خطايا غريفيث عرض مستمر.. ومطالب برفع الكارت الأحمر في وجهه
رأي المشهد العربي
يتضح مع مرور الأيام أن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لم يكن أفضل حال من سابقه في مهمة الأمم المتحدة لإنقاذ اليمن شمالاً وجنوباً في ظل تحركاته والأخطاء التي ترتكب من قبله يوماً بعد الآخر.
غريفيث أخرج ما لديه وما تحويه نواياه فهدد تارة بالتدخل العسكري لإيقاف الحرب بالحديدة، ومرة أخرى بفرض الوصاية البريطانية تحت غطاء أممي على ميناء الحديدة، لذا لا يمكن الحديث عن مارتن حتى يتضح أن لديه أجندة خاصة يحاول تنفيذها بالداخل اليمني.
وبالعودة إلى الوراء قليلاً فقد وافق مجلس الأمن في 15 فبراير 2018 على تعيين مارتن غريفيث مبعوثاً أممياً خاصاُ إلى اليمن خلفاً لـ "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، بعد أن أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن عدم اعتراض أي من أعضاء المجلس عليه.
وعقدت الكثير من الأطراف الإقليمية أمالاً كبيرة على البريطاني غريفيث باعتباره واحداً من أهم الدبلوماسيين الأوروبيين وفقاً للأمم المتحدة وهو المدير التنفيذي للمعهد الأوروبي للسلام في بروكسل، ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات والتفاوض والشؤون الإنسانية.
ورغم المناصب التي تقلدها غريفيث حيث كان المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف، والذي يتخصص في الحوار السياسي، استمر في ذلك المنصب من عام 1999 إلى عام 2010، كما عمل في السلك الدبلوماسي البريطاني ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة والمنظمة الخيرية، كما عين مديراً للشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في جنيف في عام 1994 وأصبح منسق الإغاثة الطارئة لها في نيويورك عام 1998.
ويحاول غريفيث تسويق نفسه في اليمن من خلال تحقيقه بعض النجاحات الطفيفة في سوريا فقد قام بدور دبلوماسي كبير في عملية نقل الوساطة في الأزمة السورية من الأخضر الإبراهيمي إلى ستيفان دي ميستورا عندما كان رئيساً لمكتب الأمم المتحدة في دمشق.
ويرى غريفيث أن الحرب في اليمن تختلف عنها في سوريا، لأن الحل وارد في سوريا بعكس اليمن الذي تتضاءل فيه الحلول وتتفاقم الأزمة الإنسانية أكثر فأكثر، فهي أسوأ من العراق وجنوب السودان، ليقف الرجل عاجزاً رغم ما تحويه سيرته بتطوير نماذج للحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة في عدد من البلدان في آسيا وإفريقيا وأوروبا بين عامي 2012 و2014.
ويواصل غريفيث أخطاءه في الملف اليمني بعدما فشل أكثر من مرة في عقد جلسات مفاوضات حقيقية بمشاركة كل الأطراف، متجاهلاً المحاولات الحوثية المستمرة في عرقلة المفاوضات.
وعقب زيارة الحديدة، توجه مبعوث الأمم المتحدة إلى الرياض للقاء مسؤولين في الحكومة اليمنية، وذلك بعد اجتماعه مع الحوثيين في صنعاء، حيث تقبل مراوغات الحوثيين خلال مباحثاتهم معه، وسط توقعات بأن تفشل تلك المحاولة أيضاً.
ويبدو أن غريفيث جاء بأجندة محددة من خلال وضع الوصاية الأجنبية على ميناء الحديدة وعدم إجبار الحوثيين على إنهاء ممارستهم القاتلة ضد الشعب اليمني.
وكانت المفاوضات الأخيرة التي نظمت برعاية الأمم المتحدة بجنيف في سبتمبر 2018 فشلت، إذ لم يشارك الحوثيون بداعي عدم حصولهم على تطمينات بإمكان العودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، كما منعوا من اصطحاب جرحى معهم انطلاقاً من مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف العسكري بالحركة فيه.
وكان غريفيث زار الجمعة مدينة الحديدة الواقعة غرب اليمن، مؤكداً أنه اتفق مع الحوثيين على إجراء مفاوضات حول قيام الأمم المتحدة بدور رئيسي في ميناء المدينة.
وسبق أن اتهم وزير الخارجية اليمني غريفيث بالسعي إلى إرضاء الحوثيين بعدم تحميلهم المسؤولية صراحة في فشل محادثات السلام في جنيف.
وقال خالد اليماني في وقت سابق، إن تصريحات المبعوث الخاص كانت مع الأسف تعمل على ترضية الجانب الانقلابي والتماس الأعذار له.
ورغم تصريحات غريفيث التي قال فيها إنه يسعى إلى إيجاد حلول ودعم دولي في تحقيق مسيرته في اليمن، وذلك لإنهاء الصراع وتطبيق القرار الصادر من الأمم المتحدة 2216 الخاص بالشأن اليمني، من خلال إجراء مشاورات ولقاءات دبلوماسية متعددة، إلا أن تلك المحاولات لا تعتبر بالقدر الكاف لإنجاح المفاوضات.
فيما شن ناشطون على مواقع التواصل هجوماً حاداً على المبعوث الأممي في اليمن لاتهامه بمساندة المليشيات الحوثية، بل ومحاولة فرض الوصاية البريطانية على الحديدة .
وأطلق النشطاء هاشتاج "#غريفث تجاوز مهمته" عبروا فيها عن استنكارهم للطريقة المريبة التي يتبعها المبعوث الأممي في تعامله مع مليشيا الحوثي، إلى جانب اتهامه بتجاوز مهمته كوسيط إلى كونه ذراعاً تستخدمه المليشيا لمنع أي تقدم للجيش والتحالف.
يشار إلى أن غريفيث هو المبعوث الثالث للأمم المتحدة في اليمن بعد جمال بن عمر، وإسماعيل ولد الشيخ، وقد فشل بن عمرو وولد الشيخ في إقناع الحوثيين بإنهاء الانقلاب.