تحليل: في الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت


في الذكرى التاسعة لتحرير ساحل حضرموت
ثابت حسين صالح*
لا غرابة أن يرفع الجنوبيون شعار "حضرموت هي الجنوب والجنوب حضرموت".
هذه المحافظة تقدر مساحتها ب 193 الف كم مربع وهي أكبر محافظات الجنوب والأكثر إنتاجاً واحتياطاً للنفط، بالإضافة إلى امتلاكها ثروات سياحية ومعدنية وسمكية وزراعية وغيرها وارث تاريخي وحضاري ضارب جذوره في أعماق التاريخ .
كانت "حضرموت" ومازالت وستظل بإذن الله لاعباً أساسيا في المشهد الجنوبي وتولى عدد من رجالها رئاسة الدولة والوزارة والمناصب القيادية العليا السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية منهم على سبيل المثال لا الحصر: علي سالم البيض، حيدر العطاس، صالح منصر السييلي، صالح ابوبكر بن حسينون، فيصل بن شملان، فرج بن غانم، صالح باصره...الخ.
وحاليا يعد اللواء فرج سالمين البحسني، أحد رجال حضرموت الذين جمعوا بين الإدارة والقيادة والعسكرية والسياسية، وهو قائد معركة تحرير ساحل حضرموت، وهو أكاديمي عسكري حاصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية بامتياز مع مرتبة الشرف من أكاديمية المدفعية الروسية، وتقلد عدداً من المهام والمسؤوليات العسكرية في دولة الجنوب واخرها عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي...إضافة إلى اللواء احمد سعيد بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعلي الكثيري رئيس الجمعية الوطنية.
معركة التحرير:
جرت معركة تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في أبريل 2016.
عملية التحرير لم تأت ارتجالا، بل جرى التحضير لها بشكل مدروس وبدعم من دول التحالف العربي، عبر تشكيل قوة بشرية من أبناء المحافظة مدعومة بوحدات عسكرية جنوبية محترفة، وتسليحها وتموينها وتدريبها في مناطق صحراء حضرموت (رماه وثمود) والهضبة قبل عدة أشهر من بدء المعركة.
وعندما أصبحت هذه القوة جاهزة، أُعدت خطة الهجوم على معاقل "القاعدة" في "المكلا" من ثلاثة محاور، الأول من "الضبة" ميناء تصدير الزيت، والثاني باتجاه عقبة "عبد الله غريب" وصولاً إلى مطار الريان، والثالث الجهة القبلية إلى "جول مسحه" على مشارف مدينة المكلا، وقبل العملية بيوم واحد شن طيران التحالف العربي (السعودية والإمارات) غارات جوية مكثفة في الليلة الأولى على معسكرات القاعدة في ساحل حضرموت.
وفي صبيحة اليوم التالي 24 أبريل 2016، اقتحمت قوات النخبة الحضرمية من جميع الاتجاهات مدينة المكلا بغطاء من الطيران، لحسم المعركة.
استشهد في هذه المعركة من قواتنا 340 شهيداً، بينما قُتل400 من العناصر الإرهابية، وأُسر عدد كبير منهم.
معركة تحرير ساحل حضرموت من القاعدة، كانت مصيرية، ولم يكن أمام أبناء حضرموت وأبناء الجنوب عامة من خيار إلا النصر.
كانت النخبة الحضرمية صاحبة اليد الطولى في تحرير حضرموت، ولم تتوقف عند تحرير مناطق ساحل حضرموت، بل واصلت تحريرها مناطق أخرى خارج ساحل حضرموت، ومنها تحرير وادي المسيني (مائة كيلومتر غرب المكلا)، وهو معقل ومعسكر الإرهابيين، كما انتشرت النخبة في مرتفعات قارة الفرس ودوعن، وتمكنت من تطهيرها.
وادي حضرموت :
تبقى أمام نخبة حضرموت مهمة انتشارها في مناطق الوادي والصحراء أسوة بمناطق الساحل، لضمان أمن حضرموت.
ولنجاح مكافحة الإرهاب والامن والاستقرار ينبغي توفر الجدية والارادة ووحدة القرار والالتفاف حول القيادة سيكون النجاح بالقضاء على الإرهاب ومن يتبناه في كل ربوع الجنوب.
كما ينبغي تأمين مناطق الحدود البرية والبحرية وخلق شراكة مجتمعية وشراكة إقليمية ودولية، باعتبار الارهاب خطر اجتماعي ووجودي على الجميع.
لحضرموت ولكل محافظات الجنوب المجد والسلام والاستقرار والازدهار.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري