في اليمن.. الطعام متوفر ولكن القليل يملكون المال لشرائه
ترجمة خاصة بالمشهد العربي
تحت عنوان "في اليمن.. الطعام متوفر ولكن القليل يملكون المال لشرائه"، ألقى موقع (آسيا تايمز) الصيني الضوء على أن اليمنيين يعيشون على مشارف ما تقول الأمم المتحدة إنها أسوأ مجاعة في التاريخ، ليس بسبب نقص الغذاء، بل بسبب انتشار الفقر المدقع، جنبًا إلى جنب مع انخفاض قيمة الريال اليمني.
واستشهد الموقع – في سياق تقرير ترجمه (المشهد العربي) – بأنه في مدينة المكلا، تُعد قطعتان أو ثلاث قطع من الخبز الشباتي المغمورة في الشاي والممزوجة بالحليب هي وجبة الإفطار لأطفال أحلام الأربعة، وعندما تقرقر بطونهم في وقت الغداء، تطهو الأم اليمنية الأرز وتغلي البطاطس، وتضيف رشة من الملح والفلفل والصلصة الحارة على البطاطس لتعطي مذاقًا لطعامهم.
وقالت أحلام – لموقع (آسيا تايمز) – بصوت يئن: "أنا صبورة، ولن أتخلى أبدًا عن الصبر"، وقبل تقديمها وجبة الغداء لأطفالها، وضعت بعض الطعام جانبًا من أجل وجبة العشاء.
أحلام، البالغة من العمر 47 عامًا، تعيش في فقر مدقع طيلة سنوات، وقد ساءت الأمور منذ أكثر من عام عندما أُصِيب زوجها بسرطان البروستاتا، الذي التهم مدخراته وتركه غير قادر على مغادرة سريره، وقد تُوفي قبل عدة أشهر، تاركًا أحلام لتدبر أمرها وأطفالها الأربعة بنفسها، فضلًا عن ثلاثة أطفال من زوجة أخرى تعيش منفصلة عنها.
وأضافت أحلام: "لم أترك أطفالي أبدًا جائعين، عندما يكون هناك القليل من الطعام، أدعهم يأكلونه وأشرب كوبًا من الماء وأنام". يبلغ المعاش التقاعدي لزوج أحلام 30 ألف ريال يمني (أقل من 43 دولارًا)، وهو لا يغطي النفقات الشهرية لتلك العائلة الكبيرة، ولتأمين الحصول على طعام شهري للأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام و15 عامًا، تتجول الأم حول الحي الذي تقطن فيه بحثًا عن أصحاب المتاجر الذين يبيعون البضائع بالتقسيط.
وتابعت أحلام: "أسدد ديوني لهم عندما أحصل على الراتب، لكن بعدما ارتفعت أسعار السلع، يرفض العديد من أصحاب المتاجر البيع بالتقسيط".
منزل أحلام عبارة عن طابق واحد ومصنوع من الطوب الأسمنتي، والسقف مُغطى برقائق مجمعة من الصلب تسمح للأمطار بالتسرب إلى المنزل، وتعيش الأم الضعيفة وأطفالها في منطقة مكتظة بالسكان في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، وتشتهر تلك المدينة الساحلية بسوق السمك النشط، حيث يتم بيع أنواع مختلفة من الأسماك الطازجة.
وبالنسبة لأحلام وآلاف العائلات الفقيرة الأخرى في اليمن، نادرًا ما تحتوي أطباق الطعام لديهم على هذا المصدر المهم للبروتين بسبب ارتفاع الأسعار، حيث يُباع الكيلو جرام من التونة بسعر 2500 ريال يمني (3.60 دولار)، وتركت الوجبات الغذائية الفقيرة من العناصر المغذية بصماتها على صوت وجسد أحلام وأطفالها.
الأم تبدو هزيلة وتبدو وكأنها امرأة مسنة، والأطفال ضعفاء جدًا ويعانون من اضطرابات النمو، إذ قالت أحلام: "الطعام متوفر في السوق، لكننا لا نستطيع شراءه".
وقد حذّر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك مؤخرًا من أن 14 مليون يمني قد يصبحون "على شفا المجاعة" خلال الأشهر المقبلة، في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلد الفقير.
ووصف لوكوك الوضع الإنساني في اليمن بأنه الأسوأ في العالم، حيث إن 75% من السكان (ما يعادل 22 مليون شخص) بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8,4 مليون شخص يعانون من انعدام أمن غذائي خطير وبحاجة إلى توفير الغذاء لهم بصورة عاجلة.