تقرير: أردوغان سيعين مرشح إسطنبول الخاسر نائبًا له
كشف تقرير نشره موقع "تي 24" التركي عن الكواليس التي تدور داخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، بعد تلقيه هزيمة ساحقة فضحت شعبيته المنهارة، في انتخابات البلديات التي أجريت، الأحد الماضي.
التقرير المنشور ألمح إلى تعيين بن علي يلدريم، رئيس البرلمان السابق الذي خسر سباق إسطنبول في الانتخابات المحلية، في منصب نائب الرئيس.
أضاف التقرير: خسارة العدالة والتنمية نحو 14 بلدية، على رأسها أنقرة وإسطنبول وإزمير، ستظهر عواقبها على إدارة الحزب الحاكم ومجلس الوزراء، فيما يشهد الحزب الحاكم حالة من التخبط والاضطراب من المتوقع أن تظهر في التشكيلات المركزية التي أعدها إردوغان.
تابع: هناك احتمالية لوجود تغيرات جذرية في قيادات حزب إردوغان وإدارته، مشيرا إلى ادعاءات تفيد بأن العدالة والتنمية يشهد أزمات داخلية، تتمثل في توجبه اتهامات من المسؤولين لبعضهم البعض بعد ظهور نتيجة الانتخابات.
العديد من التساؤلات في كواليس الحزب، تتعلق بمستقبل “يلدريم” الذي خسر الانتخابات، تشير إلى صعوبة عودته إلى رئاسة البرلمان، وإمكانية تعيينه نائبا لإردوغان.
رئيس اللجنة العليا للانتخابات سعدي جوفن، أكد في تصريحات أول أمس الاثنين، أن مرشح رئاسة بلدية إسطنبول إمام أوغلو يتصدر النتائج بنحو 28 ألف صوت، بعد فرز غالبية الصناديق إذ حصل على نحو 48.7 %، مقابل 48.52 % لمنافسه يلدريم.
النتائج شبه النهائية، بعد فرز نحو 91 % من بطاقات الاقتراع، التي أجريت في 81 محافظة، الأحد الماضي، كشفت عن فوز المعارضة بالعاصمة أنقرة، وإسطنبول، وإزمير فضلا عن العديد من البلديات السياحية.
حزب إردوغان لم يستوعب الخسارة في كبرى البلديات، خاصة أنه يعتبر الانتخابات اختبارا لشعبية رئيسه، في وقت تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية خانقة، ما دفع وسائل إعلام دولية لتشبيه ما تعرض له إردوغان بالنكسة.
في كلمته من داخل مقر العدالة والتنمية في أنقرة مساء الأحد، اعترف إردوغان بأن حزبه ارتكب أخطاء، ولديه مكامن ضعف ظهرت خلال الانتخابات وفي مؤتمر صحافي قال: “هؤلاء من حاولوا تركيع بلادنا على ركبتيها بتدمير وحدة شعبنا وصلابته، قد تلقوا ضربة أخرى مجددا” دون أن يقر أن حزبه هزم في أنقرة وإسطنبول.
أضاف: “كل مكسب وكل خسارة هي إرادة شعبنا ومن متطلبات الديمقراطية أيضا التي يجب الإقرار بها، سنعترف أننا فزنا بقلوب مواطنينا في المناطق التي فرنا فيها، وسنعرف بأننا لم نكن ناجحين بشكل كاف في المناطق التي خسرنا فيها”.
حزب الحركة القومية أكد أن خسارة أنقرة وإزمير يعد ضربة لمصداقية إردوغان إضافة إلى إسطنبول، ما أدى إلى خسارة ثقة المستثمرين الأجانب، وتراجع الليرة وارتفاع الأسعار مجددا.
إردوغان يدرك أن الخسارة سببها بشكل كبير الأزمة الاقتصادية الخانقة، التي اكتوى الناخبون بنيرانها، ما جعله يقول :”سنركز الآن على استقرار اقتصادنا الضعيف قبل الانتخابات الوطنية في 2023، لدينا وقت طويل، سنقوم بإصلاحات اقتصادية دون المساومة على قواعد اقتصاد السوق الحر”.
خسارة إسطنبول مؤلمة ومؤثرة، ليس فقط لأهميتها الاقتصادية، ولكن على مستقبل إردوغان السياسي أيضًا، إذ إنه قام ببناء قاعدة سلطته كعمدة للمدينة في التسعينيات، ما يفسر حرص العدالة والتنمية على الاحتفاظ بها، وترشيح رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، 63 عاما لرئاستها، عقب استقالته من رئاسة البرلمان، حسب صحيفة “التايمز”.
في المقابل، ظهرت الفرحة على ملامح كمال كيليتشدار أوغلو، زعيم الشعب الجمهوري، والذي أكد سعادته بنتائج الانتخابات، والتفوق الذي حققه حزبه في البلديات الكبرى، قائلا إن: “المواطنين صوتوا لأجل الديمقراطية، واختاروا الديمقراطية”.