تفاصيل مقتل الناشطة العراقية سعاد العلي
كشفت شرطة محافظة البصرة ملابسات مقتل الناشطة في الاحتجاجات سعاد العلي، مؤكدة أنَّ الحادث يندرج ضمن الحوادث الجنائيّة، وليس له علاقة بحركة التظاهرات والاحتجاجات التي تندلع بين الحين والآخر بسبب تردّي الواقع الخدمي.
وقتلت الناشطة والحقوقية البارزة في محافظة البصرة جنوبي العراق سعاد العلي يوم أمس الثلاثاء وسط المحافظة، عندما أطلق مسلح النار عليها من سلاحه المزوّد بكاتمٍ للصوت.
وقالت شرطة المحافظة في بيان صدر عنها في وقت متأخر من مساء أمس، إن المتَّهم الهارب عماد طالب مبارك قام بإطلاق النار وقتل طليقته سعاد العلي، عندما أطلق النار على رأسها وأصاب سائقها المدعو حسين حسن طعمة الحلفي بطلقة في الظهر.
وأضافت أن المتهم أطلق النار عليهما عندما كانا يستقلان عجلتها نوع جكسارة في منطقة العباسية.
من جهته قال معاون شرطة المحافظة العميد سامي المالكي في تصريح لـ”راديو المربد” المحلي إن التحقيق مستمر في الحادثة سيما في ظل وجود قاعدة بيانات ومعلومات أولية متوافرة لدى الشرطة ومن المدعين بالحق الشخصي، إذ تشير إلى أن هناك تهديدًا مسبقًا من قِبل طليقها وجّهه أخيرًا إلى الشخص الذي كان يرافقها أثناء الحادث.
وأضاف أن التهديد كان يتضمن إبعاد مرافقها عنها وإلا سيكون هو مستهدفًا، ولم يُعرف مرافقها وصلة القرابة بينها وبينه، فيما قالت الشرطة إن المعلومات متضاربة بشأنه وسيتم الإعلان عنها بعد التأكد.
وأشار المالكي إلى أن الجريمة جنائية واضحة المعالم بالنسبة لقيادة الشرطة، ولا علاقة لها بالتظاهرات، خاصة وأن الحادث له خلفيات، وجرى وسط منطقة تجارية ومزدحمة.
لكن نشطاء آخرين شككوا في هذه الرواية معتبرين أنَّ قتل الناشطة له علاقة بموقفها من الاحتجاجات الأخيرة في البصرة.
السياسي العراقي صادق الموسوي وصف في تحليل له اغتيال العلي بأنه فيلم واضح، مضيفًا أن حركة القاتل في ضربه وهروبه تشير إلى أنَّه مدرب بشكل جيّد مخابراتيًّا.
ولفت الموسوي في منشور له عبر “فيسبوك” إلى أن ملابس القاتل وابتعاده عن الكاميرا بسرعة وعدم إعطاء وجهه إليها واستهداف الرأس، يدلل على أنها عملية مخابراتيّة بامتياز.
وسعاد العلي ناشطة مجتمع مدني منذ العام 2011، وأسست منظمة “الود العالمي” لحقوق الإنسان، وهي منظمة مدنية إنسانية هدفها إرساء مبادئ حقوق الإنسان من خلال إقامة المؤتمرات الثقافية، والندوات، والورش التدريبية في البصرة، وهي من مواليد السبعينيات، ومتزوجة من مشرف تربوي.