بمراوغة حوثية.. مفاوضات جنيف للخلف در

السبت 8 سبتمبر 2018 11:10:54
بمراوغة حوثية.. مفاوضات جنيف للخلف در
خاص

 رأي المشهد العربي

على الرغم من انتظار الشعب اليمني والعالم أجمع بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف والتي دعا إليها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن جريفيث، إلا أن مليشيا الحوثي تصر على لعب دور المعرقل من أجل مزيد من المعاناة للشعب اليمني ما يكشف نواياهم الخبيثة تجاه اليمن. 

 وتشير الأنباء الواردة من جنيف إلى إصرار الانقلابيين على المراوغة من خلال شروط وحجج واهية قبل المشاركة في المشاورات، الأمر الذي رفضته الحكومة الشرعية بشدة، ولوحت أنها قد تنسحب من موعد حوله الحوثيون بمماطلتهم وشروطهم إلى مسرحية سياسية.

وتتسارع الأحداث القادمة من جنيف حيث تقول المليشيات أن وفدها لم يصل إلى جنيف بسبب عدم السماح له بمغادرة مطار صنعاء على الرغم من وجود ممثلين عن الحوثي في جنيف الأمر الذي كشف زيف وادعاءات جماعة إرهابية لا عهد لها.

وكشف التحالف العربي لدعم الشرعية بالوثائق عن منح وفد الحوثيين تصريح للحصول على مغادرة اليمن بناء على طلب من الأمم المتحدة لكنهم رسميا يقولون أنهم لم يسافروا حتى الآن للادعاءات المزعومة لكن الأكيد أنهم ليس لديهم نية صادقة على الرغم من تواجدهم بجنيف.

مماطلة المليشيات الحوثية في إنهاء الأزمة يقابلها إلتزام الشرعية للانخراط في المسار السياسي لحل الأزمة، وذلك بعد حضور الوفد الحكومي في موعده واستعداده وجديته في التوصل لحل، رغم أن الوفد ألمح لمغادرة جنيف ردا على سلوك الانقلابيين غير الجدي وهو ما دفع جريفيث إلى الإعلان تحديد موعد للإعلان عن مصير المشاورات خلال ساعات .

هذا السلوك أظهر المليشيات على حقيقتها يجعلنا نبحث عن الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الشروط التي أدت إلى عدم مشاركة مليشيا الحوثي في هذه المفاوضات، ولعل أهمها هى محاولة إخراج بعض الرموز والقيادات التي ساعدتهم طيلة هذه الفترة الماضية سواء من اللبنانيين المنتمين لحزب الله الشيعي أو من الإيرانيين.

 وتشير المعلومات إلى أن بين هذه القيادات يحي الشامي وهو من العناصر الكبيرة والثقيلة لدى الميليشيات الحوثية التي تسعى لإخراجها بشكل آمن وكذلك عسكريين من حزب الله الإرهابي ومن الحرس الثوري الإيراني.

 ودائما تعمل هذه المليشيات على استغلال المواقف لصالحها فهي تعلم احتمالية فشل المفاوضات أو تأجيلها فكان لابد أن تخرج منها بمكاسب أهمها إخراج هؤلاء الإرهابيين شركائها في الانقلاب على الشرعية.

المليشيات أرادت أيضاً ربط قضيتين الجرحى والمشاركة في المفاوضات، وهما ليس لهما أي علاقة ببعضهما البعض، فقد قالت إن من سيذهب على متن الطائرة التي اختاروا أن تكون عمانية هم جرحى وهذه حجج كاذبة على الرغم من أن هناك ترتيبات دولية عبر الصليب الأحمر للتعامل مع الجرحى عموما ويتعاون التحالف العربي مع الصليب الأحمر في كثير من هذه الحالات.

هذه الشروط الواهية ليس لها أي محل للإعراب في جمل المفاوضات الجادة، فمن يريد التفاوض لا يأتي بشروط، أما صنع الشروط هذا هو تهرب حقيقي أمام العالم من التفاوض وتأكيد على أن هذه الجماعة فعلاً إرهابية.

ويبدو أن مليشيا الحوثي استطاعت كعادتها زعزعة ثقة المتابعين للشأن اليمن بشأن نجاح مشاورات جنيف، خاصة بعد ما بدا واضحاً سعي المليشيات إلى إطالة أمد الحرب بإيعاز من الراعي الرسمي لهم وهو النظام الإيراني.

 

هذه المؤشرات يراها البعض أنها غير مبشرة لحلحلة مجريات الأزمة اليمنية التي افتعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ نحو أكثر من 3سنوات، وهذا ما عبر عنه المبعوث الأممي والذي قلل من سقف التوقعات من هذه الجولة.

والحقيقة التي لابد أن يعلمها العالم أجمع هي أن هذا هو الطبع الحقيقي لمليشيا الحوثي الانقلابية التي عهد عنها اليمن بالغدر والانقلاب على الاتفاقات منذ عام 2004، فقد انقلبوا على أكثر من 100 اتفاقية، وأرادوا أن يثبتوا وهم أثبتوا بالفعل للعالم أنهم ليسوا مع السلام.

 كما لابد أن تعترف الأمم المتحدة التي أعد ممثليها التقرير الأخير المزعوم عن الوضع في اليمن، بأنها تلقت صفعة قوية من مليشيا الحوثي التي مازالت تضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط فضلاً عن استمرارها في ارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الشعب اليمني.

وعليها أيضاً أن تعترف أن القوات الشرعية في اليمن وفي ظهرها التحالف تحارب فعلا تنظيم إرهابي مدعوم من إيران ومن منظمات إرهابية على رأسها حزب الله اللبناني وهو حزب على قوائم الإرهاب في العالم.

كما لابد أن تعلم أنه على الرغم من الانتصارات التي حققتها القوات المسنودة من التحالف وتقدمها الكبير والذي من شأنه يجعلها من الأولى بها أن تذهب بشروط إلى جنيف، إلا أنها احترمت المجتمع الدولي الراعي للسلام وذهبت في موعدها المحدد في حين لم تحضر المليشيات. 

  ووفقا للواقع على الأرض فإن هذه المليشيات تقهقرت وأصبحت المعارك في معقل عبدالملك الحوثي، وهذا يؤكد أن الخريطة العسكرية تغيرت تماماً، وأصبح الحوثيون لا يتقدمون منذ عامين ونصف من الآن، لذلك هم يحاولون صنع انتصار وهمي عبر التأخر في الدخول في مشاورات لعدم إنهاء الحرب.

ومن خلال المتابعة فإن الوفد الحكومي حصل على مكتسبات من ذهابه إلى جنيف وإن كانت المفاوضات لم تتم، وأهم هذه المكتسبات هي إثبات للمجتمع الدولي أن الحكومة ومن خلفها التحالف العربي لدعم الشرعية مع السلام في اليمن وأن هناك في اليمن من لا يريد السلام وهم الحوثيون.

 وللتأكيد على ما سبق هو أن هذه الجماعة الراديكالية المتطرفة والتي لا تختلف عن القاعدة وداعش، لم يكن لديها أي نوايا حسنة في هذه المشاورات والدليل التصعيد العسكري في الحديدة، كل هذا وأكثر يؤكد أنها تريد تحويل اليمن لبلد منتج للمتطرفين من أجل المشروع الإيراني.

 ووفقا لمصادر خاصة متواجدة في جنيف فإن الموقف الدبلوماسي للشرعية كان مشرفاً أمام الدبلوماسيين الدوليين واستطاعت الشرعية أن تضع الحوثي في الزاوية، حتى تأكد سفراء الدول الـ18 أن مليشيا الحوثي لا تريد السلام في اليمن.

وأكدت المصادر أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن تيقنوا أن فشل هذه المشاورات كان سببه مليشيا الحوثي ولا يوجد أمام الشرعية إلا خيار واحد وهو فرض واقع جديد بالقوة والمطرقة لإنهاء هذه الآفة السرطانية التي تلتهم جسد الشعب اليمني.