مليونية حكومية للثورة.. والجنوبيون لم يحضر أحد
رأي المشهد العربي
تحل الذكرى الـ 55 لثورة 14 أكتوبر 1963، والتي سطر فيها الشعب الجنوبي أروع الانتصارات ضد الاستعمار البريطاني، في ظل أوضاع معيشية صعبه يعيشها الجنوب نتيجة السياسات الفاشلة للحكومة الحالية.
الجنوب الذي وقف مع الثورة وضد الاستعمار البريطاني، يعيش الآن وضع معقد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأصبح ينادي بالتحرر والاستقلال ليستعيد دولته وقوته، بعد الظلم الذي تعرض له على مدار العقود الماضية.
هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أقرت في اجتماعها الأخير، عدم تنظيم فعالية مركزية في الـ14 من أكتوبر، لما وصفته الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة التي يشهدها الجنوب ويعانيها أبناؤه في كل المحافظات، نتيجة الانهيار الاقتصادي الكبير وانهيار العملة المحلية، وغيرها من صور الانهيار الناتجة عن الفساد الحكومي والسياسات الاقتصادية الكارثية.
ولاقت الدعوة التي وجهتها الحكومة للخروج بمليونية شعبية، بمناسبة الذكرى 55 لثورة 14 أكتوبر 1963، ضد الاستعمار البريطاني فشلا ذريعا، الأمر الذي أثبت للعالم غضب الشعب الجنوبي.
في حين أن حكومة بن دغر نظمت بشكل غير رسمي مليونية ظاهرها إحياء لذكرى ثورة أكتوبر المجيدة، وبطانها يحمل المكر والدهاء للجنوب من أجل تفتيته عن قيادة مجلسه الانتقالي لكن شعب الجنوب دائما يثبت بطولاته ووطنيته ولم يحضر المليونية المزعومة سواء العشرات.
وتحدثت تقارير إعلامية عن أن حكومة بن دغر رصدت ملايين من الريالات كميزانية للمليونية الفاشلة، وقطعاً تم صرف هذه الميزانية وتوزيعها على "عصبة" الحكومة في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب اليمني للمجاعة.
ويرى مراقبون أن عزوف الجنوبيين، على المشاركة في المليونية التي دعت إليها الحكومة، ورصدت لها الملايين فضيحة بكل المقاييس، حيث أوصل الشعب الجنوبي رسالته بأنه متمسك بعدم الوحدة مع الشمال واستقلال دولته.
وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، إن هيئة الرئاسة أقرت تسخير أية إمكانيات متوفرة لإقامة الفعالية، لدعم أنشطة المجلس الإغاثية والإنسانية التي تستهدف آلاف الأسر المحتاجة في العديد من محافظات الجنوب.
وأضاف أن هيئة الرئاسة أقرت البقاء في حالة انعقاد دائم للوقوف أمام تطورات الأوضاع في العاصمة عدن ومدن الجنوب كافة، واتخاذ المعالجات والتدابير اللازمة بشأنها، ودعت الهيئة جماهير شعب الجنوب في المحافظات إلى تلقي التوجيهات من القيادات المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وثورة 14 أكتوبر هي ثورة انطلقت في 14 أكتوبر 1963 م في الجنوب ضد الاستعمار البريطاني، وانطلقت من جبال ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة، وقد شنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت حوالي أربع سنوات، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل.
واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية.
وتوالت على عدن الكثير من القوات الطامعة والكثير من الدول المستعمرة ولقد كان من أهم تلك الدول بريطانيا حيث قامت ببعض المقدمات لاحتلال عدن، فأرسلت في بداية الأمر الكابتن هينز أحد ضباط البحرية، إلى منطقة خليج عدن في عام 1835، وذلك لمعرفة مدى صلاحية المنطقة لتكون قاعدة بحرية ومستودعا للسفن البريطانية.
وقد أشار هينز في تقريره إلى ضرورة احتلال عدن لأهميتها الاستراتيجية حيث كان لابد للانجليز من عدن يبررون له احتلالهم لعدن، وقد ساقت لهم الصدف حادثة استغلوها استغلالاً جما ففي عام 1837 جنحت سفينة هندية (دوريادولت) ترفع العلم البريطاني بالقرب من ساحل عدن وادعى الإنجليز أن سكان عدن هاجموا السفينة ونهبوا بعض حمولتها وأن ابن سلطان لحج وعدن كان من المحرضين على نهب السفينة.
وفي ذكرى هذه الثورة دعا القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي جماهير شعب الجنوب العظيم، إلى التحلي باليقظة، وتغليب المصلحة العليا للجنوب، والعمل على تفويت الفرصة على المتربصين بالجنوب وقضيته، والحرص على تعزيز اللحمة الوطنية، ترسيخاً لمبدأ التصالح والتسامح.
وهنأ الرئيس الزُبيدي، جماهير الجنوب بمناسبة، الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، مترحماً على أرواح الشهداء الأبطال الذين كانوا ومازالوا هم نبراس الحرية، وعنوان الكرامة.
ووقف الاجتماع الذي عقده بمناسبة ذكرى الثورة أمام المستجدات على الساحة الوطنية الجنوبية، وأقر البقاء في حالة انعقاد دائم، لمتابعة تطورات الأوضاع عن كثب واتخاذ ما يلزم بشأنها.