العرب اللندنية: الورقة الإنسانية تسقط من أيدي الحوثيين
يواجه المتمرّدون الحوثيون المدعومون من إيران صعوبات في مواصلة استخدام ورقة الوضع الإنساني باليمن للدعاية ضدّ التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية، وفي التخفيف من ضغوطه العسكرية المتزايدة ضدّهم، لا سيما في منطقة الساحل الغربي حيث تدور معركة استعادة مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر من أيديهم.
وتقرّ دوائر دولية بتحسين التحالف لمستوى استجابته للظروف الإنسانية في اليمن وارتقائه بأساليب الاشتباك في الحرب بشكل يجنّب المدنيين تحمّل تبعاتها، في مقابل تزايد الاتهامات الموجّهة للحوثيين بالمسؤولية عن الأوضاع الإنسانية السيئة، وبارتكابهم انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأفادت منظمة هيومان رايتس ووتش، الثلاثاء، بأن جماعة أنصارالله الحوثية المسلحة في اليمن، “قامت بالعديد من عمليات الخطف واحتجاز الرهائن وارتكاب العديد من الانتهاكات الخطيرة بحق الأشخاص في عهدتها”.
وقالت سارة ليا وتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في المنظمة، إن بعض المسؤولين الحوثيين يستخدمون سلطتهم للتربّح المالي من الاحتجاز والتعذيب والقتل.
وذكرت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، أنها وثّقت 16 حالة احتجز فيها الحوثيون أشخاصا بطريقة غير قانونية، “غالبا لإجبار أقاربهم على دفع المال أو لمبادلتهم مع محتجزين لدى قوات معادية”.
وطالبت الحوثيين بالإفراج فورا عن المحتجزين تعسفيا ووقف الإخفاءات القسرية، والتحقيق جديا مع المسؤولين عن التعذيب واحتجاز الرهائن ومعاقبتهم.
كما دعت المنظمة مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات تستهدف كبار المسؤولين عن الانتهاكات المرتبطة بالاحتجاز، بما في ذلك الذين أصدروا الأوامر.
ورغم أهمية المعركة الدائرة حاليا في الحديدة، ضاعف التحالف العربي من إجراءاته للحدّ من معاناة المدنيين بسببها. وأعلن قبل يومين عن إنشاء ممرات آمنة بين المحافظة الواقعة على الساحل الغربي والعاصمة صنعاء.
وتترجم الخطوة حرص التحالف على دفع الجهد العسكري الجاري لاستكمال تحرير منطقة الساحل الغربي، وفي مقدمته مدينة الحديدة الاستراتيجية المطلّة على البحر الأحمر، ومراعاة الجوانب الإنسانية وتجنيب المدنيين تبعات الحرب سواء المباشرة منها، أو ما يتعلّق بالوضع المعيشي وانسيابية وصول الإمدادات والمساعدات الغذائية والدوائية إليهم.