تحليل: حول الجدل الدائر عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة

الأربعاء 16 إبريل 2025 17:58:37
تحليل: حول الجدل الدائر عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة

حول الجدل الدائر عن ثورة 14 أكتوبر الخالدة

ثابت حسين صالح*

وسط الجدل الذي دار ويدور حول ثورة 14 أكتوبر 1963، ينبغي التأكيد على أهمية وعظمة هذه الثورة في إجبار الاحتلال البريطاني على الرحيل والتسليم باستقلال الجنوب، وفي بناء دولة نظام وقانون وتحقيق نجاحات وإنجازات مهمة لصالح شعب الجنوب لا ينكرها إلا حاقد أو جاهل.

لكننا ونحن نقرا تاريخ هذه الثورة والدولة ينبغي أن تكون قراءتنا موضوعية ونقدية، وليس للإساءة (لقادة ورجال الثورة من أبائنا) بل لاخذ العبرة من الماضي للحاضر والمستقبل.

الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها هذه الثورة كانت بسبب تغلغل وسيطرة الأفكار والسياسات المغامرة والمتشددة التي كان ورائها جهات كان هدفها زرع الفتن في الداخل وابعاد الجنوب عن محيطه الإقليمي والعربي والدولي.

هذه الجهات مصدرها صراحة اليمن سواء في صورة النظام الحاكم فيها أو عناصر تسللت وتغلغلت داخل الثورة والدولة الجنوبية.

في مقالات سابقة كنت قد اشرت إلى بعض التصرفات التي عكرت وعقدت من الصفو المجتمعي والمناخ السياسي والأمني.

فبينما كان الرئيس قحطان الشعبي يحاول قيادة السفينة إلى شاطئ الامان كان الجناح "اليساري" المتشدد يحاول إحراق وخرق السفينة من داخلها وخلق أعداء وهميين لها في الخارج.

تم افتعال مشاكل عديدة تتعلق بالسلاطين والمشائخ وبالتأميم وتسريح ضباط الجيش وموظفي التكنوقراط وتضييق الخناق على الراسمال الجنوبي والأجنبي وتطفيشه وقانون الجنسية...الخ.

في 20 مارس 1968 قررت قيادة الجيش اعتقال عدد من القيادات المتشددة على رأسهم عبدالفتاح إسماعيل وسالمين وصالح مصلح ومطيع، فقام هؤلاء بحركة تمرد مضادة في 14 مايو من نفس العام في منطقة المخزن بمالحافظة الثالثة (ابين).
حاول الرئيس قحطان تفويت الفرصة على المزايدين والمتشددين وأمر الجيش باطلاق سراح المعتقلين والعودة إلى ثكناته...ومحاولة التوفيق بين الاراء المتشددة والمعتدلة للوصول إلى قوانين وإجراءات متوازنة وواقعية... لكن الجناح المتشدد سارع الخطى للإنقلاب على الرئيس قحطان الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي فيما سماها بالخطوة التصحيحية يوم 22 يونيو 1969واعتقال الرئيس ووضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته عام 1981م.

التفاصيل كثيرة والدلائل دامغة...والمحطات المؤلمة عديدة، لعل اهمها إسقاط طائرة الدبلوماسيين عام 1973 التي كان على متنها خيرة رجال الدولة الجنوبية المخضرمين والمخلصين وعلى راسهم سيف الضالعي ومحمد صالح عولقي، وما تلاها من عمليات "لجنة أمن الدولة"، مرورا بالإنقلاب على سالمين نفسه وليس بآخرها أحداث يناير 86 واخطرها على الإطلاق اعلان الوحدة مع اليمن في 22 مايو 1990م.

سنعود بإذن الله تعالى إلى موضوع السلاطين وقرار تشكيل اللجنة التحضيرية لمجلس شيوخ الجنوب العربي في مقال لاحق.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

الدراسات والتحليل

السبت 10 مايو 2025 13:36:54