يعني أن ما تقوله المليشيا الموالية لإيران ليس سوى حجج واهية تخفي بها صراعاتها الداخلية المتفجرة، وانقسامات صفوفها.

التحالف العربي يكذب رواية الحوثي

وفنّد التحالف العربي أيضا مزاعم الانقلابيين، وقال في تصريحات إعلامية للمتحدث باسمه العقيد الركن تركي المالكي، إن "قيادة القوات المشتركة للتحالف أعطت تصريحا لطائرة مليشيا الحوثي" لمغادرة اليمن للمشاركة في محادثات جنيف.

وأضاف المالكي أن ما أعلنه الحوثيون من أن قيادة التحالف لم تمنح الوفد التصريح "غير صحيح، وهي محاولة من مليشيا الحوثي لخلق فرصة لعدم المشاركة"، مشيرا إلى أن التحالف "قدّم جميع التسهيلات من أجل تسهيل الحوار بين الأطراف اليمنية".

شروط مجحفة

شروط مجحفة وملغومة يضعها الانقلابيون للمشاركة بالمشاورات، في مناورة ترمي إلى عرقلة أي مسار لحل سلمي للأزمة.

وتطالب جماعة الحوثي الانقلابية بتأمين طائرة خاصة تقل وفدها وعددا من الجرحى إلى مسقط، ونقل جرحاها من عمان إلى صنعاء، ومنح الوفد ضمانات بالعودة إلى صنعاء.

عدم جدية المفاوضات من قبل الحوثي

أكد المالكي، أن مليشيات الحوثي قدمت هذه الشروط للأمم المتحدة أو المبعوث الخاص للأمين العام إلى اليمن، في دليل على "عدم الجدية والتعنت واختلاق الأعذار واتباع سياسية المماطلة".

شروط يخشى محللون أن تكون المليشيات تخطط من خلالها لتنفيذ مخطط ما، وهو ما حذّر منه اليماني بالقول إن "الانقلابيين يرفضون استخدام طائرات الأمم المتحدة، ويريدون طائرات خاصة ربما لأغراض لديهم".

"استهتار" بالأمم المتحدة

في تصريحات إعلامية أدلى بها اليماني بالفندق الذي يقيم فيه الوفد الحكومي في جنيف، رأى في عدم مشاركة الانقلابيين بالمشاورات استهتارا بجهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس ومبعوثه الخاص مارتن جريفيث إلى اليمن.

وقال اليماني: إن "الحوثيين لا يقبلون القدوم إلى المشاورات رغم الدعوة الخاصة التي وجهها لهم جريفيث".

وجدد اليماني تأكيده على أن وفده سيحدد قراره بخصوص البقاء في جنيف والمشاورات "خلال الساعات المقبلة".

تواطؤ أممي مريب

رغم رعاية الأمم المتحدة للمشاورات في جنيف، إلا أن عدم سفر وفد المليشيا يكشف التواطؤ الأممي المريب تجاه الحوثيين، حيث أن الأمم المتحدة لم تتخذ أي رد فعل على استهتار "الحوثي" بمواعيد المفاوضات وتخلف الوفد عن السفر لجنيف.


مؤتمر صحفي للمبعوث الأممي

يعقد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، غداً السبت، مؤتمراً صحفياً، للإعلان عن مصير مشاورات جنيف المعلقة لليوم الثاني على التوالي، بسبب تخلف وفد الانقلابين عن الحضور.

وكان من المفترض أن تبدأ مشاورات جنيف التي دعت لها الأمم المتحدة، أمس الخميس، غير أن تخلف وفد المليشيات الحوثية عن الحضور أدى إلى تأجيل انطلاقها، لليوم الثاني على التوالي. 

4 جولات من المفاوضات منذ الانقلاب الحوثي

وترعى الأمم المتحدة في جنيف مشاورات جديدة بين الأطراف الأزمة اليمنية، سعيا للتفاهم على إطار لمفاوضات سلام تنهي الانقلاب وتعيد السلطة إلى الحكومة الشرعية.

وتعتبر هذه رابع جولة للمشاورات منذ انقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن قبل نحو 4 أعوام، والأولى برعاية مارتن جريفيث.