تحليل: الانتقالي تقييم مستمر لهياكل ومهام وأداء هيئاته

الاثنين 18 ديسمبر 2023 17:45:07
تحليل:  الانتقالي تقييم مستمر لهياكل ومهام وأداء هيئاته

الانتقالي تقييم مستمر لهياكل ومهام واداء هيئاته

ثابت صالح*

تعرض المجلس الانتقالي الجنوبي وما زال لحرب شعواء من قبل كل من خصومه، من ناحية، ومن جانب أنصاره من ناحية اخرى.

وفيما كانت معاداة الخصوم للانتقالي مفهومة ومتوقعة...كان هناك ممن يمارس سياسة جلد الانتقالي وتشويهه، بدلا من مساندته أو معارضته وفقا لمشاريع أو أفكار بناءة ومنطقية نابعة من الحرص على سلامة السفينة وليس من أجل خرقها ومحاولة اغراقها.

الواقع أنه منذ تأسيسه في الرابع من مايو 2017م...حرص المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي على أن يستوعب مختلف الأراء بما فيها تلك التي ناصبته العداء وانحازت لصف أعداء الجنوب التقلييدين في نظام 7/7 وجماعة الحوثيين الأكثر تعصبا وتطرفا وهمجية في موقفها من حق شعب الجنوب في استعادة دولته المستقلة.

وعلى الرغم من أن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي التي أعلن عنها عند تأسيس المجلس قد عسكت إلى حد بعيد تمثيلا سياسيا ووطنيا للجنوب كله...إلا أن قيادة المجلس ظلت تعمل ليل نهار من أجل مراجعة هياكل ومهام واداء هيئات المجلس.
فكانت التشكيلة المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني الجنوبي في أبريل الماضي من هذا العام...كانت تلك التشكيلة حصيلة جهود ومشاورات أثمرت عن استيعاب غالبية المكونات والشخصيات الجنوبية الفاعلة والمستحقة في الداخل والخارج.

مؤخرا أعلن عن توسيع الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين.

لكن هذا لا يعني أن المجلس الانتقالي قد وصل إلى مرحلة الكمال والمثالية.

فقد رافقت مسيرته العديد من الأخطاء بعضها لأسباب موضوعية والبعض الاخر لأسباب ذاتية، وكانت تصرفات وسلوكيات بعض من قياداته وموظفيه سيئة ومسيئة للمجلس وقيادته.

وعلى الرغم من التحسن النسبي في اختيار القيادات خلال الفترة الأخيرة وخاصة منذ انعقاد المؤتمر الوطني الجنوبي...ما زال على قيادة المجلس أن تعمل الكثير وتتخذ إجراءات أكثر حسما وردعا لتنقية القيادات وإعادة تأهيلها وتصويب جهودها وخاصة في هذه المرحلة الهامة من تاريخ شعب الجنوب المكافح والمثابر.

ما زال المجلس بحاجة إلى إرساء أسس العمل الجماعي والمؤسسي الذي يجمع بين توسيع دائرة المشاركة في صناعة واتخاذ وتنفيذ القرارات، وما بين تحمل المسؤولية والرقابة والمحاسبة وفقا لمبدأ الثواب والعقاب.

ويكتسب الآن وأكثر من أي وقت مضى العمل في الميدان أهمية قصوى وأولوية ملحة سواء كان في الداخل على مستوى المحافظات والمديريات والمناطق وكذلك المؤسسات الحكومية والمجتمعية، أم على صعيد الخارج من حيث تفعيل اشطة ودور مكاتب الانتقالي والجاليات الجنوبية وبشكل نوعي يستجيب لمتطلبات العصر ولخصوصيات وظروف كل بلد.

وأخيرا وليس بأخير ما زال المشوار طويلا أمام العمل الإعلامي الجنوبي، سواء لجهة تحسين الأداء أم لجهة رفع كفاءة القائمين عليه والماسكين بتلابيبه وبما يؤمن أعلى قدر ممكن من التنسيق والتعاون والتنظيم الذي يضمن اعلاما موجها ومرنا في نفس الوقت.

خصوصا إذا ما اعترفنا جميعا إن ما زال يعيب الانتقالي وإعلامه أيضا، هو ضعف التواصل والتنسيق والإدارة بين مكونات ومقومات وعناصر الإعلام بكافة وسائله.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري