بعد خسارة الانتخابات.. أردوغان يكثف القمع ضد المعارضة التركية

السبت 6 إبريل 2019 00:02:57
بعد خسارة الانتخابات.. أردوغان يكثف القمع ضد المعارضة التركية
قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حملات القمع والاعتقال ضد المعارضة، بعد خسارة البلديات، بدلا من إعادة حساباته، ومعالجة أخطائه السياسية.
وداهمت قوات الشرطة منزل يشار أوزلو، الرئيس المشارك في حزب الشعوب الديموقراطي الكردي، عن بلدية مقاطعة “كاغيز مان” التابعة لمدينة قارص، الواقعة في شرق الأناضول، حسب صحيفة “أرتي جرتشك” التركية.
قوات أمن إردوغان اعتقلت أوزلو، بعد تفتيش منزله، وتم نقله إلى مديرية أمن المقاطعة، ولم تعلن عن سبب رسمي لاعتقاله، حسبما نقلت وكالة “معًا” الإخبارية.
مرشح حزب الشعوب، الفائز برئاسة بلدية قارص، في الانتخابات الأخيرة، أيهان بيلجين، وصف اعتقال أوزلو بأنه عقاب سياسي، بعد النتائج الجيدة التى حققها الحزب فى البلديات، ليحل رابعا بعد أحزاب، العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، والحركة القومية، مضيفًا “لا تلقوا باللوم على أحد، فإنه ليس بالضرورة الحصول على رقم 4 من حاصل جمع 2+2 في السياسة”، في إشارة إلى التحالفات الانتخابية التي خاضت الانتخابات، ولم يكن حزبه جزءًا منها.
حزب الحركة القومية دخل السباق الانتخابي للفوز بقارص، وقدم طعونًا على نتائج الاقتراع في المدينة، لكن نتيجة الطعن أظهرت وجود أصوات إضافية لصالح حزب الشعوب، الذى قدم آداء مميزًا في انتخابات الأحد.
حزب الشعوب الديمقراطي حقق الفوزً في 46 مقاطعة، و8 مدن، بينها 3 مدن كبرى، بواقع 4 % من مجموع الأصوات، وتمكن من استعادة مواقعه في البلديات التي عينت فيها حكومة إردوغان أوصياء، بعد إقالتها عمد ومخاتير أكراد في أكثر من 100 بلدية، بزعم وجود علاقتهم بحزب العمال الكردستاني، المحظور من قبل حكومة أنقرة.

إضافة إلى بلدية ديار بكر جنوب شرق البلاد.
مرشحات الحزب حققن أكبر نسبة فوز للإناث في الانتخابات، بنسبة 46%، وتفوقن على جميع سيدات الأحزاب الأخرى.
ومن بين أبرز المدن والمقاطعات التي فاز فيها الحزب الكردى، ديار بكر، ووان، وماردين، وبطمان، وأغري، وأرضروم، وموش، وهكاري، وشرناق، وشانلي أورفة، وأغدير، وسيرت، وقارص.
نتائج الانتخابات تعتبر انجاز كبير ومهم للأكراد، بعد دخولهم فيها من الباب الضيق، وفى ظل القمع والتضييق من قبل حكومة إردوغان، وصلت إلى حد اتهامهم بالخيانة والإرهاب ، وتوعدهم بالفصل من البلديات التي سيفوزون بها.
قبل نحو عامين، سيطرت حكومة العدالة والتنمية على أغلب البلديات الكردية، بعد فصل الرؤساء والعمد المنتخبين، بتهمة الإرهاب، وعينت بدلا منهم أوصياء موالين لها. حزب الشعوب قال إنه حقق هذه النتيجة “في ظل انتخابات غير عادلة بشكل عام”، إذ تراجع تقديم مرشحين في العديد من المدن، بعد اعتقال إردوغان عددا من قادته بتهم ملفقة.
اعتمدت استراتيجية الحزب الكردى على دعم مرشحيه في المقام الأول، ثم مرشحي تحالف حزب الشعب الجمهوري مع حزب الخير، المعروف باسم “تحالف الأمة”، في البلديات التي لم يدفع فيها بمرشحين، لمواجهة الحزب الحاكم، المتحالف مع الحركة القومية، ضمن”تحالف الشعب”، المستمر منذ الانتخابات العامة الأخيرة، التي جرت في يونيو 2018.
نجحت خطة “الشعوب” تأكيد فوز مرشحي حزب الشعب الجمهوري، منصور يافاش ببلدية أنقرة، وأكرم إمام أوغلو في إسطنبول، بعد فرز 99 % من الأصوات، حسب اللجنة العليا للانتخابات، وسط محاولات للتشكيك فى نتائج عمليات الفرز من قبل الحزب الحاكم.
بيرفن بولدان، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، أكدت لمؤيديها في إسطنبول، قبل الانتخابات، أن حزبها أصبح قطبا رئيسيا في البلاد، وقالت “نستطيع أن نحدد مصير الانتخابات في المدينة”، في إشارة إلى دعم أوغلو في منافسة مرشح الحكومة بن علي يلدرم.
وأثناء الحملات الانتخابية الخاصة بالبلديات، وصف إردوغان المنتمين لحزب الشعوب الديمقراطي بأنهم إرهابيون وخونة، أثناء الحملات الانتخابية، ثم كررت وسائل الإعلام المملوكة للدولة تلك الاتهامات، فى محاولة لتشوية المعارضة قبل إنطلاق السباق.
في أكتوبر الماضي، هدد إردوغان بعدم قبول نتيجة انتخابات تسفر عن فوز الأكراد، قائلا “إذا تم انتخاب الأشخاص المتورطين في الإرهاب في صناديق الاقتراع، سنقوم على الفور بما هو ضروري، وسنواصل طريقنا بتعيين أوصياء”.