جوجل يحتفل بالفنانة التشكيلية إنجي حسن أفلاطون
الثلاثاء 16 إبريل 2019 13:21:33
يحتفل محرك البحث العالمي "جوجل" بالذكرى الـ 112 لميلاد الفنانة التشكيلية المصرية الراحلة إنجي حسن أفلاطون.
ولد إنجي في 16 أبريل 1924، بقصر من قصور القاهرة وتلقت تعليمها في (مدرسة القلب المقدس) الفرنسية الداخلية، ثم في مدرسة الليسية الفرنسية حيث حصلت على شهادة البكالوريا.
بدأت ممارسة الفن التشكيلي منذ سن صغيرة، حيث استقدم لها والدها معلماً حين لمس نزوعها نحو الفن وبعد فترة التقت بأحد الفنانين الذين اثروا في الحركة الفنية آنذاك وهو كامل التلمساني الذي اخذ يشرح لها الفن ويوجهها نحو تاريخ الفنون وفلسفة الجمال وقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع والصور فانفتحت أمامها نافذة أطلت منها على عالم الفنون الحافل بالجمال وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.
واتخذت إنجي من السريالية منهجاً للتعبير عن نفسها فنياً فصورت كل ما خطر ببالها من أحلام وكوابيس بطريقة روائية ويظهر ذلك في لوحات (الوحش الطائر) 1941، (الحديقة السوداء) 1942 و(انتقام شجرة) 1943 وفي نفس الوقت تقريباً بدأت انجي أفلاطون مشوارها الفني مع جماعة (الفن والحرية) التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد وفؤاد كامل.
كما حظيت بتقدير عال شرقاً وغرباً عبر مشوارها الطويل في طريق فن الرسم التصويري وقال عنها النقاد (إنها تضفي قدراً هائلا من الحيوية على تفسيرها للطبيعة.. وتدرك قيمة العمل كجزء لا يتجزأ من المنظر الطبيعي).. وفي روما قالوا عنها (إنها خرجت من قلب الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة التي ترتبط بالواقع تصور العظمة القاسية للطبيعة المصرية في لحظات من الحياة اليومية وتكمن قوتها في قدرتها على القبض على شعور ما).
وفى مذكراتها تحكى إنجي أفلاطون عن تاريخها الشخصى الذى هو تاريخ "مصر" وتاريخ وعيها وثورتها من عشرينيات وحتى "ستينيات" القرن الماضى، حيث التاريخ الشعبى مضفرا فى التاريخ الرسمى، فمصر تواجه العالم فى العدوان الثلاثى ونساء مصر يواجهن النظرة المتدنية لهن.
تبدأ إنجي أفلاطون من النهاية من مفهوم المذكرات كما رأته إنجى أفلاطون، فمعنى المذكرات لديها، أنه بانتهاء ما هو عام ينتهى هذا الحديث، لذا حملت مذكراتها عنوان "مذكرات إنجي أفلاطون.. من الطفولة إلى السجن"، والتى حررها وقدمها "سعيد خيال"، ومن الواضح أنه بذل جهدا كبيرا فى إعدادها، فقد كانت هذه المذكرات عبارة عن تسجيلات على أشرطة كاسيت قبل أن تفرغها إنجى أفلاطون فى "ثلاثة عشر كراسة".
يمكن من خلال مذكرات إنجي أفلاطون تخيل وضع المرأة المصرية التى كانت تحمل سمات تقدمية فى أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، فنعرف أن تاريخ النساء فى مواجهة الاستعمار الخارجى والداخلى طويل وصعب، ومن أهم ما تعرضت له إنجى أفلاطون، فى مذكراتها، بجانب الفن وتجربتها المبدعة معاناتها الشخصية التى هى معاناة وطن كامل، خرجت من إطار الارستقراطية الذى كانت تعيشه، بكامل إرادتها، وعانت بسبب النظرة المتشككة فى الأغنياء الذين تشغلهم قضايا "العامة" وعندما أصبحت جزءا من الحركة النسائية المصرية ومن الحركة الشيوعية المصرية وأطلقت عليها الصحافة "الآنسة الشيوعية" دفعت ثمن ذلك، من حياتها التى أصبحت غير مستقرة واعتقال زوجها ووفاته ثم اعتقالها هى فى سجن القناطر.
وعاشت الفنانة التشكيلة المصرية في الفترة بين 1924 و1989، متمردة بفنها التشكيلي الثائر في وجه الإنجليز، ومعبرة بلوحاتها عن حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في لوحاتها مثل (لن ننسى) التي عبرت عن شهداء الفدائيين في معارك قناة السويس، بمعرضها الخاص الأول عام 1951 والذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي في اللوحات.
خرجت إنجي من السجن عام 1963، عاشت بعدها 26 عامًا كاملة للفن والدفاع عن حق الآخرين في الحرية والحياة، إلى جانب إصدارها عدة كتب عن حقوق المرأة، واتجهت للعمل المدني والمجتمعي.
وتوفيت "إنجي أفلاطون" في الشهر نفسه الذي ولدت فيه، لكن بعد 65 عامًا من الميلاد (أبريل 1924 -1989)، ويوافق غدًا الأربعاء ذكرى وفاتها، وتم افتتاح متحف باسمها بمركز الفنون المعاصرة عام 2002.