الداخلية الجزائرية تتوعد مجموعات تحرض على الهجرة عبر مراكب الموت

السبت 19 يناير 2019 19:57:36
الداخلية الجزائرية تتوعد مجموعات تحرض على الهجرة عبر مراكب الموت
هدد وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، اليوم السبت، بملاحقة مجموعات شبابية وصفها بأنها تبث اليأس والإحباط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجع على الهجرة السرية عبر قوارب الموت بعرض البحر.
وقال بدوي في افتتاح أعمال لقاء حكومي حول “الحرقة”، مصطلح محلي يعني رحلات الهجرة غير الشرعية بطريق البحر، إن “السلطات الأمنية تلقت أوامر مركزية بفتح تحقيقات معمقة حول هويات أشخاص يعملون على بث الإحباط عبر صفحاتهم؛ بغرض تحقيق مكاسب والاستثمار في مأساة الضحايا”.
وأعلن عن أن “عدد المفقودين من الذين انطلقوا عبر قوارب البحر ولم يظهر لهم أي أثر، قد تجاوز 4000 شخص، والأبحاث جارية بشأنهم لغرض معرفة مصيرهم”، مشيرًا إلى أنه “يجري استغلال معلومات عن مسار الهجرة من محيط الأسر”.
وذكر أن “التحقيقات أثمرت خلال الفترة الأخيرة، في كشف خيوط مجموعة من الشبكات سمحت بفتح نحو 200 قضية على مستوى القضاء، وتقديم 344 شخصًا أمام الجهات القضائية خلال سنة 2018، أدين 24 منهم بالسجن النافذ”.
وتابع، أنه “تم التوصل إلى وجود 51 صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحرض على الحرقة، تستغل هذا الفضاء لنشر البؤس والإحباط، صفحات أعدت ملفات قضائية ضد أصحابها”.
ولفت إلى أن “الحكومة في وضع استنفار لوقف نزيف هروب الشباب عبر قوارب الموت”، نافيًا “تخلي السلطات عن أبنائها مثلما تتهمها المعارضة وقطاع واسع من النشطاء الذين ينتقدون صمت السلطة وتورطها في تيئيس الشباب من الوضع المعيشي”.
وأعرب الوزير عن “افتقاده للعبارات والألفاظ المناسبة لوصف ذلك الإحساس الرهيب ونحن نرى شبابنا اليافع الطموح، وهو يركب قوارب الموت التي تأخذه إلى مغامرة محفوفة بالمخاطر، تبدأ بالسقوط في مصيدة تجار الموت التي تنسج له حلمًا كاذبًا، ثم تصير به إلى رحلة غير محسوبة، إما تغدر به في أعالي البحار أو تدفعه موقوفًا أو مسجونًا، وفي أحسن الحالات ضائعًا وهائمًا وغريبًا”.
إزاء ذلك، قال حقوقيون إن “ارتفاع مؤشّرات الهجرة السرية في الجزائر، خلال الأشهر الأخيرة، يعكس خطورة الظاهرة التي باتت تفتك بالشباب الجزائري”.
وقد رأى البرلماني المستقيل والمحامي البارز مصطفى بوشاشي، أن “النظام الجزائري يتحمل مسؤولية تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية وسط الشباب”، مشيرًا إلى أن “انعدام الأفق والفرص وتفشي الفساد أفقد هؤلاء الثقة في وطنهم وأدخلهم في دوامة من الإحباط”.
وقال بوشاشي في تصريحات سابقة لـ”إرم نيوز”، إن “حلم أي شاب هو الحصول على عمل دائم وتأسيس عائلة، لكن آلافًا من الشباب الجزائري إن لم نقل الملايين باتوا غير قادرين على إيجاد ما يطمحون إليه؛ وهو ما دفعهم إلى الفرار نحو وجهات أخرى، ولو تطلب الأمر المغامرة بحياتهم”.
ويشدد بوشاشي وهو رئيس سابق لرابطة حقوق الإنسان في الجزائر، على أن “الحكومة مطالبة بإيجاد حلول للظاهرة”، معربًا عن “أسفه الشديد للمشاهد المؤلمة التي يتم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي ترصد شبابًا بالغين وقصّر وفتيات وعائلات تحمل حتى الرضع، على متن قوارب الموت، في رحلة البحث عن حياة أفضل في الضفة الأخرى”.