تحرير الحديدة.. معركة الإنسانية لإنقاذ اليمنيين من الحوثي
تستند العملية العسكرية الجارية لتحرير مدينة الحديدة من قبل قوات الجيش الوطني اليمني وبإسناد رئيسي من التحالف العربي والقوات المسلحة الإماراتية، لأهمية إنسانية بالغة لتخليص ساكني المدينة من إجرام ميليشيا الحوثي وبطشهم، وكذا تخليص بقية المناطق الواقعة تحت سيطرتها من قرصنتها على الإغاثات الإنسانية.
استراتيجية
العميد الركن عبده مجلي الناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية، يؤكد على اكتساب معركة تحرير مدينة الحديدة وميناءها الاستراتيجي، أهمية بالغة في جهود تحرير مختلف المناطق المتبقية تحت سيطرة الانقلابيين المدعومين من إيران، وفي تأمين ممر الملاحة الدولية، وتحقيق القدرة الكاملة لتأمين كافة المياه الإقليمية في البحر الأحمر، ومنع ميليشيا الحوثي من استغلال الساحل لتهريب الأسلحة القاتلة لشعبنا اليمني.
وأضاف مجلي بأن تحرير ميناء الحديدة يؤكد عزم دول التحالف العربي والجيش اليمني على استكمال تحرير الوطن اليمني من ميليشيا الحوثي الإيرانية، وحماية اليمن من الأجندة الخارجية الإيرانية وإحباط تنفيذ مخططاتها، وتأمين الخط الملاحي الدولي، وتحقيق الحماية للمدنيين، ويضمن إيصال المساعدات الغذائية والإنسانية إلى مستحقيها.
وبعد أن تم السيطرة على منطقة كيلو 16 والمناطق المحيطة به وقطع طرق الإمداد عن الميليشيا أصبح تحرير المدينة أمراً محسوماً.
انتصار للإنسان
من جانبه، يشدد الخبير الاستراتيجي والعسكري العقيد يحيى أبو حاتم، على أن تحرير الحديدة ليس انتصارا عسكريا ولا اقتصاديا وليس معنويا حتى، بل هو انتصار للإنسان، لتحرير المساعدات الإنسانية، لإغاثة مواطني الحديدة من قرصنة الميليشيا الحوثية لها، ولإغاثة باقي المحافظات التي تخضع لسيطرة هذه الميليشيا.
ويوضح أبو حاتم أن العملية العسكرية ستكون خاطفة وسريعة، وهناك قوات كبيرة جداً على الأرض، ومرافقة جوية وبحرية لعمل على الأرض، ولذلك فإن الميليشيا غير قادرة على إدارة المعركة، مما يضطرها للانكفاء ومحاولة التمترس داخل المدينة وأحيائها للاحتماء بالمدنيين وافتعال أزمة إنسانية داخل المدينة، لكن ما تؤكد عليه قوات الشرعية والتحالف وقوات العمالقة المشاركة في المعركة أنها ستجنب المدنيين ويلات الحرب وهذا ما سيتأتى.
وهناك مفاجآت، سواء من حيث المكان أو نوعية السلاح المستخدم، والعملية لن تتوقف، وإن حاولت الأمم المتحدة كعادتها أن توقف العمليات العسكرية، إلا بعد أن يتم تحرير الحديدة.
بوابة مهمة
أما عبد السلام رزاز الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية، فيشدد على أهمية التحرير الإنساني لساكني مدينة الحديدة من بطش وهيمنة الميليشيا، مؤكداً على تحرير المدينة يضعف ميليشيا الحوثي سياسياً وعسكرياً، ما سيسهل الطريق لاستكمال تحرير ما تبقى من المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين، إذ كلما تحررت مدينة أو منطقة يتقلص مشروع الحوثي الإيراني حتى النهاية، والحديدة بوابة مهمة كان يتلقى الحوثي منها أموالاً كبيرة وأسلحة تأتي من إيران وتحريرها يعد خسارة كبيرة له ستجعله في أزمة.
حصار
يؤكد مختصون أن سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة ألحقت أضراراً بالغة في الاقتصاد اليمني، وأدت إلى حصار جائر على اليمنيين، كون الميناء يؤمن بالوضع الطبيعي 70 في المئة من احتياجات اليمن، ولهذا ستسهل الحملة العسكرية في الحديدة عملية دخول المساعدات الإغاثية والإنسانية بمشاركة دولية للتخفيف عن أبناء الحديدة جراء الحصار الذي فرضه الحوثيون على المحافظة.