تحليل: قراءة اولية للضربات الأمريكية ضد مواقع حوثية

الجمعة 12 يناير 2024 21:20:01
تحليل: قراءة اولية للضربات الأمريكية ضد مواقع حوثية

قراءة اولية للضربات الأمريكية ضد مواقع حوثية

ثابت صالح*

في وقت متأخر من ليلة أمس 11 يناير نفذت طائرات حربية وسفن وغواصات أميركية وبريطانية ضربات موجهة ضد مواقع حوثية شمال اليمن ردا على هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، في اتساع لنطاق الصراع الإقليمي.

وجاء في بيان القيادة المركزية الأمريكية" أن قواتها نفذت ضربات مشتركة لاستهداف الحوثيين وتقليص قدرتهم على مواصلة هجماتهم غير القانونية والمتهورة على السفن الأمريكية والسفن الدولية والتجارية في البحر الأحمر، استهدف هذا العمل المتعدد الجنسيات أنظمة الرادار وأنظمة الدفاع الجوي ومواقع التخزين والإطلاق للهجوم أحادي الاتجاه على الأنظمة الجوية بدون طيار وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية".

تعددت الأراء حول جدية واهمية هذه الضربات ضد الحوثيين...حيث بالغ البعض في حجم وقوة وتأثير هذه الهجمات...فيما قلل البعض من هذه الهجمات، بل واعتبرها مجرد "مسرحية".

في تقديري الشخصي أنه على الرغم من انه ليس هناك بعد قرارا دوليا للإطاحة بالحوثيين، ولا حتى قرارا بتحريك الوضع العسكري في داخل اليمن...فإن ضربات التحالف الدولي ضد الحوثيين حتى الآن عقابية وتحذيرية ورادعة...لكنها قد تتصاعد وتتطور وفقا لردود فعل الحوثيين وتطورات الوضع في المنطقة.

الرد الحوثي على ضربات التحالف الدولي متوقع... لكنه لن يكون مؤثرا بأي حال من الأحوال على القوات المهاجمة ولا حتى على المصالح الدولية.

ولن يغامر الحوثي بالعودة إلى ذات سابق شططه غير المحسوب بإستهداف السفن.
إذ أن استمرار تحشدات القوات الغربية ، وتدفقات الأساطيل مازالت مستمرة من دول الإتحاد الأوربي، ما يعني أن الحوثي إن أقدم على فعل غير مدروس ، سيتلقى هجمات تصبح معها ضربات أمس الخميس الموجعة مجرد بروفة أولى ورسالة إنذار.
لكن الحوثيون في كل الأحوال لا بد أن يردوا على هدر كرامتهم العسكرية أمام أنصارهم.

وربما يسمح لهم بفعل شيء ما هامشي ذات صلة برد الإعتبار وحفظ ماء الوجه، ولكنه لن يسمح لهم أن يذهبوا حد إستهداف مباشر للسفن التجارية وتهديد الملاحة الدولية كما كان عليه الوضع سابقاً وتعريض إقتصاد العالم للمخاطر.

أما إيران فلا اعتقد أنها يمكن أن تتدخل عسكريا ومباشرة في الحرب ضد التحالف...لكنها ستقدم دعما عسكريا ولوجستيا واستخباراتيا وماليا ودبلوماسيا مكثفا للحوثيين...وقد تحرك بعض أذرعها في العراق لنفس الغرض.

وعلى أي حال فإن الضربات التي تعرض لها الحوثيون لن تجعل الحوثي مهما حاول تعويض خسائره عبر ايران ، أن يعود ثانية بنفس القوة.

الحوثي فعلا جر اليمن منذ بداية حرب غزة إلى مربع هذه الحرب وتداعياتها، دون أن يقدم أي شي ملموس لدعم حماس أو حتى لدعم الشعب الفلسطيني انسانيا ومعنويا، وكان هدفه وما زال استثمار الحرب في غزة لحشد الشعب في شمال اليمن حوله وأن يتحول زعيم الحوثيين الى بطل قومي وان يكون خطرا ليس على الجنوب ولكن على المنطقه والاقليم كاملا.

أما الحرب في غزة ستستمر ولن تنتهي إلا بأجندة اسرائيلية مدعومة غربيا.

ولكي تتضح الصورة كاملة ووضع استنتاجات موثوقة...علينا أن ننتظر قليلا حتى يتبين لنا نوعية الاهداف العسكرية وأهميتها الاستراتيجية وتأثيرها على قدرات الحوثيين.

* باحث ومحلل سياسي وعسكري