شباب الحديدة يعمقون جراح الحوثي..لا مفر من الانسحاب

الجمعة 30 نوفمبر 2018 20:02:20
شباب الحديدة يعمقون جراح الحوثي..لا مفر من الانسحاب

رأي المشهد العربي

تنتقم مليشيا الحوثي الانقلابية من شباب محافظة الحديدة المطلة على ساحل البحر الأحمر بعد رفضهم لعملية التجنيد الإجباري والانصياع لأوامر الانقلابيين، بعد الخسائر التي تكبدتها المليشيات في معارك الساحل الغربي بفضل القوات المشتركة المدعومة من التحالف العربي.

وتمكنت القوات المشتركة، من دحر المليشيات الانقلابية والتوغل داخل مدينة الحديدة، بدعم من طيران التحالف العربي، وبدأ بعض شباب الحديدة في مهاجمة الميليشيات الانقلابية، واستهداف مواقعها بهجمات متفرقة ومباغتة، وتمكنوا من القضاء على طقم عسكري يخص المليشيا الكهنوتية بمنطقة السلخانة في حي الزهور.

وتأتي شجاعة شباب الحديدة، بالرغم من الإجراءات القمعية التي تتخذها المليشيات الحوثية المدعومة من نظام الملالي، ضد السكان المقيمين داخل المدينة، ما تسبب أيضا في انقسام قيادات المليشيا وبدأوا في تغيير قيادات الصف الأول بعد الخسائر التي تكبدوها في الحديدة، وباتوا يحسبون ألف حساب لانتقام الأهالي منهم بعدما نكَّلوا بهم طوال الفترة الماضية، إذ يعلم مسلحو الحوثي أنهم باتوا يقعون بين فكي كماشة، فقوات المقاومة والقوات المشتركة من أمامهم، وغضب الأهالي من خلفهم، وطائرات التحالف العربي من فوقهم.

وشنت مليشيات الحوثي الإيرانية حملة مداهمات واعتقالات طالت عشرات المنازل في مختلف أحياء الحديدة، تزامنت مع قطع كامل لشبكة الإنترنت عن المدينة اليمنية.

وواصل المتمردون اقتحام منازل المواطنين في مدينة الحديدة والتمركز بداخلها، وكذلك حفر الخنادق وإقامة الحواجز وزرع الألغام قرب منازل أخرى.

وقالت مصادر محلية إن الحوثيين اقتحموا عددا من المنازل التي نزح أهلها منها في الحي التجاري والكورنيش وأحياء أخرى في المدينة، وقاموا بتحويلها إلى مقرات عسكرية لهم.

وذكرت أن المتمردين أغلقوا الشوارع والأزقة في مسعى لصد قوات المقاومة المشتركة، التي حققت تقدما في عمق المدينة من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية، رغم الحواجز الإسمنتية والخنادق الحوثية.

ويجري تضييق الخناق على الحوثيين الذين يتحصنون بالمباني السكنية ويتخذون المدنيين دروعا بشرية.

يأتي ذلك، فيما أفادت مصادر محلية بمدينة الحديدة بأن عشرات الشباب قاموا بإحراق دورية لمليشيات الحوثي الإيرانية، بالزجاجات الحارقة في حي الزهور بمنطقة السلخانة، مما تسبب في إحراق سيارة الدورية وإصابة من كانوا على متنها.

وأكدت تقارير إعلامية أن هجوم الشباب على المليشيا، يأتي بعدما استهدف مسلحو المليشيات سكان الحديدة، وشنَّوا حملة مداهمات واعتقالات بحق المدنيين في مختلف أحياء المدينة، لمنع الأهالي من نشر هزائم الميليشيا على يد القوات المشتركة، منعًا لانهيار الروح المعنوية لأتباع الميليشيا.

كما تأتي تلك الواقعة عقب الهجوم الذي شنَّه شباب من سكان المدينة، على مركز للشرطة كانت المليشيات تتخذه مقرًّا لمسلحيها، وهو الهجوم الذي أثار الفزع في قلوب الحوثيين؛ لأنه وقع في منطقة محصنة خاضعة لسيطرتهم.

صراع القيادات

وقالت مصادر مسؤولة، إن الحوثي أصدر توجيهات بتغيير المشرفين في صنعاء.وأكدت تقارير إعلامية عن مصدر مقرب من الحوثيين "أن الحوثي أصدر توجيهات بتغيير المشرفين في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم واعتقالهم واستبدال بهم مشرفين جددا ينتمون إلى صعدة جرى تدريبهم على أيدي خبراء إيرانيين، بينهم 200 مشرف عادوا إلى اليمن قبل أشهر قادمين من طهران بعد تلقيهم دورات عسكرية وطائفية".

ولفت المصدر إلى "أن الأيام القادمة ستشهد تغييرات جوهرية في قيادة المليشيا ومشرفيها العسكريين والإداريين، متوقعا عدم حدوث صدامات، موضحا أنه "لدى عبد الملك الحوثي معلومات عن خيانات تمارسها قبائل صنعاء وعمران وحجة والمحويت وذمار وبعض العائلات ذات الارتباط الطائفي بالمليشيا ولا تنتمي إلى صعدة".

وتصاعدت حدة الخلافات بين مليشيا الحوثي ما أدى إلى تنازع الصلاحيات بين قياداتها في صنعاء نتيجة الهزائم المتلاحقة على مختلف جبهات القتال، وفجرت سطوة قادة المليشيا الذين ينتمون إلى صعدة غضبا في أوساط غير المنتمين إليها، وسط اتهامات بالخيانة.

ووصلت حدة الخلافات إلى حد الاقتتال في منطقة نهم شمال شرقي صنعاء، ما أدى إلى قتل عدد من الحوثيين بينهم قائدان ميدانيان وجرح آخرين، وعزت مصادر مقربة هذا الاقتتال بسبب إصدار عبدالملك الحوثي للقيادي القادم من صعدة أبو يوسف الصعدي أوامر باختطاف العناصر المنتمية إلى مديرية نهم متهماً إياهم بـ«الخيانة».

وأفادت مصادر قبلية في مديرية نهم "بأن المسلحين القادمين من صعدة بقيادة الصعدي اعتقلوا قائد المليشيا «أبوحرب» من إحدى النقاط التي يشرف عليها واعتدوا عليه بالضرب لكن مسلحي «أبوحرب» حاصروا المنزل واشتبكوا مع عناصر صعدة.

وذكرت المصادر "بأن المليشيا عمدت إلى اختطاف مسلحيها، واتهامهم بالتخاذل والخيانة والوقوف وراء الهزائم التي تتعرض لها".