العرب اللندنية: انهيار محادثات جنيف يقرب الحل العسكري في الحديدة

الاثنين 10 سبتمبر 2018 08:26:31
"العرب" اللندنية: انهيار محادثات جنيف يقرب الحل العسكري في الحديدة

عادت خيارات الحسم العسكري إلى واجهة المشهد اليمني مجددا بعد فشل المساعي الأممية في جمع الفرقاء اليمنيين على طاولة الحوار في جنيف، وتراجع الرهانات على جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي اتهمته الحكومة اليمنية بشكل صريح بالتواطؤ مع الميليشيات الحوثية بعد تهربه من تحميلها مسؤولية فشل مشاورات جنيف، وإعلانه بدلا من ذلك عن جولة جديدة من الزيارات المكوكية للمنطقة ستشمل مسقط وصنعاء.

وتصاعدت المعارك في جهة الساحل الغربي على وقع التعنت الحوثي وانهيار المسار السياسي للأزمة اليمنية، في ظل مؤشرات على اتخاذ القرار باستكمال تحرير الحديدة ومينائها واستئناف المعركة التي توقفت نتيجة الضغوط الدولية التي كانت تتذرع بضرورة منح الفرصة لجهود المبعوث الأممي ومشاوراته التي تعثرت قبل أن تبدأ.

وعن السيناريو القادم للتحركات الأممية، أكد المتخصص في مجال العلاقات الدولية أرحب الصرحي في تصريح لـ”العرب” قيام غريفيث بمحاولة إنقاذ لجهوده خلال الزيارة المرتقبة التي أعلن عنها لمسقط، حيث يتواجد رئيس الوفد الحوثي محمد عبدالسلام وجزء من فريقه.

وتوقع الصرحي أن يقوم المبعوث الأممي بمحاولة جديدة لإقناع الحوثيين بالتراجع عن بعض اشتراطاتهم، والاتفاق على موعد جديد لاستئناف المشاورات.

ووصف الصرحي ما أفضت إليه مشاورات جنيف بالانتكاسة الواضحة لأداء المبعوث الأممي مارتن غريفيث، الذي قضى أكثر من سبعة أشهر في رحلات مكوكية متواصلة، لتنتهي كل تلك التحركات من دون أن يتمكن حتى من جمع الأطراف في مكان واحد، الأمر الذي يلقي بالشكوك حول قدرته على جمعها على طاولة واحدة.

وحول الآفاق الممكنة لتفادي الفشل الأممي في هذه المرحلة، اقترح الصرحي أن “يتم أخذ كل المبادرات التي تقدمت بها الأطراف السياسية المحايدة ودراستها وأخذها بعين الاعتبار، لتجاوز عتبة التخندقات التي تبديها جميع الأطراف والتي تقف حجر عثرة أمام أي أفق سياسي للحل”.

من جهته ألقى القيادي في حزب المؤتمر عادل الشجاع باللائمة في انهيار مسار السلم في اليمن على ما قال إنها “رهانات الحوثيين على التناقضات في معسكر الشرعية وعدم تجميع شبكة المصالح المتناقضة داخل الشرعية ذاتها”، إضافة إلى استفادة الميليشيات الحوثية من الخبرة الإيرانية في إدارة الصراع، والتي تقرأ التحوّل في المزاج الدولي تجاه الحرب في اليمن على المستوى الإنساني والأخلاقي.

وأضاف الشجاع “يدرك الحوثيون أن الحرب كلما امتدت يوما آخر دون حسم يصب في صالحهم، كما أنهم يتحركون على المستوى الدولي مستفيدين من الخبرة الإيرانية والمال القطري وغياب الدبلوماسية التابعة للشرعية، بل إن بعض السفراء يزودون المنظمات الدولية بالتقارير الخاصة ضد تحالف دعم الشرعية”.

وفي مدينة الحديدة عادت المواجهات العسكرية بين قوات المقاومة المشتركة والميليشيات الحوثية، في ظل إحراز المقاومة المدعومة من التحالف العربي المزيد من الانتصارات في المدينة والتوغل في أحيائها الجنوبية على الشريط الساحلي، بالتزامن مع اقتراب تلك القوات من قطع الطريق الرئيسي الرابط بين الحديدة وصنعاء في الكيلو 16.

وعن آخر التطورات الميدانية في معركة الحديدة، قال الصحافي اليمني علي حميد الأهدل لـ”العرب” إن القوات المشتركة تمكنت من جرّ ميليشيات الحوثي خلال اليومين الماضيين إلى مواجهات خارج مدينة الحديدة بعكس ما كانت تهدف إليه الميليشيات التي أرادت نقل المعركة إلى شوارع المدينة.

وأشار الأهدل، وهو أحد أبناء مدينة الحديدة، إلى أن المواجهات تمتد في الوقت الحالي من جولة يمن موبايل وبداية شارع صنعاء شرقا، إلى كيلو 16 الرابط بين العاصمة اليمنية صنعاء بمدينة الحديدة، مضيفا “مع استمرار وتيرة المعركة بدا الحوثيون منهارين وغير قادرين على صد زحف القوات المشتركة الذي يتم بتعاون طيران التحالف العربي، الذي شن غارات عنيفة على أوكار ميليشيات الحوثي في مواقع متفرقة على مدار الساعة”.

ولفت إلى أن في غرب المدينة، وتحديدا بالقرب من الخط الساحلي، استطاعت القوات المشتركة السيطرة الكاملة على عدد من المرافق الحكومية ومن أهمها جامعة الحديدة وكلية الطب، فيما تدور الآن الاشتباكات على سور معسكر القوات الخاصة بهدف الوصول إلى ميناء الحديدة، في ظل انهيار كبير في صفوف ميليشيات الحوثي.

وأوضح أن الردّ الحوثي على الخسائر الكبيرة التي مني بها جاء هستيريا كالعادة من خلال قصف مواقع مدنية من بينها “مشروع الأبقار” في الكيلو 10، الذي تعرض للعشرات من القذائف ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من العاملين في المشروع، إضافة إلى قيام الميليشيات الحوثية بحملة تجنيد كبيرة لتسجيل أكبر عدد من أبناء تهامة في المديريات الشرقية لمحافظة الحديدة.

ونوّه الأهدل إلى أن التحالف نشر تعميما لسكان الحديدة تضمن الطلب منهم تغيير طرق سيرهم، وتجنب بعض الشوارع القريبة من المواجهات، مثل خط صنعاء الحديدة وبالتحديد الكيلو 16. كما طلب من الصيادين الابتعاد عن مناطق القتال وبالذات خط الكورنيش للحفاظ على سلامتهم.

وتوقعت مصادر سياسية أن تشهد الحديدة في الأيام القادمة مزيدا من المواجهات، مع وجود مؤشرات على إمكانية تنفيذ التحالف العربي لعملية نوعية لتضييق الحصار على الحوثيين.