ظنت اللغم الحوثي لعبة.. «كرامة» مأساة طفلة وقعت ضحية المليشيا

الأربعاء 26 ديسمبر 2018 14:36:23
 ظنت اللغم الحوثي لعبة.. «كرامة» مأساة طفلة وقعت ضحية المليشيا
يعاني الأطفال في اليمن من انتهاكات المليشيا الانقلابية المستمرة، ففي منطقة الجدعان بمحافظة مأرب تحولت حياة "كرامة ناجي الأعرج"، ذات السنوات السبع إلى مأساة حقيقية، عندما سلبتها المليشيا من طفولتها، بعدما انفجر فيها أحد ألغام الموت التي زرعتها المليشيا لتحصد أرواح وأقدام الأبرياء من الأطفال.
كرامة طفلة لم تقترف ذنباً في الحياة سوى أنها ظنت أن اللغم لعبة مسلية، وأقبلت عليها بوداعة وفضول، فكان ردها قاسياً جداً، وحوّلتها إلى شبح طفلة تحمل بين الأيادي ولا تقوى على مبارحة الموضع الذي تترك فيه.
ويقول ناجي الأعرج، والد الطفلة كرامة: «انفجرت العبوة بجانب منازلنا التي سيطرت عليها المليشيا قرب جبل طريف، بينما كان الأطفال يلعبون.. فجأة انفجرت العبوة في ابنتي فأصيبت بشظايا وتمزقت أوتار قدميها». 
ويضيف أنها «خضعت لعملية جراحية، ولكنها باءت بالفشل ولم تستطع أن تمشي بعدها، وعرضنا الحالة على طبيب المفاصل والأعصاب، وأخبرنا أنها تحتاج إلى جراحة تطويل الوتر».
وتقول كرامة وملامح وجهها ترتسم عليه براءة الطفولة ومرارة المأساة شارحة ما حدث معها: «وجدت عبوة وحملتها بين يدي وانفجرت.. وحملني أبي».
وتضيف شارحة: «انفجرت وسط قدمي». 
وتؤكد كرامة أن الأطباء قالوا لها إن أوتار القدم تقطعت، وإنها لا تستطيع المشي إلا باستخدام العكازات، وفي حال عدم توافرها فإنه يجب أن يساعدها والدها.
مأساة كرامة لم تتوقف هنا فقط، حيث إن إجرام الحوثي منعها من إكمال تعليمها والذهاب إلى المدرسة، وتقول بشأن ذلك: «لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة، لأنه لا يوجد من يساعدني كما أن مدرستي بعيدة».
وختمت كرامة حديثها لفريق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) بكلمات تتقطع لها القلوب عن أمنيتها وحلمها قائلة: «أمنيتي أن أتعالج وحلمي أن أمشي على قدمي».
كرامة ليست الطفلة الوحيدة في اليمن التي سلبتها الألغام أحلى أيام العمر وأكثرها عذوبة وهناء، فهذه الطفلة المظلومة ليست إلا عينة من عينات شتى من أطفال اليمن الذين سحقت أيامهم الألغام وتلاعبت بهم إلى أبعد الحدود، وطوت سنين عمرهم سريعاً، فكبروا بهمومهم قبل أوانهم.