«الأزمات الدولية» تحذّر من تحول العراق إلى ساحة مواجهة بين أميركا وإيران

الخميس 17 يناير 2019 11:37:41
«الأزمات الدولية» تحذّر من تحول العراق إلى ساحة مواجهة بين أميركا وإيران
حذّرت «مجموعة الأزمات الدولية» من تحول العراق إلى ساحة المواجهة الرئيسية بين الولايات المتحدة وإيران، فيما سعى رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى احتواء الانتقادات المتزايدة للوجود الأميركي من جانب الفصائل الموالية لطهران، وأعلن أن أكثر من 25 في المائة من القوات الأجنبية انسحبت من البلاد خلال عام 2018.
وتوقّعت دراسة أعدتها «مجموعة الأزمات الدولية» أن العراق قد يتحمل العبء الأكبر في حال تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة. وقالت المجموعة التي تبحث في طرق لمنع الحرب إنها أجرت مقابلات مع مسؤولين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إيران، من أجل إعداد تقرير شامل عن الوضع بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقّعته طهران والقوى الكبرى في 2015.
ورأت المجموعة أنه «من المرجح أن تواصل إيران الامتثال للاتفاق، إذ ترى نفسها على أنها تتصرف من منطلق أخلاقي وقادرة على انتظار ما سيحل بالرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يواجه انتخابات العام المقبل»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. لكن الدراسة أضافت أن حسابات طهران يمكن أن تتغير إذا انخفضت صادراتها النفطية التي بلغت 3.8 مليون برميل في عام 2017 إلى أقل من 700 ألف برميل يومياً، وهو مستوى يمكن أن يؤدي إلى تضخم مفرط، وإلى تكثيف الاحتجاجات المحلية التي يبدو أن الحكومة قادرة حتى الآن على التعامل معها.
لكن إذا قررت إيران الانتقام من الولايات المتحدة، رأى التقرير أن «طهران قد تجد أن خيارها الأمثل هو توظيف وكلائها في الشرق الأوسط، وهو مسار قد يكون غامضاً بدرجة كافية لتجنب رد فعل أوروبي قوي».
ونقل التقرير عن مسؤول كبير في الأمن القومي الإيراني قوله إن المسرح المحتمل لذلك هو العراق، حيث ترتبط الميليشيات المنتمية إلى الأغلبية الشيعية بعلاقات وثيقة مع طهران. وقال المسؤول إن «العراق هو المكان الذي نمتلك فيه الخبرة، وإمكانية الإنكار والقدرة اللازمة لضرب الولايات المتحدة من دون الوصول إلى العتبة التي يمكن أن تؤدي إلى رد مباشر».
وأضاف أن «إيران منخرطة أيضاً بشكل كبير في سوريا ولبنان، لكن الوضع فيهما هش، وقد تفقد طهران مكاسبها». وأشار إلى أن «لدى إيران قدرة تحرك محدودة في أفغانستان، في حين أن تصعيد الدعم للمتمردين الحوثيين في اليمن سيضرّ بالسعودية أكثر من الولايات المتحدة».