ألغام مليشيا الحوثي.. خطر مستمر إلى ما بعد الحرب

الثلاثاء 25 ديسمبر 2018 20:00:00
ألغام مليشيا الحوثي.. خطر مستمر إلى ما بعد الحرب

رأي المشهد العربي

على مدار أكثر من 3 سنوات يشهد اليمن انتهاكات مليشيا الحوثي الانقلابية والمدعومة من إيران، والتي تمارس حرباً نفسية دمرت معنويات شعب يحاوطه الخوف من كل اتجاه، فالسماء ممطرة بقذائف الحوثي، وأصوات الرصاص تأتيه من كل حدب وصوب، حتى الأرض باتت غير آمنة فكل شبر بها يضج بما زرعته أيادي الخبث. 

وتتواجد الألغام بكثرة تحت رمال الصحراء المتغيرة ووسط حطام طرقات الطرق في المناطق الحضرية وداخل المدارس المهجورة وبعضها ينطلق في أخف لمسة، فمنذ عام 2016 تسببت الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات اليدوية التي زرعها الحوثيون في مقتل ما لا يقل عن 222 مدنياً، وإصابة آخرين في 114 حادثة وفقاً لـ ACLED.

ويعد أطفال اليمن أكثر ضحايا تلك الألغام التي زرعها الحوثي في أرض اليمن دون وازع من ضمير أو مراعاة لأي دساتير وقوانين إنسانية.

وبحسب تقرير لوكالة "أسوشييتدبرس" الأمريكية، الاثنين، فإن الألغام التي يزرعها الحوثيون في اليمن تُشكل الخطر الرئيسي بعد انتهاء الحرب، إذ تنتشر في معظم المناطق اليمنية لكنها غير مكتشفة.

وينقل التقرير تأكيد خبراء متفجرات أن الألغام التي يزرعها الحوثيون لترهيب السكان ستظل تشكل خطراً كبيراً للأجيال القادمة في اليمن رغم الجهود التي تبذل لإزالتها.

ووفقا للتقرير فإن الحوثيون يزرعون ألغاماً نهبوها من الجيش في بداية الحرب، وإنها تشمل ألغاماً مضادة للدبابات والأفراد، مضيفاً أن ألغام الجماعة قتلت أكثر من 222 مدنياً وجرحت ما يقارب من 114 حتى الآن.

إلا أن الأمم المتحدة استبعدت صحة هذه الإحصائية، معتبرة أنها أقل بكثير من الواقع نتيجة صعوبة الحصول على تقديرات دقيقة في الحرب، ونسبت الوكالة للأمم المتحدة قولها إنه تم اكتشاف ألغام في البحر الأحمر وهي مشابهة للألغام التي تستخدمها إيران.

ومن جانبه قال مدير مشروع "مسام" لإزالة الألغام أسامة القصيبي إن الألغام تسببت في مشكلة كبيرة، فهي تصيب الأشخاص العاديين، مضيفاً "من الممكن أن يصاب أحد أفراد الجيش خلال المعركة ، ولكن المؤسف أن تصاب طفلة فهذا بالفعل مأساة"، واعترف مسؤول بأن الحوثيون يستخدمون الألغام على نطاق واسع.

ووصف القصيبي اليمن بأنه أصبح الدولة الأكثر ازدحاماً بالألغام في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى أن عملية إزالة الألغام "تتطلب سنوات عديدة".

وختم في تصريحات للوكالة الأمريكية : " لا يمكنك إعادة إعمار اليمن دون معالجة هذه المشكلة الخطيرة، وعندما تنتهي الحرب سنكون نحن أول من يبدأ في الساحة قبل إطلاق عملية إعادة البناء".

و قال مصدر عسكري إن مشروع "مسام" السعودي نجح في ظرف 10 أيام فقط في ديسمبر الجاري في نزع3657 لغماً حوثياً بعدة مناطق محررة في اليمن.

وأكد المصدر في تصريحات لصحيفة "الوطن" السعودية، أن "مشروع مسام في اليمن منذ إطلاقه وحتى اللحظة نزع 26609 ألغام بجهود احترافية خاصة ف غياب الخرائط".

وأضاف المصدر، أن الألغام تسببت في إعاقة المدنيين بسبب زراعتها بطرق عشوائية، وتعمد الحوثيين إتلاف خرائط الألغام لإزهاق أرواح المدنيين وترويعهم.

واتهم وزير الصحة في حكومة هادي ناصر باعوم، مليشيا الحوثي بإعادة برمجة الألغام المضادة للدبابات، إذ إنها كانت تستدعي ضغطاً بمقدار 100 كلجم لتنفجر لتقليل هذا الضغط إلى 10 كلجم؛ ما يعني أن اللغم يمكن أن ينفجر في حال سير طفل صغير عليه.

من جانبه زعم اللواء في ميليشيا الحوثي يحيى السريع، أن المليشيات تستعمل الألغام فقط في ساحة المعركة وليس في المناطق المدنية، مضيفاً أن مليشياته حددوا أماكن الألغام التي زرعوها، وبإمكانهم إزالتها في أي وقت.

وقال أسامة الغصيبي مدير برنامج إزالة المتفجرات في اليمن، إن الألغام التي تزرعها المليشيات في كل مكان باليمن، تمثل خطراً أكيداً للملاحة البحرية ووسائل الاتصال البحري، وإن هذا الخطر يمكن أن يستمر لفترة ما بين 6 إلى 10 سنوات.