خبراء: الحديدة باتت محررة وفقا للمعطيات العسكرية
أكد خبراء عسكريون وشهود عيان وصول قوات المقاومة المشتركة المدعومة من التحالف العربي إلى مرحلة حاسمة في عملية تحرير الحديدة، الأمر الذي دفع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى إطلاق الاتهامات في كل اتجاه والزعم بأن دعوة الولايات المتحدة إلى الحوار السياسي تمثل غطاء لهجوم شامل من القوات الحكومية على مختلف الجبهات، وذلك طبقاً صخيقة ”العرب” اللندنية .
وأشار الخبراء إلى أن المدينة باتت محررة وفقا للمعطيات العسكرية بعد التوغل لمسافات كبيرة في جنوبها وشرقها والسيطرة على المنافذ الرئيسية التي تربطها بالمحافظات الأخرى، وانحسار خيارات الحوثيين إلى أدنى المستويات منذ انطلاق العمليات العسكرية.
وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم في تصريح لـ”العرب” إلى أن المعارك تسير بوتيرة عالية بالرغم من المعوقات التي تواجهها القوات المشتركة نظرا للتحوّل في طبيعة المعركة واقترابها من مفهوم حرب المدن في ظل احتماء الميليشيات الحوثية بالمدنيين وقيامها بزرع الألغام بكثافة ونشر القناصين.
ووصف أبوحاتم ما تحقق على الأرض خلال الأيام الماضية بأنه انتصارات هامة وخصوصا بعد وصول قوات المقاومة المشتركة إلى بداية شارع التسعين وتطويق مدينة الصالح من الجهة الشمالية الشرقية بالتزامن مع التقدم على محاور أخرى باتجاه دوار المطاحن في كيلو 8 حيث وصلت طلائع القوات إلى مشارف شركة “تهامة نيسان” وتمكنها من تطويق مطار الحديدة من الجهة الشرقية أيضا.
ولفت أبوحاتم إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في مسار المعركة مع بروز مؤشرات على قرب وصول القوات المشتركة إلى مناطق جديدة من بينها دوار الحلقة ودوار يمن موبايل، وهو ما يعني عزل مطار الحديدة بشكل كامل والسيطرة عليه وعلى الجهة الجنوبية للمدينة بشكل كلي وصولا إلى مدينة 7 يوليو وما بعدها.
وتوقع أبوحاتم أنه إذا استمرت العمليات بنفس هذه الوتيرة فإن “الحديدة ستتحرر خلال 72 ساعة”، مشيرا إلى أنه يجب “عدم إعطاء الميليشيات الحوثية فرصة لإعادة ترتيب صفوفها أو التقاط أنفاسها داخل الحديدة وهناك مهام عسكرية تجب مواجهتها في هذه المرحلة وفي مقدمها الدفع بقناصة لمواجهة قناصي الحوثيين وتأمين المناطق المحررة بشكل أكبر”.
وفي مؤشر على فداحة الخسائر التي تعرضت لها الميليشيات الحوثية على الأرض في مختلف الجبهات خلال الأيام الماضية، وفي محاولة لتهيئة أنصاره لخسارة الحديدة ومينائها، هاجم زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي في كلمة متلفزة له، الأربعاء، الدعوات الأميركية لإيقاف الحرب في اليمن، مشيرا إلى أن “التصعيد العسكري في الحديدة لا ينبئ بالرغبة في السلام”.
واتهم الحوثي واشنطن ضمنا بإعطاء الضوء الأخضر لدخول الحديدة قائلا “نغمة أميركا عن السلام كعملية تدشين لكل مرحلة تصعيد أشبه بشفرة تستخدم فيها مصطلحات وعبارات معينة لها مدلول يختلف كليا”، مضيفا “التصعيد العسكري في الساحل الغربي جاء عقب التصريحات الأميركية لإيقاف الحرب في اليمن، والمستوى الميداني لا ينبئ باستعداد للسلام والحوار”.