جلوبال فويسز: صنعاء ضمن أكثر 10 مدن تعاني من ندرة المياه عالميًا
ترجمة خاصة بالمشهد العربي
ذكرت شبكة (جلوبال فويسز) العالمية أن هناك ثلاثة عوامل وراء نقص مياه الشرب الصالحة للاستخدام الآدمي في اليمن؛ وهي: الحرب، وسوء الإدارة، والتغيرات المناخية، مشيرة إلى أن العاصمة صنعاء ضمن أكثر عشر مدن تعاني من ندرة المياه على مستوى العالم، كما أنها معرضة للجفاف في غضون سنوات قليلة.
وأوضحت الشبكة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني وترجمه (المشهد العربي) - أن العامل الأول يتمثل في الحرب التي تدور رحاها منذ ثلاث سنوات، وأثرت بشكل كبير على الموارد المائية التي تعرض للاستهداف بشكل متكرر، ولا سيما الخزانات وخطوط الأنابيب.
وأضافت الشبكة أن العامل الثاني يتعلق بسوء الإدارة، حيث عمدت الحكومة اليمنية إلى استراتيجية التنقيب عن المياه الجوفية المحدودة في الأساس، ومن غير المحتمل أن تنفذ السلطات استراتيجيات أكثر استدامة مع احتدام الحرب هناك.
وتابعت الشبكة أن العامل الثالث الذي أدى إلى نقص مياه الشرب في اليمن هو التغيرات المناخية، فقد أصبح المناخ أكثر جفافًا في الآونة الأخيرة.
وألقت (جلوبال فويسز) الضوء على ارتفاع تكلفة الحصول على المياه في اليمن، حيث يدفع المواطنون أكثر من 30% من دخولهم لمجرد تزويد منازلهم بالمياه، واصفة المعدل بأنه الأعلى في العالم.
وذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن نحو 16 مليون يمني بحاجة ماسة إلى المياه النظيفة، إذ يستهلك اليمنيون مياه أقل بنسبة 95% مقارنة بمتوسط المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونوَّهت الشبكة بأن المياه الجوفية تنضب بشكل كبير في اليمن، حيث تتوقع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن تكون اليمن أول دولة في العالم تستنفد كامل مواردها المائية الجوفية.
وأشارت الشبكة إلى استخدام الموارد كسلاح حرب في اليمن، لافتة إلى أن مليشيات الحوثي أعاقت وصول المساعدات الإنسانية من ماء وغذاء للمحتاجين أكثر من مرة؛ ما يجبر المدنيين على تخزين أكبر قدر ممكن من المياه، في ظروف غير صحية في معظم الأحيان.
وألمحت الشبكة إلى تأثير نقص المياه النظيفة في انتشار وباء الكوليرا في اليمن، وهو أسرع وأكبر وباء ينتشر على الإطلاق، حيث تم تسجيل 1.1 مليون حالة اشتباه في الإصابة بالوباء، فضلًا عن وفاة أكثر من 2300 حالة نتيجة الإصابة بالمرض منذ أبريل 2017.
ونبَّهت الشبكة إلى أن واحدًا من بين كل 62 يمنيًا يشتبه في إصابته بالكوليرا، والكثير منهم من الأطفال دون سن السابعة، فضلًا عن تلقي المستشفيات ما يقرب من 30 إلى 70 حالة مشتبه بها يوميًا.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من انتشار موجة ثالثة من وباء الكوليرا بعد موجتين رئيسيتين في السنوات الأخيرة.
وأشارت (جلوبال فويسز) إلى المبادرات الشعبية التي تهدف إلى توفير المياه النظيفة للأكثر احتياجًا، ومنها مشروع (سقيا 1000)، حيث أُطلق المشروع في نوفمبر 2017 بهدف ملء نحو 1000 خزان مياه في العاصمة صنعاء وضواحيها.
كما صنع الناشطون القائمون على المشروع خزانات جديدة، مع توفير تنظيف وصيانة دورية لكل الخزانات القديمة والحديثة، ويستند المشروع بأكمله على التبرعات من الناس في اليمن ومن خارجها.
وقال ناشط يمني في المشروع إن الحملة انطلقت على منصات التواصل الاجتماعي، ونجح القائمون عليها في الوصول إلى هدفهم في فبراير الماضي، وتحولت الحملة إلى مشروع يضمن توفير مياه نظيفة داخل الخزانات بانتظام، لافتًا إلى وجود نقص في الدعم الموجه للمشروع في الآونة الأخير.