الزينبيات.. مليشيات إيران الناعمة لعقاب خصومها باليمن

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 19:00:49
الزينبيات.. مليشيات إيران الناعمة لعقاب خصومها باليمن

رأي المشهد العربي

لجأت إيران لنقل تجربتها الطائفية إلى اليمن، باستخدام كل الوسائل الغير شرعية لتنفيذ مخططها الإجرامي عن طريق ذراعها الإرهابي مليشيات الحوثي.

وجاء استخدام الميليشيا عناصرها النسائية المعروفة بـ"الزينبيات" في قمع تحرّك احتجاجي لطالبات جامعة صنعاء في الأيام الماضية ليفتح التساؤلات من جديد حول العدد الذي وصلت إليه المليشيات النسائية وخطورتها على المجتمع اليمني.

ومارست النسوة المدربات على فنون القتال والمتأثرات ببرامج التعبئة الطائفية العنف الشديد ضد الطالبات باستخدام الأسلحة البيضاء وصواعق الكهرباء.

كما اختطفت "زينبيات" ميليشيا الحوثي العشرات من الطالبات بصنعاء؛ بسبب مشاركتهن في تظاهرات ثورة الجياع واقتيادهن إلى جهة مجهولة.

وعملت إيران على إدخال أمور غريبة لا يستسيغها المجتمع العربي عامةً كحمل النساء للسلاح ضد من يرفض المشروع الإيراني في اليمن أو من يقف في مواجهة ميليشيا الحوثي

وزجت الميليشيات الحوثية بقرابة 7 آلاف امرأة في مراكز التدريب التي يشرف عليها تابعون لـ"حزب اللات" في لبنان، لتنزع بذلك حياءهن وكرامتهن، وتحولهن إلى أداة حرب في جرم لا تقبله الإنسانية، وخصوصاً عندما تكون بعضهن مجبرات بعد اختطافهن من بين أسرهن.

وابتعثت الميليشيات الحوثية التابعة لإيران مجموعة نساء يمنيات إلى إيران؛ لاستكمال تدريباتهن كـ"زينبيات"، ليعدن ويعملن في اليمن مفتشات وجاسوسات على المنازل والسيارات والمواطنين، وكذلك العمل في التجمعات، ومقاتلات ضد الأبرياء.

وبدأ نشاط الزينبيات في اليمن قبل سقوط العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 حيث تركز في معاقل الزيدية في اليمن، لكنه برز بشكل أكبر بعد سقوط العاصمة وسيطرة مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة.

وتظهر "الزينبيات" في اليمن باللباس الذي تتميز به المرأة اليمنية "البالطو مع النقاب أو اللثام" ويرددن الصرخة ويرفعن شعارات ميليشيا الحوثي ولا ينتمين إلى الشرطة النسائية.

استنساخ التجربة الإيرانية

وتعد"الزينبيات" مؤشراً على محاولة الحوثي استنساخ التجربة الإيرانية بكامل تفاصيلها وعلى غرار العناصر النسائية في قوات الباسيج الإيرانية واللاتي يستخدمن في تنفيذ الاعتقالات والاختطاف وكشرطة أخلاقية للنساء اللاتي لا يرتدين الحجاب، بالإضافة إلى ملاحقة الناشطات والاعتداء على المتظاهرات جاء مسمى "الزينبيات" وهو لفظ أطلقه نشطاء وإعلاميون على تلك النساء في اليمن، حيث يتكرر هذا النموذج في العراق أيضاً، وتحديداً لدى مليشيا الحشد الشعبي الشيعية.

واسم "الزينبيات" هو نسبة إلى زينب بنت الحسين كونها كانت مع الحسين في حادثة كربلاء وهناك من ينسب التسمية إلى زينب بنت الرسول، وآخرون إلى زينب ابنة علي، وهن براء منهن.

ويرى الناشطون أن استعانة الحوثيين بالنساء يكشف بوضوح حالة الضعف الكبير التي تنتاب صفوف جماعة المتمردين، ومدى الاستنزاف الكبير في صفوف مقاتليها، وهو ما دفع قياداتها إلى البدء في محاولة إدخال الجانب النسائي للجماعة في أتون المعركة المستعرة منذ ما يقارب السنتين والنصف.

وقوبلت الممارسات الإيرانية الدخيلة على المجتمع اليمني المحافظ، باستهجان كبير من قبل النشطاء، والمرأة اليمنية في مختلف المدن، فهي تمثل ظاهرة خطيرة لم تعرفها المرأة اليمنية من قبل.

وعقب اختفاء الكثير من القيادات الحوثية وسحب الكثير من عناصرها من النقاط والحواجز المنتشرة في الشوارع واقتيادهم إلى الجبهات، في ظل الاستنزاف في معارك الساحل الغربي، تنتشر عناصر من النساء المسلحات يدعين "الزينبيات"، في أحياء عديدة من العاصمة صنعاء.

ورغم أن دور الزينبيات هو اقتحام المنازل وتفتيشها وترويع العائلات والتنكيل بأي متظاهرات ضد الميليشيات الحوثية، فإنهن تجاوزن ذلك إلى سرقة البيوت التي يقتحمنها، ولا سيما الذهب والمجوهرات، بل حتى لعب الأطفال لم تسلم من السرقة.

مهام الزينبيات

وتمارس مليشيا الحوثي اختطاف وإخفاء النساء عبر فرق خاصة من كتائب الزينبيات النسائية.

وتنفذ هذه العناصر النسائية الحوثية حملات الاعتقال التي تطال الناشطات اللاتي تعالت أصواتهن بالرفض للانقلاب وممارسات الميليشيات في صنعاء وغيرها من المدن.

وتلقت الفرق النسائية تدريبات عسكرية وأمنية من قبل قيادة ما يعرف بـ"الأمن الوقائي" تحت مسمى "الأمنيات" والتي تمتلك فروع في كافة المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

ويؤكد مراقبون أن تجنيد النساء لتنفيذ مهام عسكرية وأمنية مؤشر خطير على كارثية العقلية المليشاوية خاصة حيث أدخلت النسوة في اليمن دائرة الصراع وتحولن إلى أداة لضرب وقمع المختلفات، وقد يتطور الأمر ليصل إلى القتل خاصةً وأن الشحن الطائفي يبلغ ذروته في ظل غياب النضج والإدراك.

مليشيا إلكترونية

وتشتمل مهام الزينبيات على قسم آخر هو الجوال والحاسوب والذي استحدثته المليشيات لتشكيل جيش إلكتروني نسائي توكل إليه مهمة تشتيت الرأي العام وتحسين صورة الحوثيين والانتشار في وسائل الإعلام المحلية ومنصات التواصل الاجتماعي والعمل بشكل جماعي.

وتعمل الفرق النسائية الجديدة داخل اليمن وخارجه من خلال تقديم رسالة إلى العالم بعدة لغات في مواقع التواصل الاجتماعي، وإدارة مجموعة حسابات بأسمائهن أو بأسماء مستعارة.

مجموعات التجسُّس

وأنشأت المليشيات الحوثية فرقة نسائية حوثية تعمل في إطار الاستخبارات الحوثية التي يقودها "أبو علي الحاكم" وتهدف إلى التجسس على بعض المعارضين ومنازلهم وجمع المعلومات ورصد التحركات.

وتعمل تلك المجموعة بشكل منفصل وسري بعد تلقيها سلسلة من التدريبات العسكرية والأمنية والاستخبارية المكثفة وتوزيعها بشكل منظم.