خوفًا من أمريكا.. تركيا ترضخ لوقف استيراد النفط من إيران

الاثنين 3 يونيو 2019 14:10:50
خوفًا من أمريكا.. تركيا ترضخ لوقف استيراد النفط من إيران
رضخت الحكومة التركية للقرار الأمريكي، وأوقفت استيراد النفط الإيراني، وبدأت الشركات التركية بالإعلان عن استيراد النفط العراقي للمصافي العاملة في تركيا بدلا من الإيراني.
وأعلنت شركة “سوكار تركيا”، بدء استيراد النفط العراقي بدلا من الإيراني، اعتبارا من مطلع يوليو المقبل، بحسب ما أوردت الأناضول.
وجاء ذلك، على لسان المدير التنفيذي للشركة “زاهور غاهرمانوف”، خلال مشاركته في النسخة الـ 26 من معرض “بحر قزوين للنفط والغاز”، بالعاصمة الأذرية باكو.
وقال “غاهرمانوف”، إن المصافي المعتمدة على الخام الإيراني، قد تواجه مشاكل مستقبلًا، في ظل العقوبات الأمريكية.
وأضاف أن الشركة لا تريد خرق العقوبات عبر استيراد النفط من إيران، أو تصدير الوقود إليها، بحسب الأناضول.
ودخل في 2 مايو الجاري، قرار أمريكي يقضي بإلغاء إعفاءات شراء النفط الإيراني لدول تركيا والصين والهند وإيطاليا واليونان واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان.
وتعيش إيران (القوة النفطية) في أوبك والعالم، حاليا، أبرز تحدياتها الجيوسياسية والاقتصادية منذ الاتفاق النووي 2015، ويتمثل في وقف كامل لصادراتها النفطية، مصدر الدخل الرئيس، بفعل العقوبات الأمريكية.
وتراجع إنتاج إيران النفطي إلى متوسط 2.57 مليون برميل يوميا في أبريل الماضي، نزولا من 3.8 ملايين برميل يوميا على أساس سنوي، بحسب “أوبك”.
ولفت مسؤول الشركة التركية، إلى أن النفط العراقي سيتم تكريره في مصفاة “ستار رافينيري” الجديدة، بولاية إزمير، غربي تركيا.
وتابع: “العمل في المصفاة انطلق العام الماضي، بتكرير الخام الأذري وبعده الروسي، ويمكن أيضا تكرير الفنزويلي الثقيل، فمن الناحية التقنية لا توجد مشكلة”.
من جانب آخر، أشار “غاهرمانوف” إلى تكرير 1.5 مليون طن من النفط في المصفاة منذ بدء العمل فيها.
كما كشف عن العزم على تكرير 8 ملايين طن بنهاية العام الجاري، وتزويد الطائرات في مطار إسطنبول بـ700 ألف طن من الوقود سنويًا، فضلًا عن البدء بتوزيع مشتقات النفط في السوق التركية خلال يوليو المقبل.
يشار إلى أن “سوكار تركيا” منبثقة عن شركة النفط الحكومية لجمهورية أذربيجان “سوكار”، وتأسست في إطار تعاون بين البلدين.
وسبق أن أعلن مسؤول تركي، أن أنقرة أوقفت شراء النفط الإيراني بدءً من مايو مع انقضاء أجل الإعفاءات الأمريكية التي مُنحت لثمانية مشترين في نوفمبر.
وقال حينها إن بلاده ستواصل الالتزام بمطلب واشنطن بوقف جميع واردات النفط الخام من الجمهورية الإسلامية.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه “لا نحصل على أي نفط من إيران الآن… كنا واحدة من ثماني دول حصلت على استثناءات من هذه العقوبات والآن نحن على استعداد للالتزام بها”.
وكانت تركيا أعلنت أنّها ستوقف استيراد النفط من ايران على الرّغم من معارضتها للعقوبات الأمريكية التي فرضها ترامب بعد انسحابه بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين ايران والدول الكبرى.
ويتيح الامتثال الكامل لتركيا تفادي العقوبات الأمريكية حتى مع تعرض علاقاتها بحليفها في حلف شمال الأطلسي لضغوط على جبهات أخرى، مثل الشراء المزمع لنظام دفاع صاروخي روسي وهو ما قد يوقد شرارة عقوبات أمريكية منفصلة.