في يوم اليتيم.. الحوثي يحتفل بأطفال صنعاء على أصداء التجنيد والاغتصاب

الاثنين 1 إبريل 2019 23:32:00
في يوم اليتيم.. الحوثي يحتفل بأطفال صنعاء على أصداء التجنيد والاغتصاب
لا تتوقف جرائم مليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن، ما بين تشريد وتجنيد واغتصاب وقتل، وهي جرائم واضحة ويعلمها الجميع داخل اليمن وخارجه، وتزداد هذه الجرائم بالنسبة للأيتام بفعل سيطرتها على العديد من الدور التي توظفها لصالح تقديم عناصر جديدة للقتال بشكل يومي، ومع ذلك فإنها تسعى للاحتفال بيوم اليتيم في صنعاء على وقع هذه الجرائم.
يدرك أطفال صنعاء تحديدا أن مليشيا الحوثي لا تسعى للاحتفال بهم، مثلما قامت مؤسسة الرحمة للتنمية الإنسانية، التابعة لعناصر الانقلاب، اليوم الاثنين، ولكنهم مجبرين على حضور هذه الحفلات تحت تهديد القتل، في وقت فقد الكثير منهم أصدقائهم وأقرانهم في عمليات الحوثي الإرهابية وجبهات القتال، لكنهم يضطرون للغناء والرقص والدموع تملئ أعينهم حزنا على ما وصلوا إليه من أوضاع.
وتسوًق مليشيا الحوثي لنفسها بأنها تسعى إلى رسم البسمة على شفاه الأطفال، وفي نفس الوقت تنتظر أن ينتهي الحفل لجذبهم بشكل عنيف إلى جبهات القتال، فهي بذلك تقتلهم مرة، الأولى حينما يدرك الأطفال أنهم في تمثيلية سينتهون منها وهم في الصفوف الأمامية، والمرة الثانية حينما يصبحون لا حول لهم ولا قوة أما بطش العناصر الانقلابية.
وطبقًا لإحصائيات منظمة رصد لانتهاكات حقوق الإنسان، فإن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم فى صفوف الحوثيين يفوق 18 آلاف طفل خلال الفترة من 2015 حتى 2018، وفى مركز إعادة تأهيل الأطفال المجندين التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدى جبهات الحوثى بمأرب، يوجد عدد كبي من هؤلاء الأطفال العائدين من جبهات المعارك المختلفة بمحافظات اليمن.
وأشارت وزارة حقوق الإنسان أن الميليشيات الموالية لإيران "حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين"، فيما قال وزير الإعلام اليمنى الدكتور معمر الاريانى،  خلال شهر يونيو من العام الماضي، إن أكثر من 200 طفل من المقيمين في دار الأيتام بصنعاء لقوا مصرعهم بعد قيام الحوثيين بالزج بهم فى جبهات القتال.
ولا تتوقف جرائم مليشيا الحوثي عند هذا الحد بل أنها تشترك في جرائم اغتصاب للعديد من الأطفال في مناطق سيطرتها، وذلك على أيدي قواتها الذين يكونون في غالبية الأحيان تحت تأثير العقاقير المقوية والمخدرة، ويقومون باغتصاب الأطفال من دون أن يكون هناك توثيق دولي لهذه الحالات.
وقالت مصادر محلية، إن الميليشيا الإيرانية أصدرت تعليمات لمشرفيها على الإصلاحيات المركزية التي تتواجد ضمنها أماكن لاحتجاز الأطفال دون 18 عاماً، لغسل دماغهم من خلال دورات لتجنيدهم في الحرب.
وأوضح أن مشرفي الميليشيا الانقلابية في السجون المركزية، جندوا عشرات الأطفال في سجون الأحداث، بعد تدريسهم منهج الحوثي الطائفي، خاصة عمران وذمار، وتم نقلهم إلى جبهة نهم ليلقوا حتفهم هناك وهم يقاتلون من أجل أهداف طائفية لا علاقة لهم بها، كما تستخدم آخرين في عمليات الإمداد إلى الجبهات، في انتهاك واضح لحقوق الطفولة.
بالإضافة إلى حوادث القتل والنهب وانتشار السلاح الكثيف، تشهد صنعاء حوادث اختطاف متواصل الأمر الذي أثار رعب ساكنيها على أبنائهم، فيما حمّل بعض الأهالي ميليشيات الحوثي مسؤولية سلامة أبنائهم رافضين أن يتم اقتيادهم إلى جبهات القتال.
وأفادت مصادر محلية بأن ظاهرة اختطاف الأطفال ازدادت في صنعاء خلال الأشهر الماضية، وقالت المصادر إن 8 أطفال اختطفوا- خلال أسبوعين فقط- وتركزت عمليات الاختطاف على الأطفال فوق سن التاسعة، حيث يجري اختطافهم من الشوارع العامة وفي أوقات مختلفة.
وتواصل مليشيات الحوثي حملاتها لتجنيد الأطفال في صنعاء، وإرسالهم إلى جبهات القتال، فيما يعود عشرات الأطفال والشباب أسبوعياً جثثاً هامدة إلى مستشفيات صنعاء بعد الزج بهم في صفوف الميليشيات الحوثية في جبهات مختلفة.
وبحسب مصادر مطلعه فإن مشرفي مليشيات الحوثي مستمرون في استقطاب الأطفال في أغلب الحارات والأحياء الشعبية الفقيرة المكتظة بالسكان، واستغلال حاجتهم المادية والتغرير بهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
وأوضحت المصادر أن مشرفي المليشيات الحوثية يقومون بالتغرير بالأطفال بوعود وهمية كتسجيلهم في الرعاية الاجتماعية، ودفع مبلغ 15 ألف ريال يمني لكل طفل يتم إرساله للجبهات، إضافة إلى وعود بتجنيدهم وإعطائهم أرقاماً عسكرية.