هل تلقت إسرائيل الضوء الأخضر من موسكو لإخراج مليشيات إيران من سوريا؟
السبت 2 مارس 2019 14:25:14
أفاد تقرير استخباري إسرائيلي، اليوم السبت، بأن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من موسكو، للمضي في تنفيذ استراتيجيتها الخاصة بإخراج الميليشيات الموالية لإيران من سوريا، ومنع فتح جبهة عسكرية إيرانية جديدة من الجولان السوري، ومن ثم فإن الفترة المقبلة قد تشهد استئناف الغارات الإسرائيلية داخل سوريا بشكل مكثف.
وطبقًا لما أورده موقع ”نتسيف نت“ الاستخباري، مساء الجمعة، فإن ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس فلاديمير بوتين وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء الماضي، خلال زيارة الأخير القصيرة إلى موسكو، يتعلق بنقطتين أساسيتين، سعت إسرائيل لتحقيقهما منذ شهور طويلة، الأولى تتعلق بالتواجد الأجنبي على الأراضي السورية عدا التواجد الروسي، والثانية تتعلق باستخدام التكنولوجيا العسكرية الروسية من قبل الجيش السوري النظامي، لتقويض الهجمات الإسرائيلية الجوية.
وتحدث الموقع عن ”طفرة“ في الموقف الروسي، تأتي بشكل غير متوقع، عقب أزمة كانت جميع المؤشرات تدل على أنها غير قابلة للحل بهذه السهولة، ويجري الحديث عن أزمة الطائرة الروسية التي سقطت وعلى متنها 15 ضابطا في أيلول/ سبتمبر الماضي، بسبب تكتيك متعمد اتبعته المقاتلات الإسرائيلية خلال شن غارات داخل مدينة اللاذقية السورية.
لكن الموقع يلفت إلى أن المحورين اللذين اتفق عليهما بوتين ونتنياهو مرتبطان ببعضهما البعض بشكل وثيق، حيث أعطت موسكو ”الضوء الأخضر“ لإسرائيل لمكافحة التواجد الإيراني من جانب، وتعهدت بأنها ستمنع الجيش السوري من صد الغارات، في إشارة إلى عدم تفعيل أنظمة ”S-300“ الروسية أيضا في مواجهة المقاتلات الإسرائيلية، حيث أن هذه الأنظمة تشكل العائق الأكبر بالنسبة لإسرائيل.
ومع ذلك، حذر الموقع من أن لدى ”حزب الله“ نظمًا دفاعية مضادة للطائرات في جبال القلمون وفي مدينة القصير، وقال إن دفاعات ”حزب الله“ في المعادلة الجديدة، قد تكون هي الخطر حيث أنها تشمل مدافع مضادة للطائرات، فيما يزعم أيضًا أن إيران أدخلت خلال الفترة الأخيرة مضادات طائرات إلى الأراضي السورية، ما يعني أنه حتى لو تم إجبار الجيش السوري على عدم اعتراض المقاتلات الإسرائيلية مازالت هناك إمكانية لعدم تحليق تلك المقاتلات بحرية تامة.
ويعتقد الموقع أن التفاهمات الروسية الإسرائيلية على صلة أيضًا بتوجه الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران، مشيرًا إلى أن القيادة الإيرانية أبلغت الرئيس السوري أنها تضع على رأس أولوياتها ترسيخ التواجد العسكري الإيراني في سوريا، وأن هناك استراتيجية لخلق جبهة مواجهة جديدة ضد إسرائيل من الأراضي السورية إلى جانب جبهة جنوب لبنان.
ولفت الموقع الذي يجمع معلوماته بمنهج استخبارات المصادر المفتوحة، إلى أن الرئيس بوتين قرر تغيير استراتيجية العمل، وأعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمكافحة التواجد الإيراني، بعد أن استشعر أن الخطوات التي تقوم بها طهران في سوريا تتعارض مع المصالح الروسية، بالتالي يأتي التحول الأكبر، ولا سيما الذي يبدو وأنه تعهد روسي بعدم تفعيل الأنظمة الدفاعية الروسية المتطورة التي كانت قد وصلت سوريا منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ردا على واقعة اسقاط الطائرة الروسية.
وزار نتنياهو موسكو الأربعاء، ومكث فيها ساعات معدودة قبل أن يعود إلى تل أبيب، لكنه أطلق خلال زيارته الأولى منذ الأزمة مع موسكو تصريحات بدت قوية على غير المتوقع، تدل على أن الموقف الروسي شجعه على إطلاق هذه التصريحات، التي توعدت طهران في المجمل بالعمل ضدها داخل الأراضي السورية.