المتاجرون بأبين

من المعروف ان ابين تعاني الأمرين منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وتضاعفت المعاناة مع احداث العام 2011م، حين سلم نظام صنعاء حينها العاصمة زنجبار للعبث والإرهاب.
منذ ما بعد الحرب عانت أبين الويل، وكنا نأمل ان يهتم الرئيس هادي الذي ينحدر منها، ولو بربع ما منحه لمحافظات يمنية أخرى، بعضها لا تزال تحت سلطة الحوثيين، ولكن دون فائدة.
خلال العام الماضي، شهدت أبين الكثير من المشاريع السياسية، التي لا تخدم أبين، مجرد ان مجموعة من المرتزقة أرادوا ان تكون ابين منصة لهم ضد خصومهم، فمع كل انتكاسة يتعرضون لها يتذكرون أبين.
في العام الماضي، مولت اللجنة الخاصة السعودية شخصا يدعى وليد الفضلي، لإنشاء كيان سياسي أبيني، اعتقدت ضباط اللجنة الخاصة ان المشروع يمكن ان ينجح، لكن قطر سرعان مع اختطفت المشروع بتقرير لقناة الجزيرة، وضف اللقاء على انه للمطالبة بأطلاق سراح معتقلين، على ذمة قضايا إرهاب.
ولكن هذا المشروع تبخر سريعا، ولم يعد له الأثر، بعد ذلك عقد لقاء موسع ترأسه وزير الداخلية احمد الميسري وبتمويل ضخم، كان الهدف منه أن يضع أبين في صف من يريدون فرض مشاريع التقسيم على الجنوب.
يومها تلقيت اتصالا من الشيخ سالم العوذلي المقيم في المملكة العربية السعودية، يسأل باهتمام عن لقاء الميسري، قلت له "تطمئن الدنيا عوافي".
قال لي أوضح :"قلت له في مسؤولين حين يقل عليهم المصروف يذهبون الى وضع مقترح لاقامة فعالية مؤيدة للحكومة الشرعية، والرئاسة تتصل باللجنة الخاصة وتطلب ميزانية لهذه الفعالية، ترسل الرئاسة نصف الميزانية إلى المنظمين الذين يسرعون في إقامة الفعالية ومن ثم كل واحد يشل نصيبه ويروح..
اليوم.. نسأل فين اللقاء التشاوري "الميسري"، ذهب ولم يعد.. ولم يعد له أي اثر.. بس الطريف في الأمر ان محسوبين على اللقاء المشترك كتبوا بيان يشتموني فيه باسم "علي محمد القفيش"، علمت لاحقا انه لم يطلع على أي بيان وان من كتبه، احد المنحطين أخلاقيا، لأنه ذهب للزعم ان الرد من القفيش، وهو لا يعلم أي شيء عنه.
اليوم نشاهد لقاءات في ابين باسم المقاومة الجنوبية، في وضع يمكن ان نسأل ما هي اهداف هذه المقاومة.. هل ستذهب لتحرير مكيراس.. بكل تأكيد لا.. لم يرد في بيانهم أي ذكر لمكيراس.
الا يخجل هؤلاء الذين يريدون الحديث باسم أبين، ومقاومة أبين، هناك الكثير من القضايا العالقة باسم من تصدروا مشهد المقاومة في أبين، من بينها نهب أسلحة التحالف العربي، والتورط في تهريب أكثر من 100 أسير حوثي بينهم قادة بارزون في مليشيات ايران.
حفظ الله ابين، والخزي للمتاجرين بالمحافظة البطلة والفتية.