رفض المليشيات للتفاوض.. خيبة أمل جديدة لـغريفيث باليمن

الجمعة 21 سبتمبر 2018 19:03:27
رفض المليشيات للتفاوض.. خيبة أمل جديدة لـ"غريفيث" باليمن
خاص

رأي المشهد العربي

واصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث محاولاته الفاشلة في التوصل لحل نهائي واتفاق حول الأزمة اليمنية حيث قام بزيارة مؤخراً لصنعاء وانتهت بفشل ذريع يضاف لفشل جنيف الأخير بعد رفض المليشيات التفاوض.

ويبدو أن تمسك غريفيث بمسألة إرضاء المليشيات الحوثية يمنعه من التوصل إلى حل للأزمة، خاصةً وأن قادة المليشيات يحاولون استغلال تلك المشاورات في تنفيذ أجندة أخرى تتعلق بتحركاتهم على الأرض من أجل إرباك معسكر الشرعية.

ووصل الأحد الماضي، غريفيث إلى صنعاء والتقى مع زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، ومهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى وكذلك الوفد الحوثي المفاوض.

وبحث غريفيث في لقاءاته مع مسؤولي الحوثي، الترتيبات لعقد جولة مشاورات قادمة لاستئناف العملية السياسية وإحلال السلام في اليمن.

وتأتي هذه اللقاءات بعد تأجيل مشاورات الأزمة اليمنية، التي كان من المقرر انطلاقها بمدينة جنيف السويسرية، في 6 سبتمبر الجاري، بسبب غياب وفد الحوثيين.

وبررت الجماعة تخلّف وفدها عن المشاورات آنذاك، بعدم تمكن الأمم المتحدة من استخراج ترخيص للطائرة التي ستقل وفدها المفاوض إلى جنيف، وهو الأمر الذي اتضح كذبه بعد ذلك.

ورغم أن تعقيدات الأزمة تتوقف عند صنعاء، فقد فاجئ غريفيث الجميع بزيارة العاصمة السعودية الرياض للقاء مسؤولين يمنيين وسعوديين, في رسالة لوجود حديث عن اتفاق جديد، أو محاولة إيهام البعض أن فشل المفاوضات يتعلق بالطرفين.

ويرى المحلل السياسي محمد الجواردي، أن المليشيات الحوثية هي السبب الرئيسي في فشل المفاوضات بسبب تعنتها وعدم التزامها بالمواعيد المقررة، إي جانب وضعها اشتراطات قبل إجراء أية حوارات.

وأوضح الجواردي أن الكثير من التساؤلات تدور حول جدوى ما يفعله غريفيث، مشدداً على أن الأمر يحتاج شدة من المبعوث الأممي باليمن.

ولفت إلى أن المليشيا تحاول خلال الفترة الحالية الوصول إلى اتفاق يرضيها من أجل الخروج من أزمتها والعمل على تفادي هزائمها المستمرة، بل ومحاولة الخروج ببعض المكاسب في ظل الخسائر التي تمنى بها.

ودعا المحلل السياسي معسكر الشرعية إلى التمسك بالمكاسب الحالية وعدم البحث عن مفاوضات مع المليشيا لأن مشاوراتها كاذبة وتحاول أن تغير مسار القضية وتظهر بأنها تسعى إلى السلام على عكس الواقع.

وقالت مصادر سياسية إن البريطاني غريفيث فشل بالاتفاق مع مليشيا الحوثي على المسائل الخلافية أو تحديد موعد جديد للمشاورات القادمة.

وأضافت المصادر أنه يحاول من خلال تحركاته الجديدة التغطية على فشله في إقناع أو إجبار مليشيا الحوثي على حضور مفاوضات جنيف الأخيرة، والتي أثبتت عدم قدرته على إدارة الملف بالصورة الأمثل.

ويرى المحلل السياسي نبيل البكيري أن كل المعطيات التي كانت قبل فشل مشاورات جنيف الأخيرة، ما زالت هي نفسها، بل أن تعقيدات المشهدين السياسي والعسكري لم تعد في صالح التفاعل السياسي والحديث عن مزيد من التفاؤل حيال الحل السياسي.

وقال البكيري في تصريحات صحفية إن حديث غريفيث عن إحراز تقدم في المساعي السياسي ليس مبنياً على معطيات حقيقية، ولا تذهب إلى تشخيص الأسباب الحقيقية لهذه الحرب.

 وأشار إلى أنه سيكون من المنطقي بمكان الحديث عن فشل كبير في هذه الحال لأن الأمم المتحدة لم تذهب إلى علاج أسباب الحرب، وتكتفي بمحاولة مقاربة نتائجها.

وحملت آخر تصريحات لمبعوث الأمم إلى اليمن مارتن غريفيث بعض التناقضات فقد قال إنه حقق تقدماً في سبيل استئناف المشاورات بين أطراف الأزمة اليمنية.

وأضاف أنه عقد اجتماعات بناءة في صنعاء مع قيادة الحوثيين، والمؤتمر الشعبي العام، مشيرًا إلى أنه حقق تقدماً فيما يتعلّق بسبل استئناف المشاورات، وتدابير بناء الثقة بما في ذلك إطلاق السجناء، والوضع الاقتصادي، وإعادة فتح مطار صنعاء.

وتتناقض تلك التصريحات مع الوضع القائم بالبلاد خاصةً في ظل تعنت الحوثي في إنهاء بعض ازمات البلاد بل والعمل على تفاقهما، وفي مقدمتها ما تشهده صنعاء من أزمة خانقة في الوقود والغاز المنزلي، أدت إلى شبه توقف للسير وانتعاش السوق السوداء من جديد.

ورغم جلوس قيادات الحوثي مع المبعوث الأممي، احتجزت الميليشيات الحوثية العشرات من القاطرات المحملة بالمشتقات النفطية في نقطة جمركية بمفرق منطقة عفار مديرية الملاجم محافظة البيضاء.

وجرى تعيين غريفيث من قبل مجلس الأمن في فبراير 2018 مبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لـ إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن عدم اعتراض أي من أعضاء المجلس عليه.

ويعتبر البريطاني غريفيث، مواليد 1951، واحداً من أهم الدبلوماسيين الأوروبيين وفقاً للأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام في بروكسل، ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الإنسانية.

ويرى غريفيث أن الحرب في اليمن تختلف عنها في سوريا، لأن الحل وارد في سوريا بعكس اليمن التي تتضاءل فيها الحلول وتتفاقم الأزمة الإنسانية أكثر فأكثر فهي أسوء من العراق وجنوب السودان.