مدينة بور التاريخية بحضرموت تحتفي بالزف السنوي لـ«القنيص» في 2019 (صور)

الأحد 27 يناير 2019 00:51:00
مدينة بور التاريخية بحضرموت تحتفي بالزف السنوي لـ«القنيص» في 2019 (صور)
سيئون - محمد مصطفى بامخرمة

احتفل أبناء منطقة «بور» بمديرية سيئون بمحافظة حضرموت يومي الجمعة والسبت، بالزف النسوي للعام 2019، وإحياءً لفعاليات التراث السنوي المعروف بأ«القنيص»، وذلك بعد عودة قناصي المنطقة، مظفرين بوعل وصيد أنثى، وغفر (إبن الوعل)

وأستقبل أبناء المنطقة عصر يوم الجمعة من مشايخ وعقال وأبناء المنطقة القناصين القادمين من وادي مدر من خلال فعالية تسمى «الدخلة» بدأت من أمام مدرسة بور إلى السوق العام للمنطقة ثم إلى بيت مقدم القنص لهذا العام عبدالله أحمد بازغيفان، مرددين الزوامل بالشعبية شعارات ومنها «قال المعنى شل خطي للبلاد * * جبت الذي قد سميلي في الكتاب».

في مساء نفس اليوم أقيم سمر القنيص بساحة السوق العام بمنطقة البلاد، حيث دخلت حويف المنطقة وهي «حافة البلاد – وحافة السحيل وبئر المديني – وحافة العرض – وحافة شقاحة والدقم – وحافة الريدة والدحقة»، حيث تفننت في لعبة الزوامل بطرق حماسية وتنافسية، كما ألقى الشعراء أثناء الزوامل عدد من الأبيات الشعرية التي يرددها أبناء الحويف مع الزوامل، في حين يستمع الحضور لفن «بني مغراه» بصوت الوالد/سعيد محمد قوقح ، حيث تم السمر وجلب البخور، وجرى تخضيب رؤوس الصيد بالحناء.

وعقب ذلك تحدث مقدم القنص، عبدالله أحمد بازغيفان، وسالم عبد بن مساعد عضو لجنة القنص، عضو المجلس المحلي، وقدما الشكر لكل من ساهم في إنجاح القنيص لهذا العام، مُشدين بدور الشباب في تحمل أعباء التنقل بين السهول والهضاب للبحث عن الصيد.

وفي صباح يوم السبت قدمت جميع الحويف في المكان المعروف بـ«الحجرة»، استعراضات جميلة، ولوحات تراثية رائعة، وزوامل قنيص متعددة، شملت جوانب الثقافة والتراث والفن والسياسة والإقتصاد ومشكلات المجتمع وغيرها من هموم الوطن والمواطن، وتركت بعدها الحجرة خالية للقناصين، ليرسموا للحضور صورة مصغرة عن عملية القناصة في الجبال والسهول والوديان، وكيف يكون اختباؤهم خلف المرابي، وخروج الصيد عبر عملية «الفشط» المعروفة ليتم رميه بوابل من الرصاص حتى يتم الظفر به، في مشاهد حقيقية عبرت جميعها عن مدى صعوبة هذه العملية وما يتعرض له القناص من متاعب ومخاطر وصعاب.

واختتمت فعاليات القنيص في بور عصر السبت فيما يسمى في عرف القناصة بـ«العشوي»، حيت جرى توحيد الحويف تحت حافة واحدة، وساروا جميعاً مرددين زوامل قنيص حتى ساحة المركز الثقافي بمنطقة بور، حيث تم الاستماع عقب ذلك لـ«بني مغراه» وتأدية رقصة «البرعة» للقنيص والضيوف، كما قدمت نشرة فكهاية ليتم بعدها تسليم الصيد للقناصين.