خبراء فرنسيون: الوضع في اليمن كارثي.. والحوثيون طرف غير جدير بالثقة

الأربعاء 26 ديسمبر 2018 14:43:15
خبراء فرنسيون: الوضع في اليمن كارثي.. والحوثيون طرف غير جدير بالثقة
تستمر مليشيا الحوثي الانقلابية في خرق كافة الاتفاقيات الموقعة بمشاورات السويد، وهو ما استنكره خبراء فرنسيون، بعد رفض المليشيا زيارة وفد برنامج الغذاء العالمي لمدينة تعز.
ودان برلمانيون وحقوقيون فرنسيون منع ميليشيا الحوثي لوفد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من زيارة مدينة «تعز» ـ جنوب غرب اليمن - للوقوف على احتياجات سكان المدينة من المواد الغذائية والدوائية، مؤكدين أن ممارسات ميليشيا الحوثي الانقلابية تعد خرقاً سافراً لاتفاق السويد، وكل الاتفاقيات الدولية والإنسانية، ومؤشراً واضحاً على مراوغة الحوثيين وتعمدهم إفشال مساعي حل أزمة البلاد، وأن الحوثيين طرف غير جدير بالثقة.

مراوغة لكسب الوقت
وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي عن حزب الجمهوريين، بيير كوردير، لـ«البيان»، إن لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي تلقت بانزعاج شديد أنباء منع وفد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من زيارة مدينة تعز، وهو ما اضطر الوفد إلى تأجيل الزيارة للأسبوع المقبل، حيث كانت الزيارة تهدف بحسب ما أعلنته إدارة البرنامج، تفقد المدينة ومعاينة حالة المواطنين للوقوف على الضروريات المطلوبة للسكان.
وهذه الممارسات تمثل خرقاً سافراً لاتفاقية السويد، ومؤشراً واضحاً على مراوغة ميليشيا الحوثي لكسب الوقت، كونها ليست المرة الأولى التي يحتجز فيها الحوثيون شحنات إغاثية وإنسانية لإذلال المواطنين وإجبارهم على إلحاق أطفالهم بالقتل بين صفوف الميليشيا، كما تقوم العصابات الانقلابية بالمتاجرة بالشحنات الغذائية المصادرة لجني المال، لذلك هم يرفضون وصول فرق برامج ومؤسسات الأمم المتحدة إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم لعدم الكشف عن حجم المآسي التي تسببوا فيها.

جرائم مرعبة
من جهته، قال عضو الأمانة العامة للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان بباريس، كارولين موريسمو، إن أزمة اليمن معقدة للغاية، وتحتاج إلى جهود جبارة لحلها، فإلى جانب الأمراض والأوبئة ودمار البنية التحتية، والمجاعات المنتشرة في كل مكان، والتي جميعها من صنع ميليشيا الحوثي، هناك خطر كبير ممتد الأجل أثارته وكالات الأنباء العالمية بناء على تقارير أممية، وهو «الألغام» التي زرعتها ميليشيا الحوثي في كل مكان داخل اليمن.
والخطير أنها مازالت تزرع هذه الألغام بشكل مكثف في الحديدة رغم اتفاقية ستوكهولم، وهذا مؤشر خطير على سوء النية، والمراوغة وتعمد التلاعب بالجميع، والمؤكد للجميع الآن ـ رغم تعمد الإنكار الدولي - هو أن الحوثيين طرف غير جدير بالثقة، وبحث الحالة الإنسانية لسكان اليمن وخاصة المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيا يجب أن يأخذ حيزاً أكبر من اهتمام الأمم المتحدة، فالجهود المبذولة في هذا الصدد غير كافية.
استغلال المدنيين
بدوره، أشار عضو منظمة الإغاثة الشعبية بباريس، جوستاف برجسون، إلى أن الوضع الإنساني في اليمن كارثي بكل المقاييس، لا سيما أن ميليشيا الحوثي تتعمد بشكل واضح الالتفاف على اتفاقية التهدئة التي جرى التوقيع عليها برعاية الأمم المتحدة في العاصمة السويدية، حيث قامت الميليشيا بتهجير سكان الحديدة الأصليين وإحلال آخرين موالين لهم محلهم قبل دخول اتفاقية التهدئة حيز التنفيذ.
وهذا الأمر يوضح سوء النية المبيتة، إلى جانب منع وفود المنظمات الأممية والبرامج الإغاثية من الوصول إلى المناطق المتفق عليها، والهدف من هذه الممارسات هو الالتفاف على الاتفاقية وزرع عناصر مسلحة في صورة مدنيين داخل الحديدة، لتكون عملية إخلاء المدينة من حيث الظاهر لكن في الباطن تظل الميليشيا مسيطرة عليها وتمارس فيها جرائمها كما كانت، كما يتعمد الحوثيون وضع العراقيل أمام أي محاولة أعمار أو إنقاذ أو دعم للسكان لهدف واحد هو الإصرار على استغلال المدنيين كوسيلة ضغط على المجتمع الدولي.