تحليل: خلفيات ومقتضيات تأسيس مجلس شيوخ الجنوب العربي
خلفيات ومقتضيات تأسيس مجلس شيوخ الجنوب العربي
ثابت حسين صالح*
بالعودة إلى موضوع سلطنات وامارات ومشيخات الجنوب العربي من المفيد التذكير بأبرزها: سلطنة المهرة ـ السلطنة الكثيرية، السلطنة القعيطية، السلطنة الواحدية.، بيحان، العوالق العليا، العوالق السفلى، العواذل، دثينة، يافع العليا، يافع السفلى، السلطنة الفضلية، الأميري “الضالع”، العلوي، الحواشب، سلطنة العبادل “لحج”، العقربي، الصبيحة...وبالطبع واضافة الى محمية عدن وهي عاصمة الجنوب العربي.
حتى يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967 كانت كل هذه المكونات تسمى الجنوب العربي... وكل السلاطين والأمراء والمشائخ كانوا ضمن سلطة حكومة الاتحاد وخاصة منذ الخميسينات.
أما السلطة السياسية العليا فظلت بيد المندوب السامي البريطاني.
لكن سلطة الجبهة القومية التي سمت الجنوب العربي بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم استبدلت بعد انقلاب 22 يونيو 1969 كلمة الجنوبية بكلمة "الديمقراطية" في توجه واضح لطمس الهوية الجنوبية واعتبار الجنوب مجرد فرع لليمن.
وبرجوع كاتب هذه السطور إلى محاضر اجتماعات واتفاقات الدولتين تأكد من عمليات القفز على الواقع واحراق المراحل.
ففي الوقت الذي كانت كل اللقاءات والاتفاقات تعلن وتوقع باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ثم باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، على سبيل المثال في لقاء وزيري خارجية الدولتين سيف الضالعي وحسن مكي عام 1968 ولقاء رئيسي الوزراء محمد علي هيثم ومحسن العيني عام 1970 في تعز.
وهكذا في كل الاتفاقيات...حتى تم اعلان الحزب الاشتراكي اليمني وثم حرب 1979 واتفاق الكويت بدأت مرحلة تذييل التوقيعات باسم "الشطر الجنوبي" و"الشطر الشمالي"، بدلا من (ج.ي.د.ش) و (ج.ع.ي)!!!
وعودة إلى موضوع السلطنات والإمارات والمشيخات...ألغت الجبهة القومية كل هذه المسميات وقسمت الجنوب إلى محافظات ومديريات ومراكز واحياء ووحدات سكنية.
وبقدرما أدت هذه الإجراءات إلى سيادة القانون...فقد تعرض السلاطين والأمراء والمشائخ إلى القتل أو التهجير القسري.
لذلك وفي اطار المراجعة التاريخية الشاملة للمراحل السابقة جاء قرار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بتشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس مجلس شيوخ الجنوب.
ماذا يعني هذا القرار وما مستقبل النظام السياسي لدولة الجنوب العربي اامنشودة؟
*باحث ومحلل سياسي وعسكري
