بتواطؤ أممي.. جسر جوي لتهريب مليشيا حزب الله باليمن
رأي المشهد العربي
تدعي الأمم المتحدة دائما بأنها راعية للسلام وتُريد إنهاء الأوضاع المأساوية في اليمن بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية عام 2014، إلا أن الأحداث الدائرة تُثبت عكس ذلك من خلال دعم المليشيا المدعومة من إيران.
وأعلنت المليشيا الانقلابية بصنعاء عن إبرام اتفاقية مشبوهة فيما بينها والممثل المقيم للأمم المتحدة باليمن لإنشاء جسر جوي لتهريب جرحى المليشيا وقياداتها عسكرية من حزب الله و خبراء تطوير الصواريخ الباليستية من إيران.
ووقعت المليشيا وعبر منسقتها للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي، اتفاقية تعمل على مساعدة المليشيا الحوثية، لإخراج الخبراء اللبنانيين والإيرانيين الذين أصيبوا في الجبهات، وهو ما يثبت أن الأمم المتحدة ما زالت تتواطأ مع الانقلابيين في اليمن ما يفاقم من معاناة اليمنيين.
وكانت المليشيا فشلت في إخراج تلك القيادات الإرهابية عبر طائرة عمانية كانت ستقل وفدهم إلى مشاورات جنيف الأخيرة التي باءت بالفشل، وأجبرت الأمم المتحدة على مساعدتها بإخراجهم من صنعاء لكن بطريقة وحيلة جديدة.
الأمم المتحدة لم تعد منظمة أممية راعية للسلام، كونها خرجت عن دورها المنصوص عليه في المواثيق الدولية، وباتت تعمل وفق مصالح الجماعات المسلحة والانقلابية والتي تدمر اليمن وتقتل الأبرياء من المواطنين الأبرياء، وترتكب بحق أبناء الشعب أبشع الجرائم، وانتهكت كافة حقوقه في ظل صمت وتغاضي الأمم المتحدة عن كل تلك الجرائم.
تواطؤ سابق
فغياب الوفد الانقلابي الحوثي عن مفاوضات جنيف الأخيرة، لم يفاجئ الكثير ممن كانوا يتوقعون أن تجهض المليشيات مساعي السلام التي تقودها الأمم المتحدة وتباركها دول التحالف العربي، في ثالث مفاوضات بجنيف، فتخلّف وفد مليشيا الحوثي الإرهابية عن الوصول إلى مدينة جنيف السويسرية، لحضور المشاورات اليمنية الرامية للتوصل لحل سياسي للأزمة، كان متوقعا منذ زيارة المبعوث الأممي لصنعاء مؤخرا.
رغم رعاية الأمم المتحدة للمشاورات في جنيف، إلا أن عدم سفر وفد المليشيا يكشف التواطؤ الأممي المريب تجاه الحوثيين، حيث أن الأمم المتحدة لم تتخذ أي رد فعل على استهتار "الحوثي" بمواعيد المفاوضات وتخلف الوفد عن السفر لجنيف.
ووضع الحوثيون في أخر مفاوضات أممية فاشلة، شروط مجحفة وملغومة للمشاركة بالمشاورات، في مناورة ترمي إلى عرقلة أي مسار لحل سلمي للأزمة.
وطالبت جماعة الحوثي الانقلابية وقتها بتأمين طائرة خاصة تقل وفدها وعددا من الجرحى إلى مسقط، ونقل جرحاها من عمان إلى صنعاء، ومنح الوفد ضمانات بالعودة إلى صنعاء.
وكانت طالبت دول التحالف العربي وعلى رأسها الإمارات العربية المتحدة، الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن، تشديد المعاملة مع الحوثيين الرافضين لكل الحلول السياسية، لأن الحوثيين يستغلون تغاضي المجتمع الدولي عن الكثير من جرائمهم لفرض شروطهم، التي يعلمون جيداً استحالة قبولها".
وقال محافظ الحديدة، الحسن علي طاهر، أن تواطؤ الأمم المتحدة مع مليشيا الحوثي الانقلابية، أصبح واضحا حيث تعاملوا مع الحوثيين كطفل مدلل وليس كجماعة تخريبية وإرهابية انقلبت على الدولة وارتكبت جرائم إبادة بحق الإنسانية التي تجرمها كل القوانين والأعراف الدولية.
واتهم المحافظ، الأمم المتحدة بلعب دور محوري لإنقاذ الحوثي من الهزيمة وتعريض الشعب اليمني للمزيد من الانتهاكات الإنسانية الجسيمة على أيدي المليشيا، موضحا كلما اقتربت نهاية الحوثي وشارف على الهزيمة تنفذ الأمم المتحدة عملية إنعاش له وتنقذه، ما أدخل الشعب اليمني في متاهة جديدة، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالكف عن استغلال معاناة الشعب اليمني والعمل لإطالة أمد الحرب.
وأكد أن الحكومة الشرعية ملتزمة بتعهداتها للأمم المتحدة، وهناك وقف مؤقت للعملية العسكرية في مدينة الحديدة، لكن الميليشيا لم تلتزم، إذ تقوم بتنفيذ هجمات متكررة يومياً على مواقع الجيش الوطني والمقاومة في مناطق الدريهمي والتحيتا ومدينة حيس، ما يجبرنا على التصدي لها وإفشالها، مضيفا أن الحوثي مستمر في إرسال التعزيزات ويستغل وقف التحالف لهجماته.
يشار إلى أن المليشيات الحوثية كانت قد طالبت في وقت سابق المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بتوفير طائرة عمانية لنقل من اسمتهم جرحى الحرب وكانت إحدى شروطها المطروحة للموافقة للذهاب إلى مشاورات جنيف التي، تسببت في إفشالها في الـ 6 من سبتمبر الحالي حتى اكتمل حلمها اليوم، إلى جسر جوي.