كيف اخترقت إيران عقول طلاب اليمن عبر مليشيات الحوثي؟
رأي المشهد العربي
تعمل المليشيات الحوثية المدعومة من إيران على اختراق عقول الطلاب اليمنيين وتجنديهم في صفوفهم حتى يتطبعوا بعقيدتهم الفاسدة، وإجرامهم لتحقيق الهدف الإيراني بتصدير الثورة الخمينية لليمن.
لم تكتفي ميليشيات الحوثي بذلك بل تستخدم الأطفال وطلاب المدارس دروعاً بشرية لحماية قياداتها من الاستهداف والمتاجرة بدمائهم وأرواحهم بغية استعطاف الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي في مخالفة واضحة للقوانين الدولية، وحقوق الإنسان والتي تمنع استخدام الأطفال في ظروف الحرب وتعريض حياتهم للخطر".
وعمد الحوثيين إلى تغيير المناهج الدراسية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث تمّت إضافة مواد تتعلق بمؤسس الجماعة المدعومة من إيران، فضلاً عن إضافة وتعديل المناهج لما يخدم فكر نظام الملالي الذي تتبناه الميليشيا، ابتداءً من تدريس كراسات مؤسس جماعتهم حسين الحوثي في مدارس صعدة، ووصولاً إلى إجبار الطلاب على ترديد شعاراتهم الطائفية والعنصرية في الطابور الصباحي، وإحياء المناسبات المتعلقة بالجماعة.
وآخر انتهاكات الحوثيين ضد الطلاب فيديو من إحدى المدارس في مديرية مذيخرة بمحافظة إب، يظهر طابوراً مدرسياً يردد هتافات "مسيسة" تمجد زعيم الميليشيات، وتردد "الصرخة الإيرانية" الدخيلة على المجتمع اليمني.
ونشر وزير الإعلام اليمني على حسابه على تويتر الفيديو المذكور وعلق قائلاً: "هذا هو الفكر الذي تريد الميليشيات الحوثية الإيرانية غرسه في عقول أطفالنا وأجيالنا القادمة في كل طابور مدرسي لتدمير النسيج الاجتماعي وطمس الهوية اليمنية من خلال إعلان الولاية لسيد الكهف وترديد الصرخة الإيرانية وتغيير المناهج التعليمية".
وفي محاولة من الميليشيا لتعويض الخسائر الكبيرة في صفوفها، لجأت إلى تجنيد الأطفال واستدراج 2419 طفلاً للقتال منذ مارس2015، من خلال إلقاء الخطابات الدينية التحريضية للطلاب، وإقامة دورات تدريبية عسكرية على ساحات المدارس.
واستمرارا لمخطط إيران أقدمت ميلشيات الحوثي على اختطاف 7 طلاب أثناء رحلة طلابية ترفيهية من مديرية حفاش إلى أحد أودية ملحان غرب محافظة المحويت.
وقالت مصادر محلية إن ميلشيات الحوثي اختطفت 7 طلاب من مديرية حفاش أثناء عودتهم من رحلتهم في منطقة باب الناقة وقاموا بنهب جميع مقتنياتهم من تلفونات وجنابي وغيرها وتم نقلهم إلى مركز المحافظة” .
وأفادت المصادر أن الميلشيات، اشترطت الإفراج عنهم مقابل حضور دوراتها التي تطلق عليها مسمى "ثقافية" والتوجه إلى الجبهات للقتال معها، إلا أن الطلاب رفضوا ذلك العرض تماماً.
وبحسب المصادر فإن الطلاب الذين تم اختطافهم هم : عمير عارف عثمان القلعة ١٨ سنة ثالث ثانوي، سمير ناصر أحمد القلعة ١٩ سنة ثانوية ، عبدالرحمن علي علي القلعة ١٩ سنة ثانوية ، عبدالحميد محمد أحمد صالح درمح ١٩ سنة ثانوية، لقمان مطهر علي حسن الظفيري ١٧سنة ثالث ثانوي، عادل محمد أحمد صالح درمح ١٤ سنة سابع أساسي، مصطفى صالح صغيرجوهر١٧ سنة ثالث ثانوي .
وتتعمد ميليشيات الحوثي الإيرانية في تجنيد الأطفال والزج بهم إلى محارق الحرب، لإبقاء الاحتياطي لهم من الذين تم تدريبهم في إيران كقوة احتياطية لا يتم المساس بها.
ويتم إعداد الأطفال ليكونوا الجيش المستقبلي للميليشيات في خطة لهم تتمثل في البقاء طويل الأمد كونه مشروعاً أيديولوجياً وليس سياسياً، يحقق من خلاله مكاسب سياسية، كون تجنيد الأطفال يأتي ثماره مستقبلاً في تدمير الجيل الناشئ، في الوقت الذي تركز فيه المجتمعات الأخرى على تعليم أبنائهم، وإرسالهم إلى دول خارجية للتعليم.
وتقول المصادر الخاصة في مدينة صعدة والمحويت وبعض المناطق اليمنية، إن ميليشيات الحوثي تقوم باختيار الأطفال من الصفوف الدراسية الأولى، وتفرض على أولياء أمورهم تجنيدهم في صفوفها، وإرسالهم إلى أماكن المواجهات العسكرية، حيث يخضع أولياء أمور الأطفال المجندين إلى تهديدات في حال رفضوا إرسال أطفالهم إلى جبهات القتال المختلفة.
ومن أشد أنواع الانتهاكات التي تمارس ضد الأطفال من قبل الميليشيات الإجرامية في اليمن، تلك الانتهاكات التي تمارس على عقولهم الصغيرة، من خلال تلقينهم شعارات تردد الموت في كل كلمة، وتغسل عقولهم البريئة عن كل ما هو بسيط مناسب لعمرهم الصغير، فتسمع الأطفال وهم يرددون "الصرخة الحوثية" متفاخرين بذلك، وهم يرفعون بندقيتهم الطويلة التي قد تكون بطول قامتهم، تاركين مدارسهم، وملتحقين بالجبهات القتالية التي تعتبر بالنسبة لهم واجباً دينياً حسب الأعراف.
باتت صور الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الانقلابية تتصدر المشهد في صفحات الإعلام والشوارع، وهم يرتدون البدلة العسكرية والسلاح على أكتافهم، ويعتلون الأطقم العسكرية، وقد خلعوا البراءة، واستبدلوها بوحشية السلاح التي أرادتها الميليشيات الإجرامية أن تحولها في مشهد مرعب ينم عن استغلال فاضح لبراءة الطفولة.
الميليشيات الانقلابية تمارس أبشع المجازر بحق الطفولة في اليمن من خلال استغلال طفولتهم البريئة، وفقر عائلاتهم لإجبارهم على الدفع بأطفالهم في كل جبهات القتال التي تخوضها الميليشيات في مختلف المحافظات اليمنية ضد الشعب وأحلامه في العيش بأمن وكرامة واستقرار.
وقد تحققت الأمم المتحدة من تجنيد واستخدام أكثر من 842 فتى، خلال الفترة من يناير إلى ديسمبر 2017، لم يتجاوز أصغرهم سن الحادية عشرة عاماً، غالبيتهم من قبل الحوثيين.