مدير إذاعة لحج المحلية لـالمشهد العربي: أوضاعنا مزرية.. وآمالنا معلقة على الهلال الأحمر الإماراتي (حوار)

الجمعة 1 فبراير 2019 16:50:00
مدير إذاعة لحج المحلية لـ"المشهد العربي": أوضاعنا مزرية.. وآمالنا معلقة على الهلال الأحمر الإماراتي (حوار)

في ستينات القرن الماضي، لم تكن إذاعة لحج بحاجة إلى التعريف بنفسها، فقد ذاع صيتها كأقدم الإذاعات المحلية في المحافظات الجنوبية، لكنّ الوضع الآن في 2019، انقلب - على إثر الانقلاب - رأسًا على عقب.

دفعت الإذاعةُ العريقة، ثمنًا باهظًا جرّاء الانفلات الأمني الذي ضرب المحافظة عقب الانقلاب الحوثي، ورغم الجهود المضنية التي بُذلت من أجل إعادة سيرها على الطريق الصحيح، لم يعد صوتُ أثيرها مدويًّا كما اعتاد أن يكون.

"المشهد العربي" حاور مدير الإذاعة محمد أحمد العمودي، الذي كشف عن تعرُّض معداتها للنهب حتى باتت شبه خالية من الآثاث، وأنّه رغم تمكّنهم من استعادة بعضها إلا أنّ كثيرًا من أدواتها لم تُسترجع بعد.

ويضيف أنّ الوضع الذي تعيشه الإذاعة صعب جدًا في ظل عدم جاهزية الاستديوهات وافتقارها لأبسط المقومات بالإضافة إلى عدم وجود نفقات تشغيلية، مؤكدًا أنّ آمالهم معلقة على الهلال الأحمر الإماراتي لانتشالهم من هذا الوضع.

إلى نص الحوار..

حاوره / خلدون البرحي

ــ لماذا الإذاعة خاوية على عروشها دون أي آثاث؟
أدّى الانفلات الأمني الذي شهدته لحج مع دخول مليشيا الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح للمحافظة، إلى تعرُّض الكثير من المرافق لعمليات نهب واسعة، وكانت إذاعة لحج واحدةً من تلك المرافق التي تعرضت للنهب وتفريغها من كل محتوياتها حتى وصلت إلى هذا المظهر الذي ترونه اليوم خالية من أي أثاث.

ــ هل حاولتم استعادة الآثاث التي نهبت من الإذاعة؟
كانت لدينا معلومات عن أماكن تواجد بعض الأثاث التي نهبت من الإذاعة، فقمنا بالتواصل مع السلطة المحلية في المحافظة بهذا الشأن فتدخّل ناصر محمد ثابت الخبجي محافظ لحج السابق، وشكّل لجنةً بهذا الخصوص، وجرى التواصل مع بعض الأشخاص الذين كانت لديهم بعضًا من الآثاث، وقمنا باستعادتها، ومنها جهاز الإرسال الداخلي الإف إم وجهاز الكمبيوتر الذي من خلاله نقوم بعملية البث للبرامج.

لكن لا تزال هناك الكثير من الأدوات والأجهزة مختفيةً، بينها جهاز المكسر الذي تتخطى قيمته أكثر من مليون ريال بالإضافة إلى مكتبة الإذاعة بكل ما تحويها من مواد وبرامج وأغانٍ قديمة وتراثية من الفن اللحجي الأصيل وغيرها من الأجهزة والأدوات.

ـ كيف تعملون في ظل هذا الوضع الصعب؟
بالطبع، الوضع الذي تعيشه الإذاعة صعب جدًا في ظل عدم جاهزية الاستديوهات، وتفتقر إلى أبسط المقومات مثل الكراسي والطاولات والميكرفونات وغيرها من الاحتياجات الداخلية فضلًا عن الاحتياج الأكبر وهو جهاز الإرسال الذي من خلاله يمكن تغطية المحافظة والمحافظات المجاورة بالبرامج.

كما لا توجد نفقات تشغيلية يمكن من خلالها إنتاج البرامج الخاصة بالإذاعة.. ورغم كل هذه الصعوبات إلا أنّنا لم نتوقف عن العمل منذ إعادة بث الإذاعة بعد خروج مليشيا الحوثي والمخلوع صالح بفضل جهود بعض من المساهمين والمتعاقدين الذين يعملون دون مقابل يذكر وبمعداتهم الشخصية.

ــ ما الذي قدمته السلطة المحلية بالمحافظة لإعادة عمل الإذاعة؟
لم تتوانَ السلطة المحلية بمحافظة لحج عن دعم جهود إعادة عمل الإذاعة في عهد الدكتور ناصر محمد ثابت الخبجي الذي أعاد ترميم المبنى إلى أفضل مما كان عليه في السابق ودعم الإذاعة بجهاز مكسر صغير وكمبيوتر مكتبي.

استمرّ هذا الاهتمام في عهد اللواء أحمد عبدالله تركي محافظ لحج، قائد اللواء 17مشاة من خلال دعم الإذاعة بمولد كهرباء صغير لاستمرار، وتواصل العمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وقد قام بزيارة الإذاعة واطلع على أوضاعها وطلب تقديم لائحة المتطلبات لرفد الإذاعة بما تحتاج من أدوات وأجهزة حتى تؤدي دورها على الوجه المطلوب.

أيضًا تمّ تجهيز تلك اللائحة لكن إصابة المحافظ في حادث العند أرجأ الحصول على الاحتياجات والمتطلبات حتى تحين عودته بحفظ الله ورعايته.

ــ هل تواصلتم مع جهات أخرى لدعم الإذاعة بما تحتاج من أجهزة وأدوات؟
نعم تواصلنا مع مندوب الهلال الأحمر الإماراتي بمحافظة لحج، وقدّمنا له لائحةً بأبرز المتطلبات التي ستسهم في تحسين العمل في الإذاعة، وقد طلب إحضار فواتير عرض سعر لتلك المتطلبات.

نحن الآن بصدد تجهيز هذه الفواتير وتقديمها لمندوب الهيئة عبداللاه الردفاني، ونعلق الآمال كثيرًا على الهلال الأحمر الذي لم يبخل في مد يد العون لمحافظة لحج في مختلف الجوانب الخدمية والتنموية حتى تستعيد عافيتها بعد الدمار الذي لحقها بسبب مليشيا الحوثي.