رفض سياسيون في مصر ما ورد في تقرير الأمم المتحدة بشأن ميليشيات الحوثيين الإرهابية وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، وأكدوا أن الأمم المتحدة ولجانها عاجزة عن إصدار سلسلة من القرارات المباشرة وتطبيق القرار الأممي الخاص باليمن، وأن التقرير الأممي عاجز عن تحديد أوجه الاتهامات المباشرة والانتهاكات غير المسؤولة للجرائم التي ترتكبها ميليشيا الحوثي في اليمن ومن ورائها من القوى الإيرانية التي تهدد أمن دول المنطقة وتهدد دول الجوار في الإقليم. وأكدوا أن التعبيرات التي استخدمت في التقرير تتناقض كلياً مع قرارات وتوصيفات الأمم المتحدة في وصف الميليشيات الحوثية بالمتمردة، وأن التقرير وصف وبشكل خطير جداً عبد الملك الحوثي بأنه قائد للثورة اليمنية وهذا يتناقض مع الواقع، ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة التي تضع عبد الملك الحوثي في دائرة العقوبات.
وأشاروا في تصريحات نقلتها عنهم صحيفة "الاتحاد" الإماراتية إلى أن التقرير أغفل أيضاً جرائم ميليشيا الحوثي في اليمن منذ انقلابها على الشرعية، والتي تمثل انتهاكاً خطيراً في حق الشعب اليمني، ومنها تجنيد الأطفال والقتل تحت التعذيب والاعتقال والاختفاء القصري، وهدم المساجد والبيوت، بالإضافة إلى تهديد دول الجوار بإطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، ما يؤكد أننا أمام صفحات سوداء من التاريخ الحوثي في اليمن.
وثمنوا الدور الإيجابي لدول التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن، والعمل التنموي وإعادة إعمار اليمن وبناء البنية التحتية التي هدمتها ميليشيا الحوثيين، وكذلك الأمور الخاصة بالإغاثة والدعم المستمر للشعب اليمني من خلال المشروعات التي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدين أن الدور التنموي والإعمار في اليمن أصبح مهماً جداً في هذا التوقيت، جنباً إلى جنب في استعادة الشرعية في اليمن.
صدمة كبيرة
بداية، أكد عبدالله إسماعيل كاتب وباحث سياسي يمني، أن تقرير الأمم المتحدة بشأن اليمن شكل صدمة كبيرة لكل المتابعين بشكل عام واليمنيين بشكل خاص لأنه لم يتطرق كثيراً لجرائم الحوثيين التي بلغت حداً لا معقول، مشيراً إلى أن التقرير الأممي قدم خدمة كبيرة للحوثيين، ما يؤكد أن منظومة الأمم المتحدة لا تريد حلاً للمشكلة اليمنية، وأن هناك سعياً حثيثاً لإدارة الصراع وليس لحل الصراع، وبالتالي، فإن كل المغالطات التي وردت في هذا التقرير يجب أن تُفضح بشكل واضح. مؤكداً أن التعبيرات التي استخدمت في التقرير تتناقض كلياً مع قرارات وتوصيفات الأمم المتحدة في وصف الميليشيات الحوثية بالمتمردة، وأن التقرير وصف وبشكل خطير جداً عبد الملك الحوثي بأنه قائد للثورة اليمنية وهذا يتناقض مع الواقع ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة التي تضع عبد الملك الحوثي في دائرة العقوبات.
وأكد أن تقرير الأمم المتحدة يحتوي على الكثير من المصائب، واصفاً التقرير بأنه استسلام من مجلس حقوق الإنسان واللجنة التي قامت بصياغة هذا التقرير لما يبثه الحوثيون و«الإخوان» في بعض الأمور، وهي تتطابق مع تقارير سابقة أطلقتها ميليشيا الحوثي في اليمن، ولبعض التقارير التي أطلقتها بعض الجماعات التابعة لتنظيم الإخوان في اليمن.
وأشار إلى أننا أمام تحدٍ حقيقي في إطار توضيح بعض الأمور والحقائق للعالم وأهمها أن التحالف العربي الذي جاء لإنقاذ اليمن، والذي قدم لليمنيين مساعدات كبيرة في مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية والعسكرية، لا يمكن أن يخضع لهذه الرغبات الحوثيين الذين يحاولون التأكيد على أن هذه المشكلة ليس لها حل، وأنهم يشكلون تهديداً مستمراً يخدم المشروع الإيراني في المنطقة، مؤكدا أنه يجب أن يتم وبشكل واضح مناقشة هذا التقرير على أصعد كثيرة دولياً، لافتا إلى أن الحكومة الشرعية في اليمن معنية أيضا بالرد على هذا التقرير بمخاطبة المنظمات الدولية لتوضيح الأمور وقراءة حقيقية لهذا التقرير الذي للأسف يصب فقط في مصلحة الميليشيات الحوثية.
وأشار إلى أن التقرير لم يتحدث عن 10 في المئة من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الحوثي في اليمن، وأن التقرير ركّز فقط على أخطاء، غير مقصودة، للتحالف العربي، مؤكداً أن قوات التحالف العربي تناقش هذه الأخطاء وتعالجها لتلافيها في المستقبل، وفي المقابل، فإن الحوثيين لا يعترفون بأي جريمة من الجرائم التي ارتكبوها في حق الشعب اليمني وفي حق كل بيت يمني.
مؤكداً أن تقرير الأمم المتحدة فضيحة، وهناك جهود كبيرة للرد عليه وتفنيده، وهناك الآن دور مهم لمجلس حقوق الإنسان، وفرصة مهمة للتحالف العربي مع الشرعية لتوضيح الملابسات والأخطاء والخطايا التي وقع فيها هذا التقرير بشكل واضح.
جرائم الحوثي
وحول الدور التخريبي الذي تقوم به ميليشيات الحوثي الآن في اليمن، أكد عبدالله إسماعيل أن كل ما تمر به اليمن الآن منذ إعلان الحرب والانقلاب العسكري الذي قادته ميليشيا الحوثي على الشرعية وأسقطوا فيه الدولة مارسوا جرائم لا يمكن أن تحويها تقارير، مشيراً إلى جرائم تجنيد الأطفال وجرائم المعتقلين والقتل تحت التعذيب، حيث قتل أكثر من 200 شخص بسبب التعذيب، وأكثر من 17 شخصاً بين مختطف ومعتقل، والكثير منهم مخفي قصرياً لا يُعرف أين مكانهم ولا يسمح لأهلهم بزيارتهم، بالإضافة إلى تهديم المساجد والمنازل وغزو المحافظات وقتل الناس، والقيام بالكثير من العمليات التي ترقى إلى العمليات الإرهابية، بالإضافة إلى زرع أكثر من مليون «لغم» زرعتها ميليشيا الحوثي في الطرقات والمزارع مما حول حياة اليمنيين إلى جحيم.
وأشار إلى أننا أمام كارثة بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان، وأمام تصرف إرهابي، لأن الحوثي مارس الإرهاب والتخريب ومارس التفكيك المجتمعي وحاول فرض رؤيته على الناس وحاول تغيير المناهج وأضعف الاقتصاد اليمني وحرم اليمنين والموظفين من المرتبات، وإلى الآن ومنذ أكثر من عامين لم يتسلم الموظفون الذين يعملون تحت سيطرتهم مرتباتهم، كما قامت ميليشيا الحوثي بنهب أموال اليمنيين وأموال الأوقاف، ونهبت موارد الدولة من النفط والغاز ونهبت المعاشات والتأمينات، مشيراً إلى أننا أمام صفحات سوداء من التاريخ الحوثي في اليمن.
وأشار إلى جرائم الحوثي على المستوى الخارجي أيضاً، حيث لم تعد هذه الجماعة تشكل مشكلة أو خطراً محلياً فقط في اليمن بل هي الآن تتحول لتكون إرهاباً إقليمياً بواسطة صواريخها التي تطلقها على المدنيين، وتطلقها على دول الجوار خاصة المملكة العربية السعودية، وكذلك تستهدف ميليشيا الحوثي الملاحة الدولية وتعلن عن نفسها أنها ميليشيا غير منضبطة، وأنها ميليشيا إرهابية لم تعد خطراً فقط على اليمن والإقليم، بل أصبحت خطراً شديداً على العالم.
مؤكداً أن ميليشيا الحوثي أداة من أدوات أيران تريد بها أن تزعزع الأمن في المنطقة، وهذه الأداة للأسف ليس هناك موقف واضح وحقيقي من المجتمع الدولي تجاهها.
التقرير لم يتضمن إدانة للحوثي
ومن جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تقرير الأمم المتحدة الأخير بشأن اليمن أغفل في جزئياته ما يتعلق بالجرائم والممارسات التي تتبعها ميليشيا الحوثي في اليمن وتهديدها لدول الجوار الإقليمي والإمعان في إطلاق الصواريخ الباليستية على المملكة العربية السعودية، وبناء عليه فإن تقرير الأمم المتحدة لم يُسجل هذه الانتهاكات الحوثية بصورة كبيرة وتركها في اعتقاده للمواءمة السياسية للتأكيد على أن هناك أيضاً بعض الممارسات أو الأخطاء لقوات التحالف العربي، ما يشير إلى أن الأمم المتحدة لا تريد أن تنحاز لطرف ضد طرف آخر، ولذلك فإن تقرير الأمم المتحدة لم يتضمن إدانة مباشرة للجانب الحوثي، لأن الإدانة المباشرة تحتاج إلى لجان تحقيق متابعة أو يُخطر الأمين العام المبعوث الأممي في الملف اليمني لاستكشاف المواقف والأحداث المختلفة، وهذا لم يحدث وبناء عليه أن إغفال مثل هذه الأمور فيها انحياز ومحاباة إلى الجانب الحوثي.
وأشار إلى أن تقرير الأمم المتحدة سوف يعطي فرصة لميليشيات الحوثي لتكرار جرائمهم في اليمن، مشيراً إلى أن هناك تساؤلات تدور الآن حول طبيعة مهام المبعوث الأممي في اليمن، وما يقوم به في هذا الدور، ولماذا أصبح دور المبعوث الأممي دوراً هامشياً، ولا يوجد تطور في الأفق السياسي، ولفت إلى أنه منذ صدور تقرير الأمم المتحدة وصدور تقارير أخرى من منظمات متعددة خاصة بالشأن اليمني، توقفنا أمام بعض الحالات منها: موقف الدور الإيراني في دعمه المباشر للتيار الحوثي في اليمن ومساندته وإنجاده بالسلاح واختراق كافة المطالب الخاصة بمراجعة إيران لمواقفها واتجاهاتها، وهذا كان واضحاً ومهم جدا، وكان يجب على الأمم المتحدة الإشارة إليه في التقرير، وكذلك التدخلات الإيرانية المباشرة ليس في اليمن فقط ولكن كذلك في
الإقليم بأكمله، ولكن ربما التيار الحوثي هو الأغلب لأنه الذراع القوية لهز الاستقرار في المنطقة.
وأشار إلى أن توقيت صدور تقرير الأمم المتحدة مهم بالرغم من عدم الإشارة إلى جرائم الحوثي وتدخلات إيران، لأنه يؤكد على أن المسألة اليمنية مستمرة، وأن الأمم المتحدة ولجانها عاجزة عن إصدار سلسلة من القرارات المباشرة وتطبيق القرار الأممي الخاص باليمن.
مشيرا إلى أن سلسلة القرارات الأخرى السابقة للأمم المتحدة بشأن اليمن لم تُفعل ولم تُنفذ، لكن يبقى التقرير الأممي الخاص باليمن عاجزاً عن تحديد أوجه الاتهامات المباشرة والانتهاكات غير المسؤولة للتيار الحوثي في اليمن ومن ورائه من القوى الإيرانية لتهديد أمن دول المنطقة وتهديد دول الجوار في الإقليم.
إعادة الإعمار
وثمن الدكتور طارق فهمي الدور الإيجابي لدول التحالف العربي في دعم الشرعية في اليمن، قائلاً: دور دول التحالف العربي في اليمن جيد جداً في إطار ما تقوم به المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودور مهم جداً، ويتماشى مع الأهداف التي تقوم بها قوات التحالف العربي في اليمن لدعم الشرعية هناك خاصة في هذا التوقيت، مشيرا إلى أن العمل العسكري يمضي بجوار العمل التنموي وبناء البنية التحتية التي هدمتها ميليشيا الحوثيين، وأن الأمور الخاصة بالإغاثة ودعم الشعب اليمني مستمر، وهناك مشروعات مستمرة لإعادة إعمار اليمن نتيجة الحرب ولن تتوقف هذه المشروعات التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن الدور التنموي والإعمار في اليمن أصبح مهماً جداً في هذا التوقيت جنباً إلى جنب في استعادة الشرعية في اليمن بصورة أو بأخرى، وأن دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لم تقصرا في هذا.
الإرهاب الحوثي
أكد الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، أن اليمن يعاني الإرهاب أكثر من 20 عاماً، وما زال حتى هذه اللحظة يحصد الإرهاب أرواح الشعب اليمني، مشيرا إلى أن كل ما يحصل في اليمن اليوم، من اجتياح مسلح وتفجير مساجد ومحاصرة الشعب اليمني، من ورائه إيران وحلفاؤها من الحوثيين، لأنها تريد أن تغير هوية الشعب اليمني من هوية قومية عربية إسلامية إلى هوية فارسية، وإنشاء مشروع توسعي في المنطقة، وجعل اليمن معبرا إلى دول الجوار.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي الإرهابية تمارس جميع الانتهاكات بحق الشعب اليمني، والتي أدت إلى آثار كارثية وتدهور الوضع الإنساني في اليمن وخاصة بين النساء والأطفال. مشيرا إلى أن إخفاق كل محاولات الحل السياسي يرجع إلى التعنت الحوثي في حل الأزمة.
مؤكدا أن ميليشيا الحوثي مارست أبشع جرائم الإرهاب الديني وجرائم الحرب والاعتقالات والتصفيات الدموية للآلاف من كوادر حزب المؤتمر الشعبي العام في اليمن، بالإضافة إلى ارتكاب هجمات عشوائية ضد المدنيين وتفجير منازل الخصوم وإرهابهم، وأعمال تعذيب وخطف لعشرات الصحفيين والمعارضين في السجون التي تديرها عصابة الحوثيين تحت إشراف خبراء إيرانيين وقطريين. وأكد على الدور الكبير الذي تقوم به قوات التحالف العربي في عودة الشرعية في اليمن، وفي إعادة الاستقرار هناك، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية إليه، وتطبيع الحياة في تلك المناطق وإغاثة سكّانها من أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني. مشيراً إلى أن قوات التحالف بقيادة السعودية ملتزمة بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه من خلال دعم الشرعية الدستورية الممثلة في الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
مثمناً دور التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، في إعادة إعمار المحافظات اليمنية التي دمرها وخربها الجماعات الحوثية الإرهابية، ووقوفها مع الشعب اليمني من خلال القوافل الإغاثية والطبية التي ترسلها الإمارات عن طريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتية.