باحث إسلامي:علاقة الحوثيين بإيران سياسية فقط
أكد الباحث الإسلامي محمد عزان في حديثة لـ "جريدة العرب اللندنية" ، أن علاقة الحوثيين بإيران والمنظومة الفكرية الإيرانية لا تزال محصورة في الجانب السياسي، إلا أن الحوثيين ينتمون إلى نسخة توصف عادة بأنها الأكثر تعصبا في المذهب الزيدي.
و يقول عزان “الحركة الحوثية حركة سياسية ذات خلفية دينية تنتمي إلى المذهب الزيدي خصوصا التيار الجارودي منه، وليست لها صلة دينية بالمذهب الاثني عشري، وعلاقتها بإيران والمذهب الاثني عشري هي علاقة سياسية، وفي ظل العلاقات السياسية بين الدول والجماعات يتم تجاوز الخلافات المذهبية والسكوت عنها”.
وأضاف “الحركة الحوثية -كأي حركة سياسية قائمة على أساس ديني- تستنفر العواطف الدينية والمذهبية والعشائرية والمناطقية للاصطفاف إلى جانبها، بل إنها تستدعي ما تراه مظلوميات تاريخية لتبدو أمام أنصارها امتدادا لخط المستضعفين من أهل البيت السابقين، حتى أن الإيرانيين أنفسهم -وخصوصا المؤسسة الدينية الاثني عشرية- لم يقبلوا على الحركة الحوثية إلا حينما ظل خصومها يؤكدون للداخل والخارج أنها جزء من المذهب الاثني عشري الذي تتبناه إيران وتناضل في سبيل تخليده”.
ويقلل عزان من أهمية الخلاف الذي يشاع عن دوره في صفوف الجماعة الحوثية، نافيا وجود نقاشات فكرية تدور حول خروج الجماعة عن إجماع المذهب الزيدي، معتبرا أن هامش الخلافات لا يزال ضيقا داخل الحركة بالنظر إلى انهماكها في الحرب.
ويضيف “الجماعة تعيش حالة حرب ولا متسع للنقاش والجدل لديها في مثل هذه الأمور، على الرغم من وجود اختلافات في وجهات النظر خصوصا مع الشخصيات الدينية والسياسية المعتبرة وليس مع الأتباع الذين يحرص الحوثيون على أن يكونوا هم الأكثرية وأصحاب السطوة، لسهولة انقيادهم وتأثرهم بالدجل الديني والتدجين الإعلامي، وهذا ما كان يركز عليه حسين الحوثي وهو أحد أسباب الخلاف بيننا وبينه”.
فيما تناولت بعض وسائل الاعلام الانشقاقات التي تزايدت خلال الأشهر الأخيرة موجة عن الميليشيات الموالية لإيران، إلا أن انشقاق وزير الإعلام في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، عبد السلام جابر، عن الميليشيات المتمردة، يعد أبرز مسؤول حوثي ينشق منذ الانقلاب على الشرعية عام 2014.
وكان نائب وزير التعليم في حكومة الانقلاب عبد الله الحامدي، قد انشق في أكتوبر الماضي، مؤكدا أن الميليشيات "دمرت العملية التعليمية في اليمن، وعملت على شرعنة الجهل والعنف والتخلف".
وإلى جانب الحامدي، انشق عدد كبير من المسؤولين العسكريين والمدنيين عن حكومة الانقلاب، وقالوا إن الأمر جاء بعد أن طفح الكيل من ممارسة الميليشيات.