خطة إيران لنشر الطائفية.. وهذه مؤسسات طهران لانتشار التشيع في اليمن
استراتيجية إيران لنشر الأفكار الشيعية والمتطرفة في اليمن (القصة الكاملة)
كشفت تقارير إعلامية, اليوم الخميس عن مخططات إيران في اليمن لانتشار الأفكار الشيعية المتطرفة من خلال إنشاء المراكز التي ترعى الأفكار الطائفية تحت كيانات وأسماء متعددة.
في سعي حثيث لفرض سيطرتها عبر أجندتها الطائفية، تسعى إيران إلى نشر أذرع وكيانات موالية في شتى المناطق اليمنية تحت مسميات ولافتات متنوعة.
وقد موَّلت طهران عشرات المؤسسات ذات الطابع الديني؛ بهدف نشر الفكر الشيعي الإثنى عشري بين أوساط اليمنيين، وجرّهم إلى مربع التشيّع القائم على الرؤى الإيرانية، والمساهمة في إيجاد حاضنة مجتمعية للميليشيات الحوثية المدعومة منها.
وتخوض تلك المؤسسات والكيانات الشيعية حربًا شرسة على بقيّة المذاهب الدينية في اليمن؛ محاولة صبغ عادات وتقاليد اليمنيين بالطائفية المذهبية الإيرانية.
ولم تكن التحركات الإيرانية في نشر التشيع في اليمن وليدة اللحظة، بل جاءت عبر سلسلة من المخططات والمؤامرات التي انتهت بسيطرة الحوثيين على السلطة عام 2014، لتظهر العشرات من المؤسسات الشيعية إلى العلن بعد أن كانت تعمل تحت جنح الظلام وبشكل سرّي.
رابطة علماء اليمن
أبرز تلك الكيانات الشيعية “رابطة علماء اليمن” التي تأسست عام 2011، عبر الكثير من أنصار التشيع في اليمن وبعض المناصرين لهم في بقية التيارات الدينية الموجودة في اليمن، لتكون رديفًا لجمعية علماء اليمن، وهي كيان يضم المئات من علماء المذاهب الإسلامية الموجودة في اليمن أبرزها المذهب الزيدي والشافعي والصوفية.
ويرأس الرابطة الحوثي العقائدي “شمس الدين شرف الدين” الذي عيَّنته الميليشيات الحوثية العام الماضي “مفتيًا للديار اليمنية”.
وتشرف الرابطة بشكل مباشر على التحركات الشيعية في اليمن من خلال أعضائها في بعض المناطق اليمنية، وتعقد دورات ثقافية بشكل متواصل، ويصلها تمويل شهري من بعض المؤسسات الشيعية والحوزات في إيران.
ملتقى التصوف الإسلامي
الملتقى تم تأسيسه عام 2013 بمدينة تعز، ويرأسه حاليًّا عدنان الجنيد، وظل لسنوات واجهة العمل الصوفي في المناطق الوسطى، تعز وإب، وعمل على التمهيد لفكرة سيطرة الحوثيين على تلك المناطق من خلال الفعاليات التي كان ينفذها قبل أن يتحوَّل إلى كيان شيعي بامتياز، ولم يبق من التصوّف الذي كان ينتهجه غير اسمه.
وحصل رئيس الملتقى على تمويل من جماعة الحوثي، وحظي الكثير من قيادات الملتقى بزيارات إلى إيران عبر لبنان، وشكل وجود هذا الكيان مؤسسة موازية للكيانات السنية في اليمن.
مركز بدر العلمي
واحدة من المؤسسات الشيعية التي تم إنشاؤها بشكل مبكر للحفاظ على وجود التشيع في البلاد، فقد تأسس عام 1991 في صنعاء على يد الداعية الزيدي المرتضى المحطوري، تحت لافتة المراكز العلمية الثقافية.
وعمل المركز لسنوات على بث الفكر الإيراني بين اليمنيين ليكون عام 2015 هدفًا لأحد انتحاريي تنظم القاعدة ويسقط رئيس المركز المرتضى المحطوري قتيلاً في ذلك التفجير مع العشرات من أنصاره في مسجد بدر بصنعاء في الـ 20 من مارس 2015، ليتضاءل دور المركز بعد هذا الحادث ويقتصر عمله حاليًّا على إقامة الدورات الشيعية المكثفة للمئات من الشباب اليمنيين والدفع بالمراهقين للانخراط في صفوف الحوثي.
مؤسسة الإمام الهادي
وتعتبر الواجهة الثقافية الرسمية للحوثيين، وتأسست في صعدة إبان حروب صعدة الست (2004-2010)، وأصدرت المئات من الكتب والدوريات ونفذت المئات من الأنشطة ذات الطابع الشيعي.
تتلقى هذه المؤسسة تمويلًا من مكتب زعيم الحوثيين يتجاوز- وفق مصدر مطلع- مئة مليون ريال بشكل شهري، وتنفذ عبر هذا التمويل سلسلة من الأنشطة الدينية والثقافية والتوعوية بين اليمنيين، كما تصدر عن المؤسسة بعض الدوريات الشهرية المتخصصة، منها مجلة “جهاد” الموجهة للأطفال.
ويدير المؤسسة حاليًّا أحد قادتها العقائديين ويدعى عبد الله الوشلي، الذي تلقى دورات ثقافية وعسكرية عبر خبراء لبنانيين في اليمن ولبنان.
المجالس اليمنية
المجلس الصوفي الإسلامي، تأسس عام 2014، في مساع لتقاسم التمويل الإيراني الذي يتلقاه ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن، ويرأس المجلس رجل يدعى عبد الناصر الجنيد، وتضاءلت أنشطة المجلس ليقتصر عمله على بعض مناطق محافظة تعز التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الحوثية.
كذلك، دفعت جماعة الحوثي أنصارها من المذاهب الأخرى إلى إطلاق مجالس تحت مسميات متعددة لضمان انتشار الفكر الإيراني عبر تلك الكيانات، أبرزها المجلس الزيدي الإسلامي، والمجلس الشافعي الإسلامي، وتعمل هذه المجالس على قاعدة “جلب اليمنيين للتشيع تحت عناوين متعددة”.
كيانات أخرى
“المجمع الإسلامي الشيعي اليمني”، وعمل في مناطق اليمن على نشر التشيع تحت غطاء مؤسسات مدنية قبل أن يعمل بشكل علني عقب الانقلاب الحوثي على السلطة.
ويهدف هذا الكيان إلى نشر الفكر الإثنى عشري من خلال الكتب والملفات والفعاليات، ويعمل على الجانب الاجتماعي لتحسين صورة الشيعة أمام الرأي العام اليمني.
يتلقى المجمع تمويلًا من مؤسسات شيعية عالمية بعضها في إيران والبعض الآخر في بلدان أجنبية لإقامة الحسينيات ومجالس العزاء الشيعية واللطميات خاصة بين أتباع الطائفة الشيعية التي كانت تختزل في بعض مناطق صعدة شمال اليمن قبل أن يتوسع عمل المجمع في رعاية أنشطة شيعية في مناطق يمنية متعددة منها عدن.