كيف استغلت قطر وإيران حماس في تجنيد حلفاء بالعراق ؟

الأربعاء 21 نوفمبر 2018 21:15:00
كيف استغلت قطر وإيران "حماس" في تجنيد حلفاء بالعراق ؟


"تقرير خاص"

يبدو أن ضلوع حركة حماس الإرهابية، في تجنيد عراقيين لتحقيق أهداف سياسية وتنفيذ مخططات مشبوهة، لا تبعد عن أيادي قطر وإيران، لسيما بعد الكشف عن تحركات نظام الحمدين القطري الأخيرة داخل العراق بهدف الهيمنة السياسية وتحقيق مآرب إيرانية متطرفة.
وكشفت صحيفة كويتية، ضلوع حركة حماس الإرهابية، بتجنيد مواطنين عراقيين ومقيمين بالعراق، وأن حركة حماس ضالعة في التدخل بالشأن العراقي، من خلال استغلالها مواطنين عراقيين أو فلسطينيين مقيمين في العراق لتحقيق أهدافها العسكرية والمالية، مشيرة إلى أن "هذا الضلوع اتّضح جلياً إبّان اعتقال العراقي المتخصص بالمواد المتفجرة طه الجبوري في الفلبين قبل نحو عام، ثم تسليمه إلى السلطات التركية ومنها إلى السلطات العراقية".
وفي هذا الشأن رأى الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة، الدكتور عمر بدر الدين، في تصريحة لـ"المشهد العربي"، أنه لا شك من وجود مآرب قطرية إيرانية خلف تحركات حماس في العراق، خاصة بعد انكشاف مساعي قطر الأخيرة في شراء حقائب وزارية بأكملها داخل العراق، مشيراً أنه يرى العمائم الإيرانية داخل المشهد الثلاثي، في محاولة قطرية لتقديم الدعم للنظام الإيراني بطريقة غير مباشرة والالتفاف على العقوبات الأمريكية.
وأكد "بدر الدين"، أن قطر تمارس ألاعيب قذرة داخل قطاع غزة، تهدف بها تأجيج الانقسام الفلسطيني واستمرار تقوية شوكة حركة حماس الإرهابية على حساب باقي الفصائل الفلسطينية اعتمادًا على الدعم القطري المتواصل للحركة دون غيرها.
وأضاف أن قيام قطر بإدخال حقائب محملة بملايين الدولارات لقطاع غزة في سيارة السفير القطري الموفد للقطاع، محمد العمادي، وعبر إسرائيل يؤكد أن حماس على استعداد لأن تفعل أي شيء مقابل أن تصلها أموال تنظيم الحمدين ومقابل أن تستمر سيطرتها على القطاع لتنفذ مخططاتها، موضحاً أن رفض قيادات فلسطينية الاجتماع مع العمادي بعد رشق موكبه بالحجارة يؤكد وجود حالة غضب عارمة في القطاع وخارجه من التصرفات القطرية الأحادية على الصعيد الفلسطيني وتكريس الانقسام وتهديد أي محاولات للتقارب الوطني الفلسطيني وتحقيق المصالحة.
 وشدد "بدر الدين" على إن دعاوى المقاومة الفلسطينية التي تتشدق بها حركة حماس الإرهابية لا تتناسب أبدًا مع موافقتها على أن تتسلم رواتب عناصرها عبر إسرائيل وبعد موافقتها.
وكانت غالبية الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة قد قاطعت اجتماعًا كان مقررًا، مساء الجمعة الماضية، مع السفير القطري محمد العمادي، وذلك بعد ساعات من رشق متظاهرين موكبه بالحجارة خلال زيارته مخيم العودة، شرقي القطاع.
فضيحة قطرية
وأعلنت الفصائل أن قرار مقاطعة الاجتماع بالعمادي جاء بسبب إدخال الأموال القطرية إلى قطاع غزة لصالح حركة حماس، واعتبر بعضها الأمر "فضيحة وطنية"، لا سيما أنه تم عبر إسرائيل، ويرد قرار المقاطعة أيضًا إلى الدور القطري المرتبط بإسرائيل، فضلًا عن تكريس الانقسام الفلسطيني، والفصائل المقاطعة هي: حركة فتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وفدا، والمبادرة الوطنية.
وقال القيادي في الجبهة الشعبية، كايد الغول: "إن إدخال الأموال القطرية يأتي في إطار مخطط مشبوه، ولتحقيق أغراض معينة"، مشددًا على أنه ينبغي إعطاء الأولوية للمصالحة في أسرع وقت ممكن.
كما اعتبر الأمين العام لحزب الشعب، بسام الصالحي، أن إدخال الأموال القطرية عبر إسرائيل يمثل "فضيحة وطنية"، و"يُظهِر أن هناك تقاسمًا وظيفيًّا بين تل أبيب والدوحة وحماس".

تعزيز الانقسام

خلال الأسبوع الماضي صرح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، بأن قطر تجاهلت تحذير القيادة الفلسطينية من أن تحويل الأموال عبر إسرائيل يعزز الانقسام.
وأضاف أن القطريين بدؤوا في ضخ الأموال دون العودة إلى القيادة الفلسطينية التي أعربت عن أسفها إزاء تصرف الدوحة.
ويقول مراقبون إن هذا الاحتجاج من الفلسطينيين يأتي غضبًا من تخصيص الأموال القطرية لحماس فقط، بعيدًا عن مختلف الشرائح المجتمعية الأخرى في قطاع غزة الذي يعاني فقرًا مدقعًا وانهيارًا اقتصاديًّا وإنسانيًّا غير مسبوقين، والدفعة المالية التي أدخلها العمادي هي جزء من مبلغ 90 مليون دولار وعدت قطر بتحويله إلى حماس لدفع رواتب موظفيها لمدة 6 أشهر.
وتمول الدوحة أنشطة حركة حماس التي تسيطر بقوة السلاح على القطاع الذي يعاني فيه نحو 1.5 مليون فلسطيني جراء الانقسام السياسي بين الضفة وغزة.
ويرى مراقبون أن ما تقوم به حركة حماس في قطاع غزة عملية إيرانية مفضوحة. فحماس ليس لها غرض مع إسرئيل الآن ولا قبل سنوات، لكن خامنئي يريد توجيه أنظار العالم بعيدا عن طهران حتى يمكنه تهريب النفط والالتفاف على العقوبات الامريكية.
كما لفت المراقبون، أنه ليس من المتوقع أن توافق حماس على أي تهدئة مع اسرئيل الآن وقد يستمر اطلاق الصواريخ لفترة طويلة، وهى تحاول جر إسرائيل للقطاع وافتعال معركة كبرى والهدف إخفاء إيران عن الأحداث وإنقاذ الملالي من العقوبات، موضحين أن اصطناع حرب في قطاع غزة مع إسرائيل يحقق لإيران شيئين: 
الأول لفت الأنظار بعيدَا عن العقوبات الأمريكية عليها والتصرف بحرية سواء في التهريب أو غيره.
والثانية تخفيف الضغط على مليشيات الحوثيين الذين يواجهون انهيارات وخسائر كبيرة في اليمن.
وتوقعوا أن الساعات القادمة ستشهد دخول ميليشيا حزب الله على خط المواجهة مع اسرائيل، فالقصة ليست مقاومة ولا صراع، ولكنها أوامر إيران لشغل المنطقة بصراع جديد غير قضية العقوبات عليها.
وفى السابع من نوفمبر الجاري، عهد أمير قطر لوزير خارجيته محمد عبد الرحمن بتنفيذ المهمة المشبوهة، حيث أرسله إلى العراق في زيارة مفاجأة، من أجل تأمين مناصب في الحكومة العراقية للسياسيين المدعومين من قطر وإيران، مستغلاً ضبابية المشهد السياسي ببغداد، غير أن مسؤولي العراق نجحوا في كشف تلاعب الحمدين الخفي لتوريطهم، وأغلق عبدالمهدي الباب في وجه الدوحة ورفض إملاءاتها، وخرج الوفد القطري من بغداد يجر أذيال الخيبة والفشل.
فإن إقدام حماس على تجنيد الجبوري للعمل في صفوفها لم يفاجئ العراقيين، الذين يدركون مدى تغلغل الفلسطينيين في العراق، لافتين إلى أن "العراقيين لن يتوانوا عن كفّ أيادي حماس، أو أيّ جهة فلسطينية أخرى، ومنعها من استغلال موارد العراق الاقتصادية أو البشرية لمصالحها".
وكشفت المصادر أن “التحقيقات، التي أجرتها السلطات العراقية بعد تسلمها طه الجبوري من تركيا، أفضت إلى التعرّف على عشرات العراقيين الذين قامت حماس بتجنيدهم لمصالحها، بينهم أسماء معروفة وخطرة مثل نهاد الجبوري ووافر كرجية وسعدي ابوسعيد ووليد الراوي وبشار اسماعيل وفاضل الجبوري، وغيرهم كثيرون ممن تتم الياً صياغة مذكرات لمحاكمتهم أمام الجهات المختصة”.