تراجع أعداد مشتركي المحمول في مصر يدفع الشركات نحو الهاتف الثابث

السبت 20 أكتوبر 2018 21:15:18
تراجع أعداد مشتركي المحمول في مصر يدفع الشركات نحو الهاتف الثابث

الشركة المصرية للاتصالات - أرشيفية

بدأت شركات المحمول العاملة في السوق المصري خطوات جدية لإطلاق خدمة التليفون الثابت الافتراضي، بقيادة شركة اتصالات مصر التي أعلنت، الأسبوع الماضي، عن إجراء أول مكالمة من مقرها بدبي إلى مقرها في القاهرة، بهدف تعويض فقدان قطاع المحمول 4.58 ملايين مُشترك في يونيو/حزيران السابق، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وفقا لأحدث بيانات صادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية.

وقال خبراء ومتابعون لقطاع الاتصالات في مصر لـ"العين الإخبارية"، إن شركات الاتصالات بدأ بعضها الآن الاستفادة من رخصة المُشغل المتكامل لخدمات الاتصالات التي حصلت عليها في 2015، لتطوير خدماتها من أجل خلق توازن في العائدات التي تأثرت بتراجع أعداد مشتركي الهاتف المحمول، نتيجة زيادة الضريبة المفروضة على كروت الشحن وفرض رسم تنمية على مبيعات الخطوط الجديدة.

ويضم قطاع الاتصالات في مصر 4 شركات، هي اتصالات مصر وفودافون مصر وأورنج مصر، وأخيرا المصرية للاتصالات التي أطلقت شبكة WE، العام الماضي.

وبحسب تقرير مؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تراجع عدد خطوط مشتركي الهاتف المحمول في مصر إلى 95.73 مليون خط في نهاية يونيو/حزيران الماضي، مقابل 100.31 مليون خط في الشهر المماثل في 2017.

قال الدكتور عمرو بدوي، الرئيس الأسبق للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن هناك تراجعا مستمرا في عدد المشتركين منذ بداية العام لعدة أسباب، في مقدمتها وضع حد أقصى لمبيعات منافذ توزيع الخطوط، ثم تفعيل قرار قصر بيع خطوط المحمول على مراكز الخدمة التابعة لشركات المحمول في مارس/آذار الماضي، باستثناء شركة "WE" لكونها شبكة جديدة.

وأَضاف أن ما حدث فعليا، الأشهر الماضية، هو انخفاض عدد خطوط المحمول، نظرا لإغلاق الخطوط المجهولة نتيجة هذين القرارين، ولكن ما زالت قاعدة المشتركين جيدة حيث أن نسبة انتشار الهاتف المحمول بلغت حتى نهاية يونيو/حزيران الماضي 104.6%.

وتوقع بدوي أن يحدث استقرارا في قاعدة مشتركي المحمول خلال الشهور القليلة المقبلة، بعد تنقيح الخطوط المجهولة أو التي كان يقوم بشرائها عملاء مؤقتون، للاستفادة من العروض المخصصة خلال فترة زمنية معينة.

وأشار الرئيس الأسبق للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات إلى أن شركات المحمول تسعى لتنمية عائداتها، عبر تفعيل رخصة التليفون الثابت الافتراضي، من خلال استغلال الشبكة الأرضية لشركة المصرية للاتصالات من أجل التوسع في تقديم خدمات الإنترنت.

وقد حصلت شركات المحمول العاملة في مصر على رخصة التليفون الأرضى في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، ضمن الترخيص الموحد للاتصالات الذي طرحه الجهاز القومي للاتصالات، ويشمل رُخَص الجيل الرابع والهاتف الأرضي والاتصالات الدولية، لتحقيق العدالة بين جميع المشغلين في تقديم خدمات متكاملة.

وأعلن حازم متولي، الرئيس التنفيذي لشركة اتصالات مصر، في مؤتمر صحفي خلال جيتكس دبي 2018 عن الإطلاق التجريبي لخدمة الهاتف الثابت عبر استخدام البنية التحتية لشركة المصرية للاتصالات، على أن يكون الإطلاق التجاري قريبا وإتاحة الخدمة للعملاء بكود ٠٢٦١٢.

كما توقع ياسر شاكر، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة أورنج مصر، تقديم خدمات التليفون الثابت افتراضيا عبر شبكة الشركة المصرية للاتصالات خلال الربع الأول من العام المقبل 2019.

فيما صرح أيمن عصام، رئيس قطاع العلاقات الخارجية والحكومية والشؤون القانونية بشركة فودافون مصر، إجراء تجارب فنية على شبكتها الداخلية مع الشركة المصرية للاتصالات، قبل التوقيع مع الأخيرة عقود تقديم خدمات الهاتف الثابت افتراضيا.

ووفقا لتقرير وزارة الاتصالات، وصل عدد مشتركي الإنترنت فائق السرعة ADSL في يونيو/حزيران 2018 إلى 5.83 مليون مشترك، بنسبة زيادة 22.1% عن الشهر المماثل من العام الماضي يونيو 2017، والذي بلغ 4.77 مليون مشترك.

من جانبه، أكد خبير الاتصالات وليد جاد، أن فرض رسم تنمية قدره 50 جنيها على مبيعات خطوط المحمول الجديدة لعبت دورا أساسيا في خفض المبيعات، تزامنا مع إلغاء الخطوط المجهولة.

ولفت إلى أن إيرادات شركات المحمول تأثرت سلبا أيضا بزيادة الضريبة على كروت الشحن حتى تجاوزت 30% من قيمتها، علاوة على تحصيل 10 جنيهات رسوما شهرية على فاتورة المحمول.

وأوضح جاد أنه، في ضوء هذه المستجدات، تتوجه شركات المحمول للبحث عن تطوير عائداتها من خلال تشغيل شبكة التليفون الأرضي، حتى تستحوذ على حصة أكبر من خدمة الإنترنت التي تحظى بفرص نمو واعدة، في ظل أن نسبة اختراق الخطوط الأرضية لازالت منخفضة.

وبلغ عدد مشتركي الهاتف الثابت 7.4 مليون مشترك في يونيو/حزيران الماضي، مقابل 6.29 مليون مشترك في نفس الشهر من العام الماضي، بنسبة زيادة 17.6%، إلا أن معدل انتشار الهاتف مقارنة بتعداد السكان تراجع من 7.64% إلى 7.62% خلال فترة المقارنة، استنادا لبيانات وزارة الاتصالات.

فيما أكد أحمد عادل، محلل قطاع الاتصالات ببنك الاستثمار بلتون فاينيشال، أن شركات الاتصالات تحتاج إلى إنفاق استثمارات ضخمة من أجل تطوير البنية التحتية للتوسع في خدمة الإنترنت، نظرا لأن مستوى الخدمة مازال متواضعا حتى الآن.

ويُعد قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات نموا في مصر، فقد حقق نموًا بلغ 12.5% خلال عام 2017 كما ساهم في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة وصلت إلى 3.2%.

*العين الإخبارية