بجنيف الفاشلة.. هل تآمر غريفث على الجنوبيين؟

الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 18:25:33
بجنيف الفاشلة.. هل تآمر "غريفث" على الجنوبيين؟
خاص

رأي المشهد العربي

لم يكن تخلف مليشيات الحوثي الانقلابية هو السبب الوحيد لفشل مفاوضات اليمن التي عقدت بالعاصمة السويسرية جنيف، وإنما كان أحد أهم الأسباب هي عدم وضوح المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفث والذي راوغ في عرض الملف الجنوبي بهذه المفاوضات.

وخرج علينا المبعوث الأممي في الرابع من الشهر الحالي ليعلن عن التزامه بمشاركة الجنوبيين في العملية السياسية، وأنه لا سلام في اليمن دون أهل الجنوب، إلا أن ذلك لم يحدث وكانت تصريحاته مجرد "مسكن" حتى يسرق بعض الوقت وتنتهي المفاوضات دون وجود أهم فصيل في اليمن.

غياب أهل الجنوب، عن المفاوضات التي لم تكتمل وفشلت بذريعة من الحوثيين، وتصريحات المبعوث الأممي بعد فشل المشاورات لعدم سفر مليشيا الحوثي لجنيف، وحديثه حول بدء المفاوضات من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، يؤكد تواطؤ الأمم المتحدة مراراً وتكراراً مع الحوثيين الذين اشترطوا نقل جرحى من حزب الله الإرهابي وإيران مقابل الحضور للمفاوضات دون تطرق "مارتن غريفث" لتلك النقطة أو إصدار أي إدانة صريحة للمليشيا.

في مايو 2015، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، حينها بان كي مون، عن بدء محادثات مؤتمر جنيف بشأن اليمن في نهاية مايو، إلا أن الجنوبيين رفضوا تلك المفاوضات بعد إرسال اثنين ليسوا مكلفين من الحراك الجنوبي ضمن الوفود المشاركة، وهم "فادى حسن باعوم" وعبد السلام جابر الإعلامي الاشتراكي السابق.

فشلت مفاوضات جنيف 1 في سويسرا، وسط تواطؤ أممي مع الحوثيين، وانتهت الجولة الأولى دون التوصل إلى اتفاق.

واتهم وزير خارجية اليمن حينها رياض ياسين الحوثيين بإعاقة تحقيق تقدم في المفاوضات، إلا أنه عقب انتهاء المشاورات، خرج علينا المبعوث الدولي إلى اليمن في 2015، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قائلا: إن الجهود ستتضاعف لإيجاد حل سلمي للأزمة، دون التطرق لقضية الجنوب قبل أو خلال المفاوضات، متجاهلا توجيه أي إدانة لمليشيا الحوثي بعرقلة المفاوضات.

وفي أبريل 2016، انطلقت المباحثات الثانية، المباشرة بين الأطراف اليمنية المتنازعة في العاصمة الكويتية، برعاية الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وبدأت المفاوضات بعد تأخرها لثلاثة أيام، بسبب عدم وصول وفد المتمردين إلى الكويت في الموعد المحدد، دون التطرق إلى قضية الجنوب.

وقال وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، إن المحادثات اليمنية تهدف إلى إعادة إعمار اليمن وإحلال السلام، مضيفا أن دول الخليج ستعمل على تمويل مشاريع إعادة إعمار اليمن.

وقال المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الوضع الإنساني في اليمن لا يحتمل الانتظار، مطالبا جميع الأطراف بالحضور للمفاوضات بحسن نية، وتقديم تنازلات بحثا على المصلحة العامة لليمنيين، وهذا لم يحدث وفشلت المفاوضات للمرة الثانية دون الاقتراب حتى ولو من بعيد على إدانة الحوثيين.

غياب الوفد الانقلابي الحوثي لم يفاجئ الكثير ممن كانوا يتوقعون أن تجهض المليشيات مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتباركها دول التحالف العربي، في ثالث مفاوضات بجنيف، فتخلّف وفد مليشيا الحوثي الإرهابية عن الوصول إلى مدينة جنيف السويسرية، لحضور المشاورات اليمنية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة، كان متوقعا منذ زيارة المبعوث الأممي لصنعاء مؤخرا.

 

فرغم وعود المبعوث الأممي لليمن بمشاركة أهل الجنوب في مصير اليمن، إلا أن الأمم المتحدة لم ترسل أي دعوة للجنوبيين لحضور المفاوضات التي فشلت للمرة الثالثة.

وارتفعت المطالب في الجنوب بعد التجاهل المتعمد وغير المبرر من قبل الحكومات المتعاقبة ومحاولة الأمم المتحدة طمس قضية أهل الجنوب، ليتأسس في 2017 المجلس الانتقالي الجنوبي، والإعلان عن إنشاء جمعية وطنية عمومية تعد بمثابة برلمانا لتلك المحافظات، وتضم 303 من الأعضاء، خلال مهرجان نظمه المجلس بمدينة المعلا التابعة لمحافظة عدن (جنوبي البلاد)، بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة 14 أكتوبر 1963 ضد الاستعمار البريطاني لجنوبي اليمن.

"الزبيدي" أكد حينها أن تلك الجمعية ستُعد بمثابة "برلمان للمحافظات الجنوبية (في إشارة إلى محافظات عدن، ولحج، وأبين، والضالع، وشبوة، وحضرموت، والمهرة، وسقطرى).

ويرفض رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، قضية الجنوب، ليبرر فشله وفشل حكومته في تطبيع الأوضاع بمدن ومحافظات الجنوب التي تدافع عن تراب اليمن لأخر رمق.

اعتراض "بن دغر" جاء بعد فشل حكومته سياسيا وعسكريا ولم تحقق على مدى سنوات طوال أبسط الأهداف الاستراتيجية لعاصفة الحزم التي تبنتها دول التحالف العربي بقيادة السعودية، بل كانت حجر عثرة في طريق الزحف إلى صنعاء واستنزفت التحالف العربي.